ريم عكرة.. فساتين زفاف من ذهبٍ وعاج
|
|
تعتبر مصمصة الازياء الأميركية -اللبنانية الاصل ريم عكرة، واحدة من أشهر مصممات فساتين الزفاف على المستوى العالمي، و استطاعت حفر اسمها بين الكبار في مجال تصميم الازياء التي اتخذت لنفسها فيه خطا خاصا، وحضورا ميزها عن سواها من العاملين في هذا المجال، فما كان من مدينة نيويورك التي تشتد فيها حروب المتنافسين في مجال تصميم الازياء إلا أن تفتح لها أبوابها، فكانت هذه المدينة الوعاء الذي احتضن أفكارها المكان، وابداعاتها التي صارت اساسية في عدد كبير من متاجر بيع الماركات العالمية مثل «ساكس فيفث أفنيو»، و«نيرمان ماركوس».
لتصير وجها مألوفا على أغلفة مجلات الازياء الشهيرة مثل «إن ستايل»، و«فوغ». ولعل الميزة التي جعلت من عكرة تحظى بهذا الاهتمام العالمي هي اختصاصها في مجال تصميم فساتين الاعراس، التي حولت فيه خاماتها الحريرية الى عاج، وزخرفتها بالذهب والفضة، لتتحول معها فساتين الزفاف إلى عالم جمع بين رومانسية المناسبة وفانتازيا الحلم، إضافة إلى مجموعاتها المترفة لفساتين السهرة.
شغف الطفولة ولدت عكرة في لبنان، وفتحت عينيها على عالم من الجمال والفن، وربما كان لطفولتها التأثير الاكبر الذي فرض نفسه على مستقبلها بصورة عامة، فقد كانت صورة جدتها التي عرفت بتميزها في مجال المشغولات اليدوية، وصناعة الازهار الحريرية ترافقها دائما وتدفعها نحو المزيد من العمل والابداع،إضافة إلى تأثير والدتها المهتمة بالأناقة والجمال ، لكن جنون الحرب الاهلية في لبنان لم تترك لهذه الطفلة متعة البقاء في هذا العالم الحافل بالفن.
فكانت الهجرة هي الحل الامثل لعائلتها. اختارت الشابة الشغوفة بالجمال، تصميم الأزياء تخصصا لها، الأمر الذي طالما حلمت به، وعلمت بداخلها أنه قدرها والدرب الذي ستسير عليه، فالتحقت في باريس بجامعة «إزمود إيكول» لتصميم الأزياء، ولاحقا في نيويورك بمعهد تكنولوجيا الأزياء والشهير باسم »إف آي تي«، وهي المرحلة التي اسـتطاعت خلالها عكرة أن تصقل موهبتها و وتحول شـغفها إلى تقنيات وأسلوب عملي مكنها من حصد عدد من الجوائز المهمة حتى في تلك المرحلة المبكرة من حياتها.
وبين القدر وأسباب عائلية، قررت عكرة الاستقرار في مدينة نيويورك، حاملة معها تصاميمها وخبرتها الأكاديمية لا أكثر، تاركة كل الخلفيات المـادية والعائلية التي كان لها توفـير الكثير من الجهد، وفي نيـويورك افتتـحت مشغلها الخاص، محولة تركيزها في تصميم الازياء على تصميم فساتين الزفاف، وربما الذكاء أو الحظ قاداها الى اختيار فساتين الزفاف التي ليس لها مواسـم، أو ينتـهي رواجها إضـافة إلى واقع عدم وجود الكثير من العلامات التجارية الراقية المتخصـصة في عالم تصميم فساتين الزفاف، الأمر الذي جعلها قادرة على خـوض التجربة بنجاح يجعل اسمها واحدا من أهم مراجع فساتين الزفاف في نيويورك.
موهبة يدوية اتسمت عكرة بقدرة فريدة على تحويل الخامة الاعتيادية إلى أخرى مزينة ومطرزة، ومزخرفة بفخامة، وكانت هذه القدرة من أسباب نجاحها وخصوصيتها، كما كانت جزءا من بداياتها المهنية، حيث عملت قبل افتتاحها لمتجرها الخاص، فنانة تطريزات يدوية، ومنذ عام 1995، وبدأت حكايتها مع النجاح الحقيقي في مجال فساتين الزفاف، التي تميزت بالمزج الفخم بين خامات الساتان المترفة والتطريزات، ما جعل تصاميمها واحدة من أكثر التصاميم شهرة ولفتا لأنظار، العرائس حول العالم. استطاعت عكرة خلال فترة قصيرة من انطلاقتها الفنية الأولى عبر افتتاحها لمشغلها، أن تحظى باهتمام كبير، وهو الاهتمام الذي حولها إلى مصممة عالمية تقدم عروضها على منصات أسابيع الموضة النيويوركية التي تستقطب المهتمين وصناع الموضة من جميع عواصمها الثلاث الأخرى (ميلان، وباريس، ولندن)، محولة تصاميمها إلى واحدة من الماركات العالمية باسم «ريم عكرة نيويورك» والتي تنتشر في أكثر من 100 من المتاجر الكبرى، إضافة إلى متجرها الخاص بها في مانهاتن في نيويورك والذي أسمته «مانهاتن بوتيك».
توقيع مطرز
موهبة عكرة اليدوية وإبداعها في المطرزات، كان أحد أسباب شهرتها، واستطاعت بهذه الميزة التأثير في شكل وتغيرات موضة فساتين الاعراس، حيث عادة ما تتزين تصاميمها بالزخرفات الخرزية والمشغولات الكريستالية التي تحرص على استخدام أرقى أنواعها، إضافة إلى اللآلئ مختلفة الأحجام والأشكال، مع الحرص المستمر على البعد عن احتشاد المشغولات، كما تبرز قدرتها على ابتكار مشغولات يدوية معقدة لحواشي الفساتين من خيوط ذهب وفضة مطرزة على خامات غنية، هذه الامور من عززت تأثير الفخامة الكلاسيكية لعروس تقليدية عادة ما تميل إليها الأذواق. ملابس جاهزة بعد النجاح الكبير والمستمر لتصاميم عكرة في مجال فساتين الزفاف الفخمة وفساتين السهرة وإكسسواراتها، التي عادة ما تترافق مع حفلات الزفاف، بدأت عكرة أخيرا بتوسعة أعمالها لتشمل ملابس النهار أيضا، وهي المجموعات التي عرفت باختلاف خطوطها، بحب التفاصيل، والمطرزات البارزة التي عادة ما تحمل توقيعها، ومزيج الخامات المميزة والمترفة. فلسفة تتميز فلسفة عكرة في تصميم الأزياء عبر مزجها الرومانسي بين الكلاسيكية وتقديرها للخطوط التقليدية، مع الحاجة للعصرية في الموضة لامرأة اليوم، حيث تتوجه المصممة في ابتكاراتها نحو المرأة التي تبحث عن أناقة فاتنة وساحرة وراقية في الوقت ذاته خاصة في أهم أيام حياتها وهو يوم الزفاف، ولعل هذا الامر هو الشيء الوحيد الذي تتفق عليه نساء العالم.
مجموعتا 2008
كانت كل من مجموعة ربيع وصيف 2008 وخريف وشتاء 2008 لريم عكرة مميزتين، وعاكستين لأجواء كلا الموسمين، حيث ركزت في مجموعة الخريف والشتاء على الألوان الداكنة لابتكاراتها من فساتين السهرة وملابس النهار، بين تلك البنفسجية الغنية، والسوداء والكحلية، والبنية، إضافة إلى الحمراء الممزوجة مع الأسود، والذهبي مع البيج، كما استخدمت عددا من المعاطف والمآزر الأنيقة والفخمة للمجموعة، الأمر الذي عمل توازنا مع الابتكارات التي لم ستخدم بها سوى الخامات الخفيفة التي عادة ما تتناسب مع فصل الخريف والشتاء.
كما تميزت مجموعة الربيع والصيف، بجمالها الأخاذ، وألوانها الغنية الصاخبة، بين الأصفر، والبنفسجي، والأخضر، والأحمر، والأسود، والأبيض، بالإضافة إلى الخامات المطبعة، سواء بزهور ربيعية حمراء على خلفية بيضاء، أو مرقطة بالأبيض والأسود، أو مزينة بحبات الترتر اللامعة، مع حرص المصممة على المزج بين الألوان رغم درجاتها الفاقعة، مقدمة مجموعة وصل التصويت على جمالها وتميزها 80%، بين فساتين قصيرة منفوشة التنانير، وأخرى طويلة واسعة، ومستقيمة، وضيقة.
عروس باربي
لم تكتف عكرة بتصميم فساتين الزفاف للنساء فقط، بل انتقلت في تعاون رومانسي مع شركة «باربي آند ماتيل» لتصميم فساتين زفاف للدمية الشهيرة باربي، وهي التصاميم التي تم صنعها ونسخها من أبسط تفاصيلها لأكبرها، من تصاميم عكرة الأصلية لفساتين الزفاف، سواء من حيث الخامات المترفة المستخدمة ذاتها، أو التطريزات الدقيقة والكريستالية، إضافة إلى حبات الترتر واللؤلؤ، وانتهاء بأقراطها الماسية وخاتم الدمية وتسريحتها الراقية، وهو التعاون الذي تكرر أكثر من مرتين بين عكرة و«باربي»، بينما قامت المصممة خلال إطلاق الدمية في أكتوبر من العام الماضي، بتوقيع علبة الدمية للراغبين في ذلك في متجر «ساكس فيفث أفنيو» الراقي في مانهاتن.
|