الإسمنت يرتفع 44% والحديد 35% في 4 أشهر
سجلت أسعار الإسمنت في أسواق الدولة ارتفاعاً قدَّره مقاولون وإنشائيون بنسبة 44% منذ مطلع العام الجاري، إذ بلغ سعر بيع الكيس زنة 50 كيلوغراماً 26 درهماً، بعد أن كان يُباع بسعر 18 درهماً، مؤكدين أن «أزمة أسعار الإسمنت ستبقى مستمرة»، على اعتبار أن واردات الاسمنت الحالية المقبلة من دول شرق أوروبا والهند وباكستان والصين (غير موثوقة الجودة) مقارنة بالواردة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ومن ثم يصعب التعاطي معها، علاوة على أنها مجهولة في ما يخص ظروف الشحن والتخزين». كما ارتفع سعر طن حديد التسليح بنسبة 35% منذ بداية السنة الجارية.
وتوقع الباحث في شؤون صناعة الإسمنت، إبراهيم عبدالرحمن الشحي، أن «تكتفي السوق المحلية تماماً من مادة الإسمنت في غضون ثلاثة أعوام مقبلة، على اعتبار أن التوسعات الحالية في خطوط الإنتاج التي تجريها مصانع محلية للإسمنت أسفرت عن إضافة 5.5 ملايين طن خلال العام الماضي، فيما سيدخل إلى السوق قريباً نحو ثلاثة ملايين طن أخرى من خلال أحد مصانع إمارة الفجيرة».
وأكد الشحي أن «الأسعار الحالية للإسمنت مؤقتة، فيما ينبغي أن تنتبه مصانع الإسمنت المحلية إلى احتمالية حدوث حالة من الهدوء في الطفرة العـمرانية، بشكل يؤدي إلى ركود في مبيعاتهم من الإسمنت».
جودة غير موثوقة من جهته، أكد عضو مجلس إدارة جمعية المقاولين رئيس مجموعة العارف للمقاولات، حمد العارف، أن «الطلب على الإسمنت المصنع محلياً يتزايد بشكل لافت من قبل كبار المقاولين الذين ينفذون مشروعات إنشائية ضخمة، بينما يهمل المقاولون في غالبية الأحيان استهلاك الإسمنت المستورد نظراً لخطورة التعامل معه، لاسيما المورد من الهند وباكستان وأوكرانيا، إذ نعتبر واردات الإسمنت من هذه الدول غير موثوقة الجودة».
5 فئات إلى ذلك، قال رئيس قسم العمارة في كلية الهندسة جامعة الشارقة، الدكتور خالد نصار: «إن الإسمنت ينقسم إلى خمس فئات رئيسة ومتعددة الاستخدامات، تستخدم منها أربعة أنواع في الإنشاءات العادية، ونوع واحد في خلطة مواد البناء والطابوق (الطوب) وأعمال تكسية الحوائط (البلاستر)».
واستبعد نصار أن «يقل سعر الإسمنت الإنشائي في السوق المحلية، خصوصاً إذا ما كانت وارداته في الفترة الأخيرة من النوع الوحيد المستخدم في تكسية الحوائط والطابوق، وليس الأعمال الإنشائية والأساسات»، مؤكداً أن «انخفاض أسعار الإسمنت محلياً مرهون بزيادة وتوسعة خطوط الإنتاج الحالية».
من جهة أخرى، أكد منسق المشتريات والمبيعات في مصنع تعمير للمنتجات الخرسانية الخلوية، يامن كنعان، أن «أسعار الإسمنت المستخدم في أعمال الخرسانة (الميكسر أو البلكر) مرتفعة عن أسعار الإسمنت المستخدم في الطابوق (الاسمنت الرمادي) والديكور (الاسمنت الأبيض)»، مشيراً إلى أن «أزمة نقص المعروض وارتفاع الأسعار الحالية في مادة الإسمنت، لاسيما المستخدم في أعمال الخرسانة، والذي يعتبر جوهرياً في عمليات البناء بعكس الأنواع الأخرى، ستظل مستمرة لحين زيادة الإنتاج، ومن ثم خفض أسعار بيعه في السوق المحلية».
إلى ذلك، قال تجار إن أسعار الصلب تشهد ارتفاعاً كبيراً في الإمارات هذا العام بسبب ازدهار صناعة البناء ومن المرجح أن تواصل صعودها. ويتجاوز الطلب على حديد التسليح الذي يستخدم في أعمال البناء المعروض، ما دفع الأسعار صعوداً بنحو 35% منذ بداية العام.
وأكد متعاملون أن سعر حديد التسليح بلغ 1020 دولاراً للطن أمس ارتفاعاً من نحو 900 دولار في الأسبوع الأول من مارس. وتوقع مسؤول بشركة صلب خليجية ارتفاع الأسـعار إلى 1500 دولار للطـن بنهـاية العام.
وقال أحد التجار «إن هذه مجرد بداية لاتجاه صعودي في البلد سوف يستمر لعامين على الأقل. شح الإمدادات عالمياً يدفع الأسعار للارتفاع ولديك هنا تأثير مزدوج معروض محدود ومقاولو بناء حريصون على انجاز مشروعاتهم في موعدها حتى إذا ارتفعت التكاليف».
وبلغ الاستهلاك العالمي لحديد التسليح 218 مليون طن العام الماضي. ويأتي نحو 65 إلى 70% من الاستهلاك من الشرق الأوسط آسيا في حين تتمتع الإمارات بأعلى نصيب للفرد من الاستهلاك.
وأشار مدير الشؤون التجارية بشركة «قطر ستيل»، علي المريخي، خلال مؤتمر عن صناعة الصلب في دبي، إلى أن القيمة الإجمالية لمشروعات البناء في الخليج 1.5 تريليون دولار ومن المتـوقع تزايد الطلب على الوحـدات السكنـية وسط نمو سكاني قوي، مضيفاً أن نمو الطلب على حديد التسليح في المنطقة يتجاوز المعدلات العالمية.
وأوضح المريخي أن من المتوقع وصول استهلاك حديد التسليح في الخليج إلى 14 مليون طن هذا العام وذلك بزيادة 13% عن عام 2007، في حين ينتظر نمو الاستهلاك العالمي نحو 8% إلى 235 مليون طن.
وأضاف أن بمقدور المنتجين محاولة زيادة الطاقة الإنتاجية، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن إمدادات مدخلات إنتاج مثل الحديد الخام محدودة وهو ما لا يمكن التصرف حياله.
وتوقع ارتفاع أسعار الحديد الخام قائلاً: «إن المنتجين سواء في الإمارات أو الخليج أو أي مكان آخر سيضطرون إلى تحميل تزايد التكاليف على المستهلكين».
وفي الأسبوع الماضي رفعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، أكبر منتج للصلب في الخليج، سعر بيع المعدن لتعويض ارتفاع تكاليف الإنتاج. وأفادت صحيفة «المدينة» السعودية بأن الزيادة تصل إلى 29.6% لما بين 3850 ريالاً و4255 ريالاً (1027-1135 دولاراً) للطن لمختلف أنواع الصلب.
الإنتاج المحلي
تضم السوق المحلية 12 مصنعاً لإنتاج الإسمنت، فيما يتوقع أن تبلغ طاقتها الإنتاجية ما يقارب 20 مليون طن خلال العام الجاري، بعد 17 مليون طن أواخر 2006، وفقاً لتقرير لشركة «غلف كابيتال غروب». وتوقع مقاولون إفلاس شركات مقاولات صغيرة، بسبب عدم قدرتها على مجاراة الارتفاعات المتتالية في أسعار مواد البناء، خصوصاً أنها عانت قبل ذلك من ارتفاعات متكررة في أسعار حديد التسليح ومنتجات أخرى ذات علاقة.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news