غناء الدببة القطبية.. رحلة إلى عالم الإسكيمو
|
|
تتقدم إميلي إميودلاك صوب الميكروفون وتشرح للحاضرين كيف أن فن الغناء من الحنجرة (كاتاجاك) لدى الاسكيمو كان مهماً على الدوام للنساء اللاتي يعشن في منطقة خليج القطب الشمالي في كندا.
وتشرح إميلي هذا الفن قائلة إنه في الأيام الخوالي عندما كان الرجال يخرجون لصيد الدببة القطبية والحيتان في رحلة تستغرق أشهراً عدة كانت النساء لا يجلسن في المنازل ليعملن فحسب بل كانت لديهن وسائل الترفيه الخاصة بهن.
وفجأة يسمع الزوار الجالسون الذين يقومون برحلة إلى هذه المنطقة القطبية أصواتاً غريبة صادرة من حنجرتي الفتاتين المراهقتين اللتين تتمتعان بجاذبية، وتمتلىء الحجرة بتنهدات وتأوهات منغمة عميقة حتى يبدو أن الصوتين يمتزجان في صوت واحد، ويطلق على فن الغناء من الحناجر في الاسكيمو اسم «كاتاجاك»، وهو يقلد أصوات الحيوانات وبيئة القطب الشمالي، وهؤلاء الذين يقومون برحلة مع منظمة «رحلات الشمال» في منطقة القطب الشمالي يمكن أن يتعرفوا إلى هذا الفن وإلى جوانب أخرى من ثقافة الاسكيمو بشكل مباشر.
وهذه المنظمة التي يديرها السكان الأصليون في إقليم كيبيك تهدف إلى جذب مزيد من الزوار إلى هذه المنطقة النائية، وأيضا تدريب شباب الاسكيمو على مهارات العمل في قطاع السياحة، وتتخذ المنظمة من سفينة من بقايا العهد السوفياتي طولها 100 متر مقراً عائماً لفصول التدريب. وخلال الرحلة العائمة التي تقوم بها السفينة تتعلم الفتيات المهارات اللازمة للعمل في السياحة، وفي المساء يرغبن في التحدث عن ثقافة المنطقة، وتلقي السفينة بالمرساة في خليج القطب الشمالي وهو مستوطنة نادراً ما يزورها السياح في جزيرة بافن، ويخرج نصف القرويين لرؤية الزوار البيض الذين يأتون للمنطقة ويطلقون عليهم اسم «هالوناك» باللغة المحلية.
وتغلق ليونا أجلوتسوراك وهي مسنّة من سكان المنطقة عينيها قبل أن تستدعي من الذاكرة مواقف عدة، وتقول إنها ولدت في المعسكر الشتوي لعائلتها حيث كان الرجال في تلك الأيام يصيدون حيوانات الفقمة بينما تقوم الفتيات بدبغ الجلود، وتضيف في تنهيدة طويلة «غير أن الزمن تغير، حيث يفضل صغار هذه الأيام مشاهدة برامج الفضائيات في التلفاز»، ومن الواضح أن المشكلات في هذه المنطقة بادية للعيان، فمعدل البطالة مرتفع كما يتزايد عدد السكان بشكل يدعو للقلق وتعاني البيئة من ظاهرة الاحتباس الحراري .
ويقول جوزيف جوناس إنه عندما جاء إلى هذا المكان منذ ثلاثة أعوام كانت كتلة سيرميليك الجليدية أكبر حجماً، وتعد هذه الكتلة أحد مواقع جذب الزوار بجزيرة بيلوت، ويعمل جوزيف في مهنة حماية الزوار من الدببة القطبية، ويرى أنه من المتعذر عدم إظهار قلقه من تقلص حجم جبال الجليد بالمنطقة. ويمكن للزوار رؤية الدببة في جزيرة أكاباتوك حيث توجد أكبر مستعمرة في العالم لطيور الغلموت حيث تقيم ملايين الطيور أعشاشها في منحدرات جبلية من الحجر الجيري ترتفع على مسافة 250 متراً، ويقع العديد من بيضها من الأعشاش ويتساقط مباشرة داخل أفواه الدببة القطبية الجائعة. |