خلافات «فتح» و«حماس» أثرت في حياة الفلسطينيين

 
الانتماء الحزبي للفصائل السياسية المتواجدة في فلسطين، له آثاره على واقع الناس وحياتهم، خصوصا في ظل الصراع الحزبي بين أكبر فصيلين فلسطينيين وهما «فتح» و«حماس»، فعلى الرغم من الدور الذي تلعبه فصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال، والرد على الجرائم التي يرتكبها، إلا أن الانتماء للحزب أصبح لدى الكثير أهم من الانتماء للوطن.

 
المواطن الفلسطيني إسماعيل عامر أوضح «أن الشعب الفلسطيني أصبح يعيش في ظل جحيم اسمه الانتماء الحزبي، حيث له آثاره السلبية، التي أوجدت حالة تشرذم داخل المجتمع الفلسطيني».  وأضاف «أصبح المواطن لا يثق بأي حزب، بسبب ما جرى من تناحر وصراع على الحكم والمناصب».
 
وقال المواطن عامر «لقد أضر الانتماء الحزبي بالناس بصورة كبيرة، وأصبح هناك من ينتمي للحزب من أجل الحفاظ على الراتب الشهري، أو من أجل الحصول على وظيفة، أو منصب وظيفي أعلى». 
 
وأوضح «أن الانتماء الحزبي أنشأ علاقات فاترة ومشحونة بين الناس، حيث هناك أشقاء ينتمون لأكثر من فصيل، وقد أثر ذلك على علاقة الأشقاء فيما بينهم، وهناك مشاهد كثيرة حدثت في غزة» .
 
وقال المواطن عماد شمس: «أن الصراعات بين الأحزاب أوجدت صراعات فكرية بين الناس، فهناك من أصبح يدافع عن فكرة حزب، وليس عن قضية دينية أو وطنية» مشيرا إلى «أن ساحات الجامعات تتحول إلى ساحات صدام بين الطلبة الذين ينتمون إلى فصائل مختلفة».
 
وقال المواطن خالد لبد «إن الحزبية قسمت الشعب إلى أقسام عدة، وبقي المواطن البسيط هو خارج بؤرة الاهتمام من أي حزب، فعناصر حماس وأنصارها يتقاضوا الراتب والمساعدات من حماس، وعناصر فتح وأنصارها كذلك الأمر، ويبقى بقية المواطنين ضحية الصراع الحزبي، ولا يجدون من يمد لهم يد المساعدة، خصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها المواطنون».
 
 من جهة أخرى، قال وزير الصحة في الحكومة المقالة د. باسم نعيم: «لا يستطيع أي عاقل يراقب الحالة الفلسطينية اليوم أن يتجاوز الآثار السلبية للمناكفة السياسية على المواطن الفلسطيني البسيط». 
 
وأوضح د. نعيم أن من آثار الحزبية والانتماء الحزبي، أنه أوجد صراعا في العمل الحكومي، وخلق حالة من الإرباك في العمل الإداري، وقال«ومن آثار ذلك أنه جعل الموظف يعيش في حالة صراع بين مصالحه الشخصية وهي الراتب، وبين مبادئه الإنسانية وهي الوظيفة وأداء وظيفته، وبين الانتماء الحزبي، وهذا يؤثر في طبيعة العمل».
 
 من جانبه، أكد القيادي في حـركة فتح بغزة حازم أبو شنب أن المواطن هو الذي يدفع الثمن دائما بفعل الآثار السلبية للحزبية، حيث يتم منح فرص التوظيف في المؤسسة على خلفية الانتماء الحزبي.
 
 وقال أبو شنب لـ«الإمارات اليوم» «لقد أفرزت ظاهرة الانتماء الحزبي آثارا سلبية أثرت على حياة المواطنين الاجتماعية، وأصبحت معيارا في الوظائف والزواج والطلاق، والحصول على الاحتياجات الأساسية، وفي كل تفاصيل الحياة الفلسطينية، حتى في الأحاديث التي تدور في مجالس الناس». 
 
وأضاف «كما أثر على شبكة العلاقات بين الناس، التي تغيرت وتبدلت بسبب اختلاف الآراء الحزبية بين الناس، حيث يوجد تعصب حزبي كبير بين المواطنين ونوّه بأن ثقة المواطنين بالأحزاب السياسية انعدمت، وإن جرى أي انتخابات بعد ذلك لن ينتخب المواطنون أي حزب، وربما يدلي بصوته لأشخاص وليس لأحزاب.
 
وقال  القيادي في حركة فتح: «إن الانتماء الحزبي والحـزبية أثر بشـكل كبـير على حياة الناس، خصوصا في الفترة التي أنشئت في عهد السلطة، وهي مستمرة حتى الآن وبشكل واضح وكبـير، ولكـن بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فازت بها حركة حماس، وفي ظل العمل الحكومي في الفترة الحالية، أصبح معيار الانتماء الحزبي هو الذي يتحكم في الوظائف». 
 
 من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. نافذ عزام: «من أسوأ الآثار السلبية للانتماء الحزبي، هو ظاهرة الإقصاء الوظيفي، ومنح الوظائف على أساس الانتماء الحزبي، فهذه الظاهرة موجودة في المجتمع الفلسطيني منذ عهد السلطة وبعد اتفاقية أوسلو، وموجودة في وقتنا الحالي بنسب متفاوتة، خصوصا بعد المناكفات السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية».
 

الأكثر مشاركة