كارتر : حصار غزة عمــل وحشــي وبغيض
|
|
التقى الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر في دمشق، أمس، الرئيس السوري بشار الاسد، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، وبحث معهما «عملية السلام»، وإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت والتهدئة وحصار غزة، الذي اعتبره كارتر «جريمة وعملا وحشيا».
فيما أعرب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيلي يشائي عن استعداده للقاء مشعل لعقد صفقة حول تبادل الاسرى.
وتفصيلاً، استقبل الرئيس الاسد كارتر الذي وصل الى دمشق في اطار جولة اقليمية تركز على جهود السلام.
وقال جيف جافكولكا المتحدث باسم كارتر ان «الرجلين سيناقشان عملية السلام» في الشرق الاوسط، بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم. والتقى كارتر مشعل في احد مكاتب حركة «حماس» في دمشق بحضور نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق والقيادي في الحركة محمد نزال. وقال ابو مرزوق قبيل بدء الاجتماع ان «هناك ثلاثة موضوعات اساسية سيتم بحثها هي الجندي الاسير (جلعاد شاليت) والتهدئة، وفك الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة».
وأكدت مصادر فلسطينية مقربة من «حماس» في سورية أن المباحثات تركزت على قضية شاليت وأيضا كيفية رفع الحصار عن القطاع. وأكدت المصادر أنه لم يسمح لوسائل الإعلام بحضور اللقاء بين مشعل وكارتر.
وتحظى جولة كارتر الحالية للمنطقة بإشادة سورية التي وصفته بأنه من دعاة السلام في أميركا. وقالت صحيفة «الثورة» الحكومية السورية، أمس، إن «زيارة كارتر الحالية لفلسطين المحتلة وأفكاره حول السلام ودعواته لحل الصراع بالطرق السلمية وتوصيفه الدقيق لحقيقة ما يجري من إرهاب إسرائيلي منظم بحق الشعب الفلسطيني، تشير أن تيار السلام الذي يدعو له البعض، أمثال كارتر، بدأ يترسخ وجوده أكثر فأكثر نتيجة سياسات هذه الإدارة الرعناء، التي جلبت الدمار والخراب للمنطقة ولأميركا وللعالم بأسره».
من جهته عبر يشائي عن استعداده للقاء مشعل من اجل التوصل الى صفقة حول تبادل الاسرى، كما ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس. ووجه يشائي رسالة في هذا المعنى عبر كارتر الذي، على الرغم من الانتقادات الشديدة من إسرائيل والادارة الاميركية اللتين تعارضان عقد هذا اللقاء. وكان يشائي اجتمع الثلاثاء الماضي بكارتر الذي وعد من جهته «اهل شاليت»، بأنه سيتطرق الى موضوع الافراج عنه اثناء لقائه مشعل.
ولم يطلب يشائي موافقة رئيس الوزراء ايهود اولمرت على مثل هذا اللقاء. على صعيد متصل، وصف كارتر الحصار المفروض على قطاع غزة بأنه «جريمة وعمل وحشي». وقال ان المحاولات الأميركية لتقويض حركة «حماس» تأتي بنتائج عكسية.
وقال كارتر الذي كان يتحدث في الجامعة الاميركية في القاهرة، أول من أمس، إن الفلسطينيين في غزة «يموتون جوعا، ويحصلون على سعرات حرارية في اليوم أقل مما يحصل عليه الناس في أشد المناطق فقرا في القارة الافريقية».
وأضاف «تلك وحشية ترتكب كعقاب للناس في غزة، انها جريمة، وأظن أن استمرارها أمر بغيض». وأوضح ان اسرائيل والولايات المتحدة حليفتها تسعيان لجعل الحياة في غزة أسوأ من الضفة الغربية، حيث تسيطر حركة «فتح» المنافسة لـ«حماس». وقال «أظن أنه من الناحية السياسية فقد ادى هذا الى تقوية شعبية حماس وأضر بشعبية فتح، وهو عكس ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه».
وفي السياق نفسه اعلن القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار الذي التقى كارتر في القاهرة ان الحركة «وعدت بالرد على مبادرات انسانية طرحها كارتر حول التهدئة مع اسرائيل واطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير».
وقال ان كارتر تحدث عن مبادرات انسانية تتعلق بالتهدئة وشاليت والحصار، ووعد وفد «حماس» بإعطاء ردود بعد استكمال التشاور في الدوائر الداخلية للحركة.
محادثات بين «حماس» وممثلين لعباس
ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلة في عددها الصادر، أمس، ان ممثلين عن الرئيس محمود عباس يجرون محادثات سرية في القاهرة مع ممثلي حركة «حماس» على مصالحة وطنية فلسطينية شاملة وعلى تهدئة مع اسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه «في اطار الخطوة سيصل من رام الله الى القاهرة ممثلون كبار للسلطة الفلسطينية كي يلتقوا مسؤولي حماس محمود الزهار وسعيد صيام، اللذين يمثلان الخط الصقري للحركة في قطاع غزة». وأكدت مصادر رفيعة المستوى في اسرائيل للصحيفة «بأنه تجري جهود مركزة، من السلطة الفلسطينية ومصر، لاحلال تهدئة في القتال في قطاع غزة، ومحاولة استقرار الوضع وتخفيض حدة التوتر».
|