«كاوبوي» وعنجهيّة
نشرت «الإمارات اليوم» الجمعة الماضي خبراً جاء فيه أن محكمة جنايات دبي قضت بالحبس ثلاثة أشهر لمتهم أميركي وجّه لكمات مبرحة لشاب إماراتي، ما أدى لإصابته بعاهة مستديمة بنسبة 7%، إضافة إلى أن المتهم الأميركي شتم الإماراتي بعبارات نابية، وقام بفعل فاضح في الطريق العام، ولولا تدخّل المارة لاستمر المتهم الأميركي في توجيه اللكمات للإماراتي، ولكي يبرّد المتهم الأميركي من حرّته قام بركل سيارة الشاب الإماراتي!
استنتجُ مما حصل، أن ذلك الشاب الإماراتي المجني عليه لا يتمتع ببنية جسمانية قوية، على ما يبدو، فيما المتهم الأميركي يتمتع ببنية جسدية قوية ساعدته على هزيمة الشاب الإماراتي، فأنا كشاب إماراتي أعرف ردة فعل الشباب الإماراتي التي ستكون في الغالب عنيفة في مواقف كهذه إذا ما قام أجنبي بإهانتهم بالطريقة التي قام بها ذلك المتهم الأميركي، فهم من المستحيل أن يسكتوا بسهولة عن إهانة الأجنبي مهما كانت جنسيته. ومن حسن حظ هذا المتهم الأميركي أنه لم يقع على شاب إماراتي آخر أقوى بدنياً، للقّنه درساً في كيفية احترام أهل البلاد التي هو يقيم فيها. وهذه الحادثة تعيدني بالذاكرة إلى العام 1991 في إحدى صالات الألعاب الإلكترونية بدبي، عندما أراد أن يلعب أحد الأميركان بلعبة إلكترونية كان لايزال يلعب بها صبي إماراتي، فطلب الصبي من الأميركي أن يصبر حتى ينتهي، لكن الأميركي عالج الموقف بلكمة قوية اقعدت الصبي الإماراتي الأرض ينزف دماً، ثم ما لبث أن وجد الأميركي نفسه محاصراً من قبل مجموعة من الصبية الإماراتيين وأغلبهم في المرحلة الثانوية، ثم أوسعوه ضرباً وركلاً وبصقاً، ولولا تدخل الأمن لبقي الأميركي تحت أقدامهم، ورغم أن الأميركي لم يكن وحده إلا أن أصحابه آثروا الابتعاد كي لا ينالوا نصيبهم من الضرب.
المشكلة هنا ليست في من هو الأقوى الإماراتي أم الأميركي، بل في الأخلاقيات العنجهية لبعض الأجانب المقيمين على أرض الدولة! فلربما يكون المجني عليه الإماراتي هو المتسبب الأول في الحادثة، لكن الأمر لا يستدعي تصرفاً أرعن من قبل المتهم الأميركي بإستخدام أسلوب «الكاوبوي»، ليعكس من خلالها ثقافته العنجهية التي تربى عليها! فالبلاد بها قانون يسري على المواطن والمقيم على حد سواء، وكون هذا المتهم الأميركي يفضل استخدام العنجهية على القانون ليحل مشكلاته، ثم يتسبب بعاهة مستديمة لأحد أبنائنا، ويشتم أهل البلد بعبارات نابية تنم عن حقد دفين، فإن وجوده في البلاد يشكل خطراً أمنياً على بقية أبنائنا، وقد يعاود استخدام أسلوب الكاوبوي مرة أخرى، فلماذا لا يتم إبعاد هذه النوعية من الرعاع لبلدانهم حتى يمارسوا عنجهيتهم بارتياحية أكبر؟! أتمنى من المجني عليه الإماراتي أن يستأنف الحكم ويطالب بتعويض مناسب.
salem@dcc.ae |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news