مخرجون إماراتيون: المهرجانات السينمائية فتحت لنا أبواب الإبداع

 

وجد معظم المخرجين الإماراتيين المشاركين في الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي، الذي يختتم غداً، أن مهرجانات الدولة استطاعت ان تفتح أبواباً واسعة لهم لتحقيق أحلامهم.
 
ورأى آخرون انه لولا وجود المهرجانات السينمائية في الدولة لما استطاع المخرجون الاماراتيون إيجاد مكان لعرض افلامهم امام جمهور كبير، وهي الفرصة التي تكاد تكون الوحيدة، حسب البعض، التي توفر جواً يحلم به المبدع من خلال الورش والندوات وتبادل الآراء مع الآخر، فهمّ المخرج بعد انجاز فيلمه الاول هو في من سيشاهده وأين سيعرض وكيف ستكون ردة الفعل تجاه انجازه، مشيرين الى ان التظاهرات السينمائية وفرت هذه الظروف، بدءا من مسابقة «أفلام من الإمارات» التي وصفها كثيرون بأنها «الحافز الأول لدعم عجلة صناعة السينما»،  مروراً بمهرجان دبي السينمائي وأخيراً مهرجان الخليج السينمائي.
 
طلال محمود مخرج فيلم «ريحان» قال ان «المهرجانات التي ازدادت منذ بدء «افلام من الامارات» ووصل صيتها الى العالم، تعزز الحماس لدى الشباب الاماراتي المبدع الذي كان ينتظر مثل هذه الفرص لصقل موهبته والاحتكاك بتجارب آخرين»،
 موضحا ان المهرجانات التي تقام في الدولة تحفز المخرج لانجاز افلام تغطي هذه المهرجانات من حيث المشاركة»، مؤكداً أن «الأهم هو الاستفادة التي حصل عليها السينمائيون الاماراتيون من خلال المهرجانات في التعرف الى الآخر وتبادل الثقافات والتجارب معه، فالتفاعل من شأنه الارتقاء بالذوق العام وتخصيب الافكار والرؤى لدى المخرجين».
 
وأكدت شيخة العيالي مخرجة الفيلم الوثائقي «اشعل الطرب» ان المهرجانات الإماراتية التي تعنى بالسينما توفر فرصة للمبدع الإماراتي لإظهار موهبته وعرض نتاجه بثقة، «كما انها تمثل حافزاً لكي لا نتوقف عند عمل واحد فقط، بل نستمر إلى أن نحقق صناعة سينمائية غنية  في الدولة». 
 
 وبدوره قال المخرج راشد المري ان مهرجان الخليج السينمائي، الذي افتتح الاحد الماضي، وتقام فعالياته في مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون في «مول الامارات» في دبي، وغيره من المهرجانات المحلية «تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في بناء الثقة بين الجمهور الإماراتي ومبدعيه»، موضحاً أن «تخصيص مسابقة خاصة للطلاب في قسمي الإخراج والسيناريو من شأنه بناء قاعدة متينة لجيل من السينمائيين الاماراتيين في المستقبل القريب». 
 
اما ايمان العويس مخرجة فيلم «طعم الموت» الذي يتناول قصة حقيقية عن مجموعة من الاطفال يقررون ان يجربوا الموت من خلال «دفن» الاصغر بينهم على ان يقوم ويحكي لهم عن تجربته وكيف يكون الموت، ليخرج الطفل بعد ان كان قريباً من الموت ويبدأ الكذب على أصدقائه بأنه رأى الملائكة والشياطين والجنة والنار،  وجدت ان «المهرجانات استطاعت ان تجعل المبدع الاماراتي معروفاً عربياً»، ما وفر  لها دافع بألا تتوقف عن إخراج المزيد من الافلام التي تنوي المشاركة فيها في المهرجانات.
 
 اما بالنسبة الى راوية عبدالله مخرجة فيلم «قبل أن أكبر» الذي يتحدث عن الهوية، قالت «نحن لا ننكر ان المهرجانات الاماراتية تشجع المبدعين والموهوبين الاماراتيين بأن يعرضوا ما لديهم على الملأ، ولكن المشكلة التي يعاني منها الاماراتي اكبر من ذلك»،  موضحة «نحن لدينا افكار ولا يوجد دعم مادي وانتاجي لهذه الافكار»، مشيرة الى ان الانتاج في الدولة «بعيد كل البعد عن المبدع الاماراتي ويركض وراء الاجنبي»، على حد قولها.
 
ورأى المخرج وليد الشحي ان المهرجانات السينمائية التي تقام في الدولة تحرك العجلة السينمائية بشكل لافت خاصة للاماراتيين، «فالاهتمام كبير تجاه المبدعين الاماراتيين، ونتيجة هذا الاهتمام خرجت ابداعات كثيرة من الادراج،  ما زاد من ثقتنا بأنفسنا وأسهم في زيادة آفاق خيالنا نحو تقديم الافضل»، مشيراً الى ان دليل نجاح المهرجانات المحلية تمثل في احد جوانبه، بأن «أصبحت أعمالنا تشارك في مهرجانات خارج الدولة». 
 
 خالد البدور
الشاعر خالد البدور، الذي يشارك وزوجته الشاعرة نجوم الغانم في الفيلم الوثائقي «المريد»، قال ان «المهرجانات السينمائية في الدولة استطاعت ان تحفز الروح الفنية الاماراتية نحو الابداع»، مشيراً إلى أن مسابقة أفلام من الإمارات «فتحت وأسست باباً واسعاً لعرض الاعمال السينمائية امام الجمهور».
 
وعن التعاون مع زوجته المخرجة نجوم الغانم في الفيلم المشارك قال «أنا مؤمن بقدرات زوجتي الفنية التي دعمتها بثقافتها الواسعة واطلاعها على ثقافات الآخر من خلال دراستها وسفرها»، موضحا ان فيلم «المريد» بدآ  فيه، هو وزوجته، منذ عام 2003 الا انه «توقف بسبب توقف الدعم المالي من احدى الجهات المنتجة»، كما اوضح. 
 
وفي عام 2007 استأنفا العمل به «بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي كانت حريصة على إحياء العمل من جديد». واضاف البدور ان اختياره لشخصية الشيخ عبد الرحيم المريد، على وجه الخصوص، لتوثيق حياته، كان من محض الصدفة التي حولتها الى حلم تمنى تحقيقه «كنت اعمل حلقات تلفزيونية عن توثيق الثقافة المحلية في جانبها الفكلوري والتراثي والموسيقي، وقابلت المريد صدفة وسعيت حالما بأن اكتب عنه»، موضحا ان المريد الذي كان من احد رواد المذهب الصوفي في الدولة «التقيته خلال تصوير ليلة المولد النبوي. وخلال تصوير الفيلم توفي المريد الذي كان يتمنى مشاهدة الفيلم، لكن المنية كانت اسرع».

الأكثر مشاركة