السياسة أقرب طريق إلى المصحّة النفسية


السياسي البريطاني ديفيد أوين، مؤسس الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والذي تقلد مناصب سياسية عدة، ألف كتاباً غاية في التشويق يصف فيه كيف ان القادة السياسيين قد يفقدون في بعض الاحيان قدراتهم العقلية والجسمانية، مما يمنعهم من الحكم على الامور بتعقل وروية. وان بعضهم تعاطى المخدرات، والهرمونات، وغيرها من الممنوعات.


 أوين الذي تخصص في علم النفس السياسي، استلهم فكرة الكتاب الذي اطلق عليه «بين المرض والسلطة» عندما كان طبيباً يافعاً يساعد النواب البرلمانيين والسياسيين على تجاوز ادمان الكحول والاكتئاب، كان يلاحظ الضغوط التي يتعرضون لها، وان هؤلاء السياسيين لا تبدو عليهم اعراض هذه الامراض من الخارج.


ويدعي أوين ان كلاً من الرئيس الاميركي، جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير أصابتهما «متلازمة الغرور»،  واكتشف أوين ان رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، سير انتوني ايدن، كان يتعاطى عقاقير الانفتامين والباربتيوريت لعلاج الاكتئاب خلال ازمة السويس عام .1956


كما ان الرئيس الاميركي الأسبق، جون كنيدي، كان يتعاطى حقنة كوكايين مخفف خمس مرات في اليوم في عضلات ظهره خلال ازمة خليج الخنازير. ويعلق اوين «لا استطيع ان افهم كيف ان هذا الرجل الذي تصرف بحكمة خلال ازمة الصواريخ الكوبية عام 1962 يتصرف بهذا الشكل الفوضوي في أزمة خليج الخنازير؟».


ويقول أوين ايضاً إن رؤساء بريطانيا السابقين، نيفيل تشمبرلين، ديفيد لويد جورج، توني بلير، ومارغريت تاتشر (في سنواتها الاخيرة في الرئاسة) وجورج بوش، والزعيم الالماني ادولف هتلر، جميعهم يعانون من متلازمة الغرور في انقى اشكالها.


 ويعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل استثناءً من ذلك، بيد أن الرئيسين الاميركيين ثيودور روزفلت، ولندون جونسون مصابان بهذه المتلازمة، لكنهما ايضا يعانيان من مرض اضطراب المزاج ثنائي القطب أو (الهوس والاكتئاب الشديد)، والذي يعاني منه ايضاً الزعيم الصيني، ماو تسي تونغ، والإيطالي موسوليني.    

الأكثر مشاركة