فرسان الكأس

عماد النمر

 

أطاح فرسان الأهلي بغريمهم الإمبراطور الوصلاوي في نهائي كأس رئيس الدولة، بعدما قدموا مباراة تليق بالبطولة الغالية، ونجحوا في تجريد البطل الوصلاوي من لقبه، ليضيفوا إلى خزانتهم البطولة السابعة من اصل المرات السبع التي وصلوا فيها إلى النهائي، محققين العلامة الكاملة في بطولة الكأس.

 

دخل فريق الوصل، الملقب بالفهود، اللقاء وهو يحمل لقب الموسم الماضي ، مزهوا برجال الإمبراطور الوصلاوي الذين يحملون أغلى الألقاب، وهو يمني النفس بالحصول على الكأس للمرة الثالثة، حيث توج بها عامي 87 و2007 من أصل سبع مرات وصل فيها إلى النهائي، ويعتمد على الروح المعنوية العالية التي سيطرت على الفريق بعد فوزه المستحق على الكويت الكويتي في دوري أبطال آسيا الأسبوع الماضي، كذلك اكتمال صفوفه وعودة المصابين، إضافة إلى جماهيره العريضة التي تشجع فريقها بجنون يصل إلى حد الهوس.

 

بينما دخل الأهلي والملقب بالفرسان وهو أحد المنافسين الأقوياء على بطولة الدوري، ويمتلك كتيبة من اللاعبين قادرة على الفوز بأي مباراة وفي أي وقت، بفضل المهارة العالية التي يتميز بها الهجوم الأهلاوي، والروح القتالية العالية لدى الفريق عموما، ويمتلك الأهلي في خزانته ستة ألقاب للكأس الغالية في أعوام 75، 77، 88، 96، 2002، 2004 وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي نهائي وصل إليه.

 

ومن مفارقات الإحصاءات في بطولة الكأس رقم 32، أن الأهلي هو بطل أول مسابقة بينما الوصل بطل آخر مسابقة، والأهلي هو اول فريق يحصل على ثنائية الدوري والكأس بالدولة، بينما الوصل هو آخر فريق يحصل على الثنائية.

 

وبعيدا عن التاريخ والمعارك الخارجية للناديين جاء اللقاء أحمر اللون أداءً ونتيجة، ونجح المدرب الأهلاوي هيسك في مفاجأة الوصل داخل المستطيل الأخضر بأداء راقٍ للاعبيه وانضباط تكتيكي مميز، ونجح الأهلي في إحراز هدفين في دقيقتين، مستفيدا من أخطاء الدفاع الوصلاوي الذي بدا عليه الاضطراب خلال الشوط الأول، ولم يستطع البرازيلي زي ماريو مدرب الوصل انقاذ فريقه من خسارة النهائي، حيث ظهر الوصل بشكل يذكرنا بمباراته مع القوة الجوية في دوري أبطال آسيا.

 

ومن حق الأهلي أن نقدم له التهنئة الكبيرة وبما يليق بالإنجاز الذي حققه والشكل الجميل الذي ظهر به الفريق، ومن حق الإدارة الأهلاوية أن تحصل على العلامة الكاملة لنجاحها في تهيئة أفضل السبل للوصول إلى التركيز الكامل في معسكر الفريق قبل المباراة، وقيامها بدورها على الوجه الأكمل إداريا، بعيدا عن العمل الفني الذي تركته تماماً للمدرب.

 

الورقة الأخيرة

نجحت إدارة الأهلي في قيادة نهائي الكأس قبل أن تبدأ المباراة بأسبوع من خلال حملة إعلانية مكثفة خلقت شكلا جديدا للدعاية لم تألفه الجماهير التي انبهرت كثيرا بما شاهدته، بينما راهنت الإدارة الوصلاوية على جماهيرها القوية وعلى وجودهم داخل المدرجات، وكما نجحت الإدارة الأهلاوية إعلاميا نجحت الجماهير الوصلاوية في أن تكون أكثر كثافة وحضوراً بالمدرجات، رغم أن الحضور الجماهيري عموما لم يكن بالشكل المتوقع.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر