منيرة تسجّل 4 اختراعات لذوي الاحتياجات الخاصة
تمضي الطالبة منيرة إسماعيل شاهين، أصغر مخترعة إماراتية، كما يصفها معلموها، ما يقارب نصف يومها في غرفتها تفكر في اختراع لم يسبقها إليه أحد. وعلى الرغم من صغر عمرها، الذي لم يبلغ الـ16 عاماً، فإنها نجحت في أربعة اختراعات لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. وانتهت منيرة قبل أشهر من ابتكار جديد، يتيح للصُمّ قيادة السيارات بأمان، إذ ينبّه السائق منهم إلى وجود «زمور» سيارة مجاورة، ويُعلمه بطلب سيارات إسعاف أو شرطة إفساح الطريق. ولقيت ابتكارات منيرة اهتماماً من قيادات شركة عالمية، فعرضوا عليها الإقامة في دولة أوروبية، وإلحاقها بجامعة كبرى هناك، على أن تعمل معهم بعد التخرج، وتقدم لهم اختراعاتها لينتجوها باسم الشركة، لكن الطالبة الإماراتية رفضت العرض، لأنها «تريد أن تكون ابتكاراتها إماراتية، وتخدم بها وطنها».
منيرة قالت لـ«الإمارات اليوم»: «أنا إماراتية، وأفخر بانتمائي إلى هذا الوطن، ومهما تلقيت من عروض مغرية، فلن أغادر بلدي». وتروي قصتها مع الاختراعات بقولها: «منذ صغري أحب الابتكار، فالتحقت بدورات للتدريب على صناعة الإلكترونيات، والكهرباء في نوادٍ محلية، وتبعت ذلك بقراءات عدة في أساسيات صناعة الإلكترونيات».
وأضافت: «أجلس في غرفتي ساعات طوالاً أبحث عن ابتكار يخدم مجتمعي والعالم، وفي البداية نفذت اختراعات مقلّدة على سبيل التجربة، ثم ابتكرت اختراعات أخرى أعتقد بأنني متميّزة بها»، موضحة أنها «أنتجت جهازاً يُنذر سكان البيت من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم بغرق شخص في حوض السباحة، وآخر يبلّغ بوجود لصّ في المنزل، وثالثاً للإبلاغ عن حريق».
وتتابع: «اهتمّت بي إدارة مدرسة «زعبيل الثانوية للبنات» فحفزتني على المشاركة بابتكاراتي في معارض تقيمها مؤسسات الدولة، فشاركت في معرض أقامته جامعة الشارقة في مجال الفيزياء»، مضيفة «عرضتُ جهاز الإنذار الخاص بالسائق الأصمّ، وفوجئت بردود فعل إيجابية وإشادات لم أكن أتخيّلها».
وأوضحت: «تولى تقويم الأعمال المشاركة في المعرض خبراء من سويسرا، وحصلت بجهازي على المركز الأول بوصفه أفضل مشروع في المعرض».
وتابعت: «أقامت وزارة التربية والتعليم معارض مشابهة، فعرضتُ فيها الجهاز نفسه، وحصلت على وسام «نخبة النخبة» تقديراً من الوزارة على هذا الابتكار». وأضافت: أن «الجهاز عبارة عن آلة داخل السيارة تنبّه السائق الأصمّ عبر الاهتزاز، وأنوار داخلية في السيارة، بأن سيارة خلفية أطلقت «زمورها» نحوه، ما يجعله يفسح الطريق».
وتبدي منيرة أسفها؛ لأنها، وفق قولها، تلقّت وعوداً كثيرة من مؤسسات محلية، رفضت تسميتها، بتبني الجهاز، والحصول على دعم لابتكار اختراعات أخرى، لكن هذه الوعود لم تتحقق. وتضيف: «تلقيتُ عرضاً من شركة أوروبية في مجال صناعة السيارات بأن أقيم في أوروبا، وأُكمل دراستي الجامعية هناك، وبعد التخرج أقدم كل ابتكاراتي باسم تلك الشركة»، لافتة إلى أنها «رفضت هذا العرض كلياً، لأنها تريد لاختراعاتها أن تحمل اسم الإمارات».
وتنتقد الطالبة الإماراتية «مناهج التعليم في الدولة، كونها لا تهتم بالشق العلمي العملي، الذي يمكن أن يكشف عن عقول ماهرة من أبناء الوطن». مضيفة: «لابد أن تهتمّ مكتبات المدارس والمناهج التعليمية بالجانب العملي، والاختراعات الحديثة حتى ننمّي فكر الابتكار بين الطلاب».
وتعمل المخترعة الصغيرة على ابتكار جهازين جديدين لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة،رافضة الكشف عن تفاصيلهما، مكتفية بالقول: «سيخدمان المكفوفين، ويساعدان على دمجهم في المجتمع ومواصلة الحياة».
وتنفق منيرة ـ وهي أصغر أشقائها الستة ـ مبالغ كبيرة على مشروعاتها العلمية، ويتحمّل هذه النفقات والدها الذي يعمل في مكتب خاص في مجال العقارات. وأمنيتها أن تحصل على منحة علمية تمكّنها من مواصلة مشروعاتها العلمية أثناء الدراسة الجامعية.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news