«قصص».. حكايا عن آمال مستحيلة


أحلام وأفكار، وحكايات عن أمال بعيدة وقريبة مستحيلة، جميعها عناصر معرض «قصص »، الذي افتتح أول من أمس، في رام الله ويضم صورا فوتغرافية ولوحات تشكيلية وأخرى من الخزف والنحاس لأربعة فنانين فلسطينيين، كل منهم حاول ان يقدم قصته عن الواقع الذي يشاهده يوميا. وقالت بكرية مواسي التي تشارك في المعرض بنوعين من الصور احدهما بالاسود والابيض والآخر ملون«اخترت الاسود والابيض لصور الحياة في البلدة القديمة، لأنه لا توجد الوان كثيرة في الحياة فيها، وكي ترمز الى الحنين، بينما الصور الملونة التقطتها لمناظر في بلدتي التي اقتطع شارع عابر السامرة مساحات واسعة من ارضها»، وتقدم مواسي في صورها نماذج لصعوبة الحياة في البلدة القديمة فيما تعرض صورا ملونة لسياج وسط حقول خضر يفصل بلدتها عن خط سريع تمر عليه مجموعة منالسيارات وأخرى لرجل عجوز يحمل معولا على كتفه ويسير جانب السياج.

 

وأضافت مواسي «هذه الصور الملونة تحكي حكاية قريتي التي صودرت اراضيها وتعمدت ان اظهر الفتحات في السياج لأؤكد ان هناك نافذة يمكن الوصل منها.. هي حكاية هموم يومية، يعيشها الفلسطيني في كل مكان وبذلك تصعب الاجابة عن السؤال.. من نحن ومن نكون... صور من بلدي «باقة الغربية»، والقدس التقطت مصادفة على مضض تظل هناك كما كانت دائما». وعمدت نور ابو عرفة من مدينة القدس طالبة الفنون التشكيلية في جامعة القدس على وضع العديد من لوحاتها الفنية الى جانب صور مواسي الفوتغرافية، فكأنما كانت تكمل الحكاية، وقالت «رغم اننا جئنا من بيئة مختلفة كل منا يروي قصته بطريقته الخاصة، فإننا نروي المضمون نفسه فلوحاتي تتكلم عن طفولة ضائعة وعن وجوه لم ارها، ولكني حاولت ان اتخيل شكلها لأرسمها»، مشيرة الى صورة لجدها. وتبدو لوحات ابو عرفة التي تستخدم الالوان المائية والزيتية في رسمها، اضافة الى الشمع تمثل شخصيات مختلفة، منها ما هو واضح المعالم، ومنها لجسد لا يظهر فيه الوجه وأخرى لجسد يبرز فيه الوجه اضافة الى لوحات ترسم فيها البلدة القديمة في القدس المحتلة.

 

وكتبت ابو عرفة شارحة اعمالها «كل إنسان هو عالم بذاته وقصة مختلفة،تلك الشخصيات التي قابلتها تحدثت بصمت،جمعيها قصص لا تنتهي الا اذا انتهى ذلك الحلم وكما كانت البصمة، كان لكل واحدة من هذه الشخصيات اثرها في حياتي». واختار احمد دغلس المصور الصحافي المشارك في المعرض، صورا لأناس يجلسون على الرصيف وسط رام الله، منهم من يعمل وآخرين يتسولون، وكتب على نشرة وزعت في افتتاح المعرض «قصص على الرصيف محاولة لتسليط الضوء على الجالسين على الرصيف ،عالمان مختلفان جمع بينهما الرصيف تحاول الصور ان تنقل المفارقات بينهما».

 

يضمّ المعرض مجموعة من اللوحات للفنان الفلسطيني كريم دباح الذي درس الفن في عدد من الجامعات الفلسطينية، يستخدم فيها الزخارف الاسلامية والنحاس والخط العربي. وأوضح دباح «الخط العربي كنز في الثقافة تستطيع تشكيله كما العجينة، وهي ميزة لا توجد في اي لغة اخرى والتي استخدمها في اضافة مقولات لها معان ودلالات كبيرة، بحيث تروي كل لوحة حكاية».

  

ومن العبارات التي يضيفها دباح الى لوحاته الفنية «أن تعيش يوما اضافيا كيدا للعدو. لا إكراه في الرأي. متى استعبدتم الناس. الدين لله والوطن للجميع». ومن بين لوحات العرض نحاسية حفرت عليها دلة قهوة آشورية ترمز الى العراق وأخرى فلسطينية، وحفر على النحاس كلمتا «العراق» و«فلسطين» ولوحات زخرفية يحضر اسم فلسطين في اكثرها. وقال دباح «اريد ان اترك للجمهور ان يحدد العلاقة التي يريد عندما ينظر الى فلسطين والعراق باللوحة نفسها، والفن الشرقي فن زخرفي حيث استخدم الخزف فيلوحات من الماضي بصبغة الحاضر»، ويستمر المعرض لغاية 18من الشهر الجاري في قاعة مركز السلام والديمقراطية في رام الله، ويعتزم القائمون عليه نقله لعدد من المدن الفلسطينية الأخرى.

تويتر