محمد كوكة: المسرح التونسي منفتح على العالم

 

رغم أن عمله المسرحي «يوليوس قيصر» كان باكورة عروض الدورة الاولى من مهرجان قرطاج المسرحي، إلا أن محمد كوكة ترك تونس ليعيش في فرنسا لمواصلة مشواره المسرحي من هناك، ورغم ابتعاده عن تونس ظلت تجربته المميزة في ادارة فرقة تونس للمسرح والتي قدم معها مجموعة من التجارب المسرحية المهمة ملموسة ومعروفة، حيث راهن ولايزال على أن لا مفر من الاعتماد على النصوص الجيدة معتبراً «أن النص المسرحي أساس ومرجع للعمل المسرحي».

ويقول  كوكة «المسرح مكان للترفيه ومدرسة لتكوين ذات المشاهد، فأنا أؤمن أن للمسرح رسالة دورها مهم في تهذيب ذوق المشاهد، ورغم أن المسرح في تونس الذي بدأ عملياً عام 1907 عن طريق فرقة مصرية كانت تسمى «جوقة» ويديرها سليمان القرداحي وهو من اصل سوري، إلا ان التونسيين عرفوا المسرح في القرن 19، في تلك الحقبة قدمت مسرحية (عطيل) وكانت تلهب قلوب الجماهير، حين كان المسرح يسمى «المرسح».

 

وحول علاقة تونس بالمسرح أضاف كوكة « تعرفت تونس إلى المسرح أيضاً من خلال جورج أبيض، وشيخ المسرح كما كان يلقب «محمد الحبيب» إلا ان ما يميز المسرح التونسي هو انفتاحه على تجارب العالم وأوروبا، كما ان غالبية المسرحيين الشباب في تونس تأثروا بمرجعيات مختلفة من المسرح الاوروبي مثل «بريخت» كما ان المحاور التي تناولها المسرح التونسي مختلفة بحسب الظروف التي عاشها، فالمسرح الحديث قام بتناول قضايا المجتمع، وقدم حلولاً من خلال الرسائل التي يحملها ومنها مشكلة الحكم والنفوذ والحريات والمشكلات الواقعية السياسية».

وأشار كوكة الى أن «فرقة المسرح الجديد في تونس مثلت لسان حال الناس وترجمت همومهم، وهناك فرقة اخرى سارت على هذا الطريق لكنها متعثرة بسبب عدم وجود خطاب جمالي وادبي، والمسرح التونسي يعتمد الايحاءات والاشارات للتعبير عن الكثير من المواضيع، وهذه التجربة كانت سائدة في مرحلة السبعينات، الحرية الآن افضل بالنسبة للمسرحيين في تونس عما مضى».

 

ووصف المسرحي التونسي كوكة القضية العربية بانها قضية كونية، و«على العرب اللحاق بالركب الحضاري بدل الانعزال عن الآخر»، و هذا  الامر يتطلب كما يرى كوكة «محاورة الآخر بشكل ندي والسعي للاكتشاف الفني والرقي الاجتماعي والثقافي»، وأكد كوكة «ان المسرح لم يعد يفرض آيديولوجيات، بل ما يجب على المسرح فعله ان يربي الانسان على الذائقة الجمالية، لقد اشتغلت على نصوص مسرحية استوحيتها من افلاطون مع مخرج فرنسي، لأنها تحمل مبادىء خيرة». في فرنسا قام كوكة بمسرحة نصوص عن سقراط وابن رشد وغيرهما من كبار المفكرين، في محاولة منه لتثقيف الناس وارشادهم الى الجوانب الخيرة بالآخرين  بغض النظر عن الايديولوجيات والخطابات، «يجب تثقيف الانسان حتى يهتدي الى انسانيته، وبعد ذلك يكون مواطناً صالحاً».

 

 نصوص عربية

طالب المسرحي محمد كوكة بالعودة الى النصوص العربية مثل كتاب «الأغاني»، و«ابن المقفع»، و«كليلة ودمنة» لأن المسرح الجديد عليه العودة الى النصوص القديمة لأنها مليئة بالأفكار الجميلة والمفيدة، فثمة مرجعيات قديمة حديثة، هناك أفكار كونية يجب الرجوع إليها  لأنها تدعو الى التفكير وتمكننا من كتابة حديثة، نحن نفتقد الى «الجاحظ» فكتاب «الحيوان» مليء بالأفكار، ولماذا لا يقدم بشكل وأسلوب جديد». 

الأكثر مشاركة