مصر: غليان شعبي إثـر كـشـف جـريمة بـيـع «لحـوم الحمير»
تصدرت جريمة «بيع لحوم الحمير» مكاناً بارزاً في المشهد المصري مع بدء محكمة الجيزة الابتدائية محاكمات الجزّارين المتورطين في الفضيحة الأسبوع الماضي، واعتدى أهالي المتهمين على إعلاميين أثناء المحاكمة التي شهدت احتشاد 300 جزار في مسيرة أثناء المحاكمات تضامنا مع زملائهم، فيما دعت أصوات قضائية لتشديد العقوبات لمنع تكرار مثل هذه الجريمة.
بدأت القضية حين أبلغ مواطن مصري السلطات الأمنية بأن «هناك شخصاً يقوم بسلخ حمار في مصرف متفرع من ترعة عبدالعال بحي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة»، فتحرك رئيس مباحث بولاق العميد عبدالوهاب شعراوي الى مكان البلاغ، حيث اكتشف «ان الرجل ويُدعى محمد محمود خليفة مازال يقوم بعملية السلخ».
واعترف خليفة الذي يعمل جزارا أمام المباحث بأنه يقوم بسلخ الحمار لبيعه للمواطنين المصريين، ثم اصطحب رجال المباحث الى وكر يحتفظ فيه بكمية هائلة من لحوم الحيوانات النافقة يقوم بتشفيتها وتعبئتها فى أكياس ويوزعها على المحال والمطاعم الكبرى والباعة الجائلين للكفتة والكباب، واعترف أيضا بوجود شركاء معه من بينهم تاجر متخصص في اللحوم المجمدة.
وبعد تحريات تم القبض على المتهم الثاني وصفي ساويرس وتم العثور على كميات هائلة من اللحوم النافقة داخل محله في منطقة بولاق الدكرور. وكشف رجال الأمن أن مئات المواطنين يتزاحمون على شراء هذه اللحوم، نظرا لانخفاض سعرها ونجح المتهمون في تجنيد موظف بفندق كبير لتوريد كميات كبيرة من هذه اللحوم الى االفندق.
وذكر ساويرس في التحقيقات «أن حركة البيع داخل محله لم تكن تهدأ في أي لحظة خصوصا من قبل أصحاب محال الكباب والكفتة الذين كانوا يتزاحمون عليه لشراء اللحوم». وأنه أيضا لجأ « الى بيع ريش الحمير بسعر ثمانية جنيهات للكيلو».. بينما «وصل سعر الساندويتش المصنوع من لحوم الحمير إلى 50 قرشا فقط وأحيانا بـ30 قرشا في الميادين العامة والأحياء الشعبية».
وقال مصدر أمني مصري لـ«الإمارات اليوم» «إن رجال مباحث الجيزه نجحوا في اجراء عملية حصر شامل لجميع محال بيع اللحوم والوجبات الجاهزه التي كان بائعوا لحوم الحمير المقبوض عليهم حاليا تعاملوا معهم ».
وتابع المصدر «ان هناك تعاونا كاملا بين الاهالي الغاضبين ورجال الشرطة، خصوصا بعدما اكتشفوا ان الامر بلغ حد بيع الحمير النافقة».
وقال «حصرنا حتى الآن 50 مطعما ومجزرا، وعلى الرغم من تقديم المتهمين للقضاء نبحث الآن عن كل فرد كان له دور في القضية. وعلى الرغم من محاولة اهالي المتهمين ارهاب الناس الا ان تعاونا مثمرا يتم باصرار من الناس معنا».
واحتشد أعوان المقبوض عليهم أثناء محاكمة ذويهم في محكمة الجيزة الابتدائية في 9 من أبريل الماضي وقاموا بالإعتداء البدني على صحافيين وإعلاميين أِثناء تغطيتهم للمحاكمة.
وقال المحامي احمد عبدالله «ان اهالي المتهمين مارسوا اعمال البلطجة على الناس لوقف استمرار اثارتها كقضية رأي عام».
وتابع «ما حدث في جلسة محاكمتهم في 9 من أبريل، حيث اعتدوا بدنيا على الصحافيين الذين يغطون المحاكمة، يؤكد ان هؤلاء لايبالون بالقانون ولا يعترفون بحق الصحافة والاعلام في الرقابة».
في هذا السياق اوضح الصحافي جمال الدين الذي اعتدى عليه أثناء تغطيته للمحاكمة «انه تلقى ضربات على وجهه ولكمات عندما كان يحاول متابعة عمله الصحافي بالمحكمه».
و قال جمال الدين رجال الأمن لم يقوموا بحمايتنا وتركوا الاهالي يعتدون علينا وقاموا فقط بحماية المتهمين بحراسة مشددة. بل إن احد العمداء قام بخطف كاميرا مصور جريدة الاخبار عندما حاول تصوير وقائع المحكمة» .
من جهته، طالب القاضي بمحكمة قنا الابتدائية سابقا المستشار عثمان محمد عثمان تشديد العقوبات في مثل هذه الجرائم المتجاوزة لكافة القيم الدينية والاخلاقية والانسانية والمتجاوزة للأعراف والمثيرة لقشعريرة الأبدان. وأبدى المستشار عثمان دهشته من أن «عقوبة هذه الجريمهة تتراوح بين عام وستة اعوام».
وأقر «ان القضاء عادة ما يستخدم اقصى درجات العقوبة في مثل هذه الجرائم لارتباطها بالرأي العام». من ناحيته، قال المسؤول بهيئة الطب البيطري بالجيزة الدكتور محمد حسن «ان اكل اللحوم النافقة يتسبب عادة في الاصابة بأمراض الفشل الكلوي والامراض الفيروسية».
وقال إن «المشكلة ان لحوم الحمير لا تختلف عن اللحوم الأخرى، كما ان المتهمين كانوا مجرمين محترفين نجحوا في خلط اللحوم النافقة بالمستوردة، مما جعل هناك صعوبة في كشفها، خصوصا بعد اغراقها بالتوابل التي يعشقها المصريون». يذكر أن محكمة الجيزة الابتدائية قررت تأجيل نظر القضية إلى 24 الجاري.