ازمة الوقود تجعل الحمير وسيلة النقل شبه الوحيدة في غزة

 

دفعت ازمة الوقود في قطاع غزة بائع الخضروات اشرف عاشور الى استخدام عربة يجرها حمار لنقل بضاعته التي تضاعف ثمنها بعد ان اصاب الشلل حركة النقل والمواصلات.

واضطر اشرف وهو صاحب عدة محلات لبيع الخضار والفواكه في غزة لشراء ثلاث عربات يجرها حمير لنقل طنين اثنين من الخضروات يوميا بدلا من شاحناته الاربع المتوقفة والتي كانت تنقل ثمانية اطنان من الخضار يوميا قبل اسبوعين.

ويعزو اشرف الذي بدا عليه الغضب تناقص كمية الخضار اليومية الى قلة الانتاج في البساتين المزروعة في قطاع غزة "بسبب توقف الالات الزراعية لعدم توفر البنزين والسولار للمزارعين".

واوقفت اسرائيل كليا مد قطاع غزة بالوقود منذ اسبوع اثر اغلاقها معبر ناحال عوز الحدودي شرق غزة والمخصص لمرور الوقود بعد هجوم نفذه مسلحون فلسطينيون على المعبر قتل فيه اسرائيليان.

واكد مسؤولون في الحكومة الفلسطينية المقالة ان ازمة الوقود مستمرة منذ ستة اشهر اي بعد بدء تقليص اسرائيل كميات الوقود التي توردها الى غزة. والاسبوع الماضي توقف اصحاب محطات الوقود والغاز ال180 عن استلام الوقود احتجاجا على الكميات المقلصة التي "لا تفي بالحد الادنى من حاجة قطاع غزة" بحسب محمود الشوا رئيس جمعية اصحاب امحطات الوقود والغاز.

وقال اشرف عاشور "نضطر للخروج في الثانية فجرا يوميا لتامين كميات الخضار وعملية النقل تستغرف 8 ساعات بواسطة العربات التي يجرها الحمير خصوصا اننا نحضر المنتوجات من بيت لاهيا (شمالا وتبعد نحو 10 كلم عن غزة) ودير البلح وخان يونس (تبعد نحو 30 كلم جنوبا)".

وبينما يحاول هذا البائع ايضاح اسباب الغلاء لزبائنه في محله يقول انه يتوقع ان لا يستطيع توفير اي كمية خضار الجمعة المقبلة اذا استمرت الازمة.

من جانبهم يؤكد المزارعون الغزيون ان مزروعاتهم معرضة "للتلف". ويقول احمد الدحدوح وهو مزارع خضار في جنوب غرب غزة "مزروعاتنا تموت ولا نستطيع توفير البنزين لالات الرش او السولار لتشغيل مولدات مياه الري خصوصا في ظل موجة الحر الحالية".

ويضيف "المنتوج الزراعي خصوصا من الخضروات شحيح والاسعار مضاعفة ولا وسائل نقل الا الحمير.. هذا وضع لا يطاق".

وفي مزرعة قريبة لا يخفي عبد المحسن دلول وهو صاحب كرم للعنب والزيتون خشيته من ان استمرار ازمة الوقود "سيقتل محصول العنب والزيتون لهذا العام لاننا بحاجة الى الري المستمر ورش الاشجار بالمبيدات الحشرية..وكل الالات متوقفة".

ويشكو المواطنون الفلسطينيون من الاسعار المرتفعة للسلع الغذائية وخصوصا الخضروات.
وتقول ام سمير عودة "الاسعار جنونية..نشتري كيلو البندورة (الطماطم) بخمسة شواقل (الدولار يساوي 3،6 شيقل) بينما كنا نشتري الكيلو بشيقل واحد قبل عشرة ايام فقط".

وتضيف ام سمير وعيونها ترقب عربة محملة بصناديق البندورة والخيار تمر الى المحل الذي تقف فيه "الحمد لله، اليوم نرى خضروات باسعار مضاعفة لكننا نخشى ان لا نجدها بعد ايام باي سعر".
وانعكست ازمة الوقود في غزة على حركة المواصلات التي اصابها شلل شبه تام، وهو ما اضطر الجامعات والمعاهد الغزية كافة الى اغلاق ابوابها بانتظار ايجاد حل.

وتبدو شوارع غزة خالية الا من قليل من السيارات بسبب ندرة الوقود. وقال ابو شادي وهو سائق سيارة اجرة "اعمل ساعتين يوميا فقط على سيارتي..لدي سولار يكفيني ليومين اخرين".

واضاف "من الطبيعي ان تتوقف حركة المواصلات كليا خلال ايام قليلة لان هناك بعض السائقين لديهم كميات وقود قليلة مخزنة لا تكفي بضعة ايام".

واعتقلت الشرطة التابعة للحكومة المقالة التي تقودها حماس في شمال قطاع غزة أمس صاحب محطة للوقود لانه "يحتكر 5000 لتر سولار ويبيعها باسعار مرتفعة" وفق ما اعلنت الشرطة.

ودفعت ازمة الوقود والحصار المفروض على غزة رسام الكاريكاتور الفلسطيني محمد ابو النون الى اقامة معرض لرسوماته اليوم ضم ستين لوحة من بينها رسم كاريكاتوري لعربة يجرها حمار تنقل بضائع ومواطنين تمر امام محطة وقود مغلقة. وقال ابو النون "الحياة في غزة تتوقف ببطء".
تويتر