القوادري: «عرب لندن» يحكي حياة المهاجرين العرب


أكد المخرج البريطاني من أصل سوري أنور القوادري، ان مسلسل (عرب لندن) الذي بدأ تصوير حلقاته في الثامن من الشهر الجاري في سلوفينيا، سيعرض في شهر رمضان المقبل على قناتي «اي ار تي»، وقناة «روتانا للدراما» التي ستفتتح في الشهر المبارك، وقال القوادري الذي كتب حوار وسيناريو العمل في اتصال اجرته معه «الإمارات اليوم» «إن مسلسل عرب لندن الذي تنتجه شركة (ايبلا) السورية والمنتج هلال ارناؤوط وشبكة (ايه ار تي) يعد من اضخم الانتاجات التلفزيونية، حيث بلغت كلفته ثلاثة ملايين دولار.


العمل من بطولة عابد فهد وعدد من الفنانين العرب والبريطانيين، وتتوزع أماكن التصوير بين سلوفينيا ولندن ومناطق من سورية. ويحكي حياة المهاجرين العرب في لندن، وما نقلوه معهم من مشكلات وتناقضات، يقدم من خلالها شخصيات مختلفة تجسد موضوعات الكفاح في العمل، ويبحث عن الهوية واللغة ضمن اطار اجتماعي. وأضاف «فاصطدام الآباء والابناء العرب على سبيل المثال، جعلني أرصد وجهتي نظر مختلفتين، لأن الأبناء أصبحوا انجليزيين، ولا يريدون أن يعترفوا بهويتهم ولا يعرفون لغتهم العربية».

 
حكايات 15 عاماً
لم يكن المسلسل حسب القوادري وليد ساعته، وإنما استغرق سنوات من التفكير للوصول بتفاصيل حياة عدد كبير من الذين هاجروا من بلدانهم إلى المشاهد العربي، وقال «15 عاما وأنا افكر في حياة العرب في لندن مع البحث عن امكانية تحويل حكاياتهم الى عمل يشاهده العرب في انحاء العالم»، وأضاف «هاجرنا الى مدينة الضباب بحثا عن الحرية، على الرغم من انها المدينة التي قررت منذ (سايكس بيكو) الى هذه اللحظة، ان تكون القاسم المشترك لكل الاحداث الجارية». 

 

وعن القصص التي تناولها مخرج فيلم «جمال عبدالناصر» في عمله قال «لن احرق عنصر المفاجأة، ولكني سأقول لكم بعضا من الشخصيات.. منها الأب المغربي ويؤدي دوره عبداللطيف هلال، الذي تزوج من سورية، وتؤدي دورها فنانة المسرح في بريطانيا فاتن العمري - التي وصفها القوادري بمفاجاة العمل، يرزق الزوجان بولد مغربي سوري، ويؤدي دوره باسل خياط، الذي يعشق فتاة مصرية أبوها متشدد في منزله ويعشق على زوجته في الخفاء لأن القانون البريطاني لا يسمح له بزوجة ثانية». مشيرا إلى أن قصي خولي مثلا، واسمه في المسلسل (ايدي) يعيش في الشوارع على أمل ان يفتح باب الرزق عليه».


وإذا ما كان العمل يحكي قصصا لشخصيات موجودة بالفعل قال القوادري «لا استطيع ان اقول انها ليست حقيقية ولكني لن اذكر شخصياتها بمسمياتها الاصلية».

 

وحدة عربية مصغرة
شبه القوادري فريق العمل المتعدد الجنسيات «بالآلة الوترية التي تحاول قدر الامكان الحفاظ على اوتارها متماسكة ومتراصة»، وأشار الى ان «الفريق استطاع ان يخلق مع بعضه البعض روحا تحلق في السماء بغية النجاح والتألق»، مؤكدا «وجود هذا التنوع العربي يعزز حلم الوحدة العربية التي اثبتت نجاحها في المجال الفني وليس السياسي»، وأضاف «العرب الذين يعيشون في لندن على وجه الخصوص، يحبون ان يسمعوا لهجتهم ويشاهدون اشخاصا يشبهونهم، لأن في ذلك راحة نفسية يسعى اليها المغترب دوما، وهذا ما عكسه الفنانون العرب المشاركون في العمل، لأنهم ينتمون الى امة كاملة وليس مجرد اقطار».  

 

دور عابد فهد   
يجسد بطل العمل عابد فهد دور سامي الذي يهاجر بطريقة غير شرعية الى لندن، بغية تحسين وضعه الاجتماعي والمهني، لكنه في وسط  الازدحام يضيع في شوارع لندن، وليس معه هوية، ويلاحق من البوليس لينهي هذه المأساة بزواجه من امرأة انجليزية للحصول على الإقامة، لكنه يعيش في حالة من الخوف على مستقبله بعد تركه لحبيبته التي تنتظره في سورية على أمل العودة والزواج بها، لكن أهلها بعد علمهم بزواجه يجبرونها على تركه ليزوجوها بآخر، وفي سياق العمل يساعده في البداية احد زملائه الفلسطينيين في إيجاد عمل ويتعرف إلى زوجة احد رجال الأعمال الفلسطينيين، ويتعرف إلى ابنته وتنشأ قصة حب معها ليعيش بعدها صراعا مع والدها الذي يضعه بين شرطين، اما تشكيل هدف لمستقبله وإما شرائه بمبلغ من المال لصالح ابنته المعجبة به، لكنه يرفض كل هذه العلاقة ويعود إلى الضياع الى أن ينتهي ببناء مؤسسة إعلامية كبيرة بمساعدة الخيرين ويصبح من أهم المؤثرين إعلاميا في بريطانيا». 

 
بطاقة شخصية 
أنور القوادري، هو نجل المنتج السوري ورئيس غرفة صناعة السينما والتلفزيون في سورية تحسين قوادري، واطلق عليه اسم انور تيمنا بالفنان الراحل انور وجدي، قدم عدداً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية.


ففي عام 1972 قرر القوادري  السفر إلى بريطانيا لدراسة السينما والتحق بالأكاديمية المركزية للعلوم السينمائية والدرامية في لندن وتخصص في الإخراج والمونتاج وأخرج فيلم التخرج سنة 1987 واسمه بولينا. ونال جائزة الإخراج عن المخرجين في العالم في مهرجان شيكاغو عام .1980 اخرج فيلم (غرفة الانتظار) الذي عالج فيه العنصرية بين السود والبيض، وبعده اخرج فيلم (كسارة البندق) الذي قامت ببطولته جوان كولينيز، ثم (فيلم كلوديا وسباق الزمن) وهو انتاج مصري بريطاني.


عربيا قام القوادري بإخراج فيلم (جمال عبدالناصر)، ومسلسل (سحر الشرق) بطولة جمال سليمان 


فريق العمل  
من سورية عابد فهد، قصي خولي، باسل خياط، واحة الراهب، وجهاد سعد، والفلسطيني محمد بكري، ومن مصر توفيق عبدالحميد ونهال عنبر ونيرمين الفقي، ومن الإمارات ابراهيم الزدجالي ومن الكويت محمد المنصور والأردنية ميس حمدان، ومن لبنان رفيق علي أحمد وسيرين عبدالنور، ومن بريطانيا فاتن العمري وعصام ادريس ومن المغرب عبداللطيف هلال.  

الأكثر مشاركة