اليهـود يبحـثون عـن تـخـفـيف تكـلـفـة الـسـلام

 

أصعب البنود في اتفاقية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، اذا حدث وكان هناك سلام، هو المطالب الفلسطينية التي تتمثل أهمها في عودة نحو 4.5 ملايين مهجّر فلسطيني الى ديارهم. بيد أن تحالفاً من المنظمات اليهودية استطاع ان يدرج بنداً اشد صعوبة في اجندة مباحثات السلام، يطالب فيه بالتعويض المناسب لليهود الذين هربوا من العالم العربي الذي كان يعيش فيه نحو 850 الف يهودي في اوائل القرن الـ20، والذين بدأوا في النزوح بعد الهجرة اليهودية لفلسطين واحتلالها، وإقامة دولة اسرائيل في ما بعد، ويدّعي هؤلاء انهم هربوا بعد ان تعرضوا لـ«مضايقات»، وانتزعت منهم السلطات شهادات المواطنة، وتعرّضت ممتلكاتهم للمصادرة.

 

وكان نحو 700 الف فلسطيني أُجبروا على الخروج من بلدهم بعد ميلاد دولة اسرائيل، الا انه وفي الوقت الذي ظل فيه الفلسطينيون من دون دولة، ويعيشون في المخيمات في العالم العربي، انتهى الأمر بجميع هؤلاء اليهود بأن اصبحوا «مواطنين» اسرائيليين أو أوروبيين أو أميركيين.

وبعد خمس سنوات قضاها اليهود المهاجرون أمام المحاكم استطاع اللوبي اليهودي في واشنطن ان يستصدر قراراً من مجلس النواب الأميركي «الكونغرس» أوائل الشهر الجاري يطالب الحكومة الأميركية بصياغة سياسة تقضي بتعويض اليهود المهجّرين من العالم العربي، أسوة باللاجئين الفلسطينيين. وعلى الرغم من ان هذا القرار غير مُلزم، لكنه يشكل الخطوة الأولى في هذه الحملة الرمزية.

 

بعض مؤيدي هذا القرار يعتقدون أن مثل هذا التعويض من شأنه ان يساعد على حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من خلال الاعتراف المتبادل بمحنة كل طرف.

بيد ان البعض الآخر يدّعي ان هذا القرار يريد ان يوضح للعالم كيف ان العرب الذين استضافوا الفلسطينيين المهجّرين جعلوهم يعيشون في بؤس وشقاء، في الوقت الذي فيه الدول الغربية المستضيفة لليهود الفلسطينيين تستخدمهم كوسيلة لإثارة المشاعر المعادية للإسرائيليين. وعلى الرغم من هذه المزاعم الا ان هذه الجهود تبدو وكأنها محاولة لتخفيف تكلفة السلام على الجانب الإسرائيلي، وسيرى الفلسطينيون انها وسيلة من الجانب اليهودي لإلغاء أي تعويض يطالب به اللاجئون الفلسطينيون.

اما اليهود الذين ينتقدون هذه الحملة فإنهم ينظرون اليها كمحاولة لوضع العراقيل امام الجهود الرامية للوصول الى سلام مع الفلسطينيين. ويقول احد اساتذة منبر السياسة الإسرائيلية: «إن هناك مشكلة لاجئين يهود فإننا نناقض بذلك نجاح دولة اسرائيل كملجأ لجميع اليهود الذين فضلوا العيش في إسرائيل».
 

الأكثر مشاركة