البطالة تهدد مستقبل مبدعين شباب في مصر


عادة ما يصل أبناء المشاهير الى النجومية وتحقيق أحلامهم بسرعة وسهولة، وغالبا ماتفتح الابواب الموصدة أمامهم، وتختفي العقبات التي تعترض غيرهم من العاملين في المجال الابداعي، حتى لو كانت مواهبهم قليلة أو حتى معدومة، إلا أن هذه المعادلة انقلبت عند بعض ابناء مشاهير الوسط الفني والثقافي في مصر، ومن بينهم المخرجون ياسر زايد وهشام عكاشة وباسم محفوظ الذين أعلنوا في مناسبات عدة وجود من يحاربهم في الوسط الفني، وأنهم يعانون البطالة، وأن انتماءهم الى اسر فنية كان سببا في تراجع فرصهم المهنية، حتى إنهم فكروا في ترك الفن نهائيا.
 
خاصة ان الحرب التي يتعرضون لها نتيجة لمعارك ومواقف قديمة لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل يمكن اختصار المسألة بأن «الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون ».
 
 ياسر زايد هو ابن المؤلف الراحل محسن زايد وعمه منتج الدراما الراحل مطيع زايد وعمه الثاني المنتج محيي زايد، أما هشام فهو ابن الكاتب أسامة أنور عكاشة، بينما باسم محفوظ ابن الكاتب محفوظ عبدالرحمن، وهي مؤهلات تتيح لأي شخص أن يدخل عالم الفن من أوسع أبوابه، لكن الفكرة التي وصل إليها المخرجون الثلاثة هي أن مسؤولي قطاعات الإنتاج الحاليين يحاولون «تخليص تـارات» آبائهم، وأنهم صاروا ضحايا مشكلات الكبار التي لاذنب لهم فيها.
 
 واتهم المخرجون الثلاثة وبصورة مباشرة مسؤولي قطاعات الإنتاج الثلاثة الكبرى «المدينة»، و«صوت القاهرة»، و«قطاع الإنتاج»، أنهم «يتفقون على عدم عرض و شراء أو دعم أي من أعمالهم»، عادّين السبب «يعود لأن آباءهم يرفضون الانصياع للأوامر أو دفع الإكراميات للموظفين أصحاب القرار». 
 
 وقال ياسر زايدلـ«الامارات اليوم»: لدي مسلسل جاهز في قطاع الإنتاج بعنوان «حبيب حياتي» كتبه عادل عبدالمنعم وتعاقد عليه ايمان البحر درويش، لكنه أوقف بسبب خلاف في وجهات النظر بين المهندسة راوية بياض والمنتجة المشاركة إيمان مطيع زايد، وراح ضحية خلاف السيدتين وهي أشياء لا علاقة لها بجودة العمل، وإنما هي خلافات قديمة تتعلق بعمّي الراحل».
 
ووجد زايد الامور أسوأ في «صوت القاهرة» حيث «طلبوا إليّ وبصورة مباشرة أن افتح دماغي، حتى يتم تمرير مسلسل عرضه علي المنتج أحمد أبو بكر وتقوم ببطولته تيسير فهمي».
 
 وتفتيح الدماغ هنا كما أوضح زايد «تقديم  اكراميات ورشى وصلت الى 100 ألف جنيه»، ولأن زايد لم ينصع لهذا الطلب، ذهب المسلسل فجأة إلى المخرج إبراهيم الشوادي.
 
ولدى زايد في «مدينة الإنتاج»، مسلسلان أحدهما مٌازال في لجنة القراءة بعنوان «أبيض وأسود» كتبه حمدي عبدالرحيم، والآخر جاهز للتصوير بعنوان «بنت من الزمن ده» تأليف محمد الغيطي وبطولة داليا البحيري، ويشارك في انتاجه ممدوح شاهين لكن ثمة عقبات تقف في طريق ظهورهما. 
 
التجارب السابقة ليست فقط الوحيدة التي تم منع ياسر زايد من العمل فيها لأسباب تتعلق «باسم العائلة»، وإنما سبقها مسلسلات عدة منها «صرخة أنثى» الذي قررت راوية بياض إبعاده عنه رغم كونه المرشح الوحيد، ليستقر عند رائد لبيب،ومسلسل «شخلول وشركاه» الذي كتبه فداء الشندويلى وقام ببطولته أشرف عبد الباقي.
 
أما هشام عكاشة فظل منذ بداية العام يعمل على سيناريو مسلسل «شرف فتح الباب» الذي كتبه محمد جلال عبدالقوي وتنتجه «كينغ توت» ويقوم ببطولته يحيى الفخراني، لكنه وبعد الانتهاء من العمل قامت شركة الانتاج بتجاهله وإقصائه عن المشروع الذي ذهب إلى المخرجة السورية رشا شربتجي،
 
ويتابع: «يمكنني القول إن اختيار شربتجي غير منطقي، خاصة أن مسلسلها الأول في مصر لم يحقق نجاحا يذكر، كما أنها ليست أفضل من زايد وعكاشة ومحفوظ، فكلهم شباب واعدون يبحثون عن فرصة».
 
أما باسم محفوظ فقد مرّ بتجارب كثيرة مماثلة جعلته يدخل في حالة نفسية صعبة، خاصة مع العقبات والموانع التي تقف في وجه خروج مشاريعة الابداعية إلى النور.
 
وبصورة عامة فإن هذه الحال  لا تنطبق على ياسر وهشام، بل هناك عدد كبير من أبناء الكبار يعانون من التجاهل ليس لشخصهم، بل لأن الجهات المعنية تصفي حسابات وخلافات قديمة. 
تويتر