ملايين «رمال عربية» اختفت في دور العرض المحلية

«رمال عربية» يتبع خطى رحالة إنجليزي في شبه الجزيرة العربية.                  تصوير: باتريك كاستيللو 
        
أسفر عرض الفيلم الإماراتي «رمال عربية» على مدار نحو أسبوعين في أربعة دور عرض محلية كبرى عن خسائر فادحة لمخرجه مجيد عبد الرزاق في ثاني تجاربه السينمائية بعد أن شهدت صالات العرض أدنى مستوى لها على مدار العام، وهو ما برره مجيد الذي أنفق على إنتاج الفيلم قرابة الأربعة ملايين درهم بقوله إن «الصبغة التاريخية للفيلم قلّصت من حظوظه في شباك التذاكر  محلياً، لاسيما مع اعتياد جمهور المترددين على تلك الدور على الأفلام الهوليوودية والمصرية بشكل خاص، وهو أمر لا يعبر بأي حال عن المستوى الفني للفيلم»، مضيفاً في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم» أنه يعول على نجاح العروض المزمع إقامتها في عدد من الدول الأوروبية لا سيما أن الفيلم «يكشف الكثير من سحر الشرق الذي يكتسب أهمية خاصة لدى المشاهد الأوروبي».

 

وأضاف عبد الرزاق الذي يعد مخرج العمل وكاتب السيناريو وبطله المحوري أيضاً: «هناك عروض جدية لعرض الفيلم في كل من فرنسا وإيطاليا وسويسرا وألمانيا، وهو ما سيوفر أرضية خِصبة للتمهيد لاستضافته من قبل مهرجانات عالمية كبرى، وهو أحد أهم الأهداف الرئيسية للقيام بمغامرة إنتاج فيلم سينمائي ذي تكلفة مادية باهظة».

 

رحلة خليجية
وبعد وقف عرض الفيلم في دور العرض الإماراتية من المقرر أن يبدأ ««رمال عربية» رحلته الخليجية في 18 من أبريل الجاري في سلطنة عمان، حسب مجيد الذي أضاف ان «هناك تداخلا في الأحداث التي يرصدها الفيلم ما بين البيئة الإماراتية والبيئة العمانية، فضلاً عن أن عدداً كبيراً من الممثلين الذين اشتركوا في تصويره هم من الفنانين العمانيين، لذلك فان الأمل في تحقيق نسبة مشاهدة لـ «رمال عربية» في دور العرض العمانية يبدو منطقيا».


وأشار مجيد إلى أن الفيلم ما زالت أمامه فرص جيدة لتعويض خسائره في دور العرض المحلية ليس عبر العروض الأوروبية المزمعة- على حد قوله- بل أيضاً عبر العرض في كل من الكويت التي قال إن هناك اتفاقات نهائية مع ثلاثة دور عرض بها من أجل استقبال الفيلم، مشيراً إلى أن فيلمه الأول «عقاب» حقق نجاحاً نسبياً هناك عبر 15 ألف مشاهد حضروا عرضه في دور السينما الكويتية، لافتاً إلى أنه تلقى أيضاً طلبات لعرضه في كل من قطر والبحرين .


محاولة
وأكد مجيد إلى أنه حاول في تجربته الجديدة في «رمال عربية» تفادي أسباب سقوط فيلمه الأول «عقاب» من خلال عدم الإغراق في المحلية، مضيفاً: «رغم أن «رمال عربية» تتبع خطى رحالة في صحراء الربع الخالي في أربعينيات القرن الماضي إلا أن هذا الرحالة الذي سجل تعاملاته مع القبائل الإماراتية والعربية التي اختلط بها، هو رحالة انجليزي، ما يخرج العمل من نطاق المحلية إلى زاوية أوسع وهي كيف ينظر إليَّ الآخر، وهو عكس ما تمت الاستعانة به في «عقاب» الذي اعتمد على  إضفاء الصبغة المحلية لرواية عالمية». 

 

وقال مجيد إنه لم يحدد حتى هذه اللحظة خطوته المقبلة، وما إذا كانت ستقوده إلى مغامرة إنتاجية ثالثة أم لا، مؤكداً أن ما زال أمامه الكثير ليفعله من أجل محاولة إنجاح «رمال عربية» حسب تعبيره.

 

يذكر أن قصة فيلم «رمال عربية» تدور حول محتوى رواية بالاسم ذاته  للرحالة الإنجليزي الراحل ويلفيد ثيزجر، الملقب إماراتياً بمبارك بن لندن، رصد فيها تفاصيل اشهر رحلاته التي امتدت ما بين عامي 1945 و1950 في جنوب شبه الجزيرة العربية وصحراء الربع الخالي، والتي أقام خلالها لفترات طويلة في الإمارات ناسجاً علاقات اجتماعية مع القبائل البدوية مسجلاً إياها في رواية انجليزية  سماها «رمال عربية» قاده فيها عدد من أبناء القبائل الإماراتية، لا يزالون على قيد الحياة حتى الآن .


مشكلة اسمها غياب الجمهور
تابعت «الإمارات اليوم» بشكل دقيق  الأفلام الإماراتية الخمسة التي تم عرضها سينمائياً من داخل دور العرض المحلية، فمن «حلم» الذي وُصِف بأنه أول فيلم إماراتي تستقبله دور العرض المحلية للمخرج هاني الشيباني ورحلة عرضه الأولى عام 2005، إلى «عقاب» في العام 2006، لم يكن الاتجاه تصاعدياً على الإطلاق، فالجمهور الذي كان تواقاً للتجربة الأولى لم يكن كذلك في الثانية، ومع «طرب فاشون» ميساء مغربي في صيف نفس العام، عاد الاتجاه التصاعدي نسبياً من دون أن يؤشر ذلك لمرحلة بناء ثقة بين الجمهور وصانع الفيلم الإماراتي، وجاء «حنين» محمد الطريفي في العام الذي تلاه ليعمق غياب تلك الثقة بشكل واضح إلى درجة أفضى معها غياب الجمهور، عن خامس تلك التجارب، يبدو صارخاً، ليصبح معظم جمهور «رمال عربية» أجانب لا يجيدون فهم لغة السيناريو الأساسية للفيلم وهي العربية - حسب مجيد نفسه الذي صرح بأن 70 % من الجمهور الذي حضر الفيلم في دور العرض الإماراتية هم من الأجانب المقيمين بالدولة، فيما تم الزج بـ1000 تلميذ من طلبة المدارس بهدف تعويض غياب الجمهور .
 
تويتر