«العودة إلى حيفا».. آلام الفلسطينيين بوجهة نظر إسرائيلية

 


«قام زوجان يهوديان بتربية طفل فلسطيني وحيد. وبعد عقود تقابلت والدتا الطفل وعقب مشادة مؤلمة ومشحونة تعانقتا بتردد».مشهد مفعم بالرمزية لكن لا يمكن رويته إلا فوق خشبة المسرح»، وفي عرض حمل عنوان «العودة الى حيفا»، أعدها كاتب اسرائيلي عن رواية الراحل غسان كنفاني الشهيرة «عائد الى حيفا»، وهو انتاج مسرحي اسرائيلي قابلته الصحف الاسرائيلة بالكثير من الهجوم، وطالب بعضها بوقف العرض، وقاطعه الجمهور، خاصة ان العرض يقدم قراءة مناقضة ومختلفة لكل مزاعم الاحتلال الاسرائيلي.  المسرحية فيها الكثير من الرصد الحقيقي والمؤلم لمعاناة الفلسطينيين طوال الـ60 سنة المنصرمة، وربما الذي جعل العمل المسرحي يحظى بالاهتمام العالمي الذي ناله، أنه شهادة من مبدعين اسرائيليين، ومن قبل فرقة مسرحية شهيرة، وقال سيناي بيتر مدير الفرقة المسرحية ،قبل ليلة افتتاح العرض في يافا«ما يميّز هذا الانتاج هو أنه يعطي لكلا الطرفين مجالا يستمعان فيه لروايتيهما، وتثير المسرحية التعاطف مع 700 ألف فلسطيني هُجّروا أو طردوا من بيوتهم أثناء حرب 1948 التي أدت الى قيام الدولة اليهودية».
 
أعد المسرحية الكاتب المسرحي بوعاز جاؤون وتحكي قصة سعيد وصفية الفلسطينيين اللذين اضطرا إلى ترك رضيعهما عند فرارهما أثناء حرب عام 1948، وانتقل المهاجران اليهوديان مريام وأفرايم اللذان فقدا ابنا لهما في المحرقة الى المنزل، وعثرا على الطفل وربياه كابنهما.
 
 وبعد عقدين يلتقي الخمسة ويضطرون للتصدي إلى قصة كل منهم. قال بيتر «في البداية كان من المستحيل على ما يبدو أن يجلس هؤلاء الناس معا ليجروا حوارا، ولكن الطفل هنا رمز.
 
 الى من ينتمي. وهناك لحظة من السمو، ربما يمكن أن يصبحوا معها عائلة واحدة». وتنتهي الرواية الاصلية بأن يعلن سعيد الأب الفلسطيني أن المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية لن تحل الا بحرب أخرى، وهي مشاعر أحس الكاتب الاسرائيلي جاؤون، أنها لا تتناسب مع الصيغة المعاصرة.
 
والنهاية التي اختارها للمسرحية أبعد من أن تكون وردية، لكنها تفتح الباب لاحتمال مستقبل أكثر سلاما. وقال «آخر شيء أريده هو أن يخرج الناس من المسرح وأن يهرولوا الى الجبهة. تعبنا من هذا البديل».
 
والمسرحية التي ستنتقل الاسبوع المقبل الى مسرح كامري الرئيس في القدس المحتلة أثارت غضب الكثيرين في اسرائيل الذين نظموا احتجاجات صغيرة قبل ليلة افتتاح العرض، أول من أمس، وقالوا «ان عملا لكنفاني الذي ارتبط بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واغتيل في عام 1972 يجب ألا يعرض في اسرائيل».
 
 لكن أفرادا من المشاهدين كانوا متحمسين بعد ليلة الافتتاح. ووصفت نيفان كور وهي عربية اسرائيلية تعدّ نفسها أيضا فلسطينية المسرحية بأنها «مرآة للواقع» وقد تساعد الشعبين على فهم بعضهما بشكل أفضل.
 
ويوافقها الرأي الاســرائـيلي أوري ياركــوني. وقال «الناس في حاجة لان ترى أن لهذه القصة جانبين وإلا فإننا سنفجر ويقتل بعضنا بعضا لمئة عام أخــرى».
تويتر