كفيف يحلم بأن يصير «طه حسين السعودية»

توقع الاطباء بعد شهور من مولد الطفل ميلاد عبدالباقي الذي يعيش في مدينة صفوة الصغيرة شمالي القطيف بالمملكة العربية السعودية، أن الرضيع آنذاك لن يرى أو يسمع أو يتكلم أو يمشي.


وعندما كان ميلاد في الشهر الثاني من عمره قال الاطباء لوالديه انه حتى لو حقق تقدما على أي مستوى، فسيكون الى الحد الادنى وانه لن يعيش حياة طبيعية.
 
وبعد سنوات من العلاج وتشجيع الاسرة استطاع ميلاد الذي يبلغ الآن 18 عاما، أن يتحدى التشخيص الذي توصل اليه الاطباء في بداية حياته، وأصبح يسمع ويرى ويتكلم لكنه كفيف.
 
 كما نجح الشاب في تنمية مجموعة من القدرات في مجالات أخرى، حيث طور على سبيل المثال مهارات موسيقية عالية بدرجة تثير الدهشة، مدفوعا في ذلك بحب أسرته للموسيقى والغناء، حيث يستطيع ميلاد أن يغني ويعزف على عدد من الآلات الموسيقية.
 
وقال ميلاد «أريد أن أصبح مثل طه حسين أو عمار الشريعي، وأحلم بأن أنجز أشياء لم ينجزها أحد قبلي، كأن اصبح أول مايسترو مكفوف في السعودية والعالم»، وساعد عماد (16 عاما) شقيق ميلاد الاصغر، أخاه في تنمية مهاراته الموسيقية، ويعزف عماد على العود بينما يصاحبه ميلاد بالغناء.
 
وقال عماد عبدالباقي « يتملك ميلاد اذنا موسيقية خاصة قادرة على التقاط ادنى خطأ أو هفوة خلال العزف».
 
وذكر عماد أن اهتمام شقيقه الاكبر بالموسيقى ظهر في سن مبكرة، حيث كان يحاول في صغره العزف على آلة البيانو. وأضاف عماد«لدى ميلاد قدرات موسيقية فطرية مهمة جدا، ومعلومات واسعة، رغم انه لم يقرأ نوطة ولم يدرس الموسيقى، يسمع المقطوعة لمرة واحدة فقط، ويكون قادرا على عزفها وتذكرها بدقة مدهشة.
 
وتمكن ميلاد بمساعدة شقيقه عماد من استخدام الكمبيوتر في تأليف الموسيقى وكتابة الشعر وتبادل الحديث مع الاصدقاء عن طريق الانترنت.
 
 ويفوق ادراك ميلاد لكل ما يحيط به وحساسيته لكل ما هو موسيقي قدرات الكثير من الأصحاء. فيستطيع الشاب الكفيف تحديد أي رقم يطلبه شخص آخر في الغرفة بمجرد سماع النغمات التي يصدرها جهاز الهاتف عند الضغط على أزراره».

الأكثر مشاركة