«مرجان أحمـد مرجـان».. كوميــــــــديا الفساد
|
|
أجمع غالبية مشاهدي فيلم (مرجان أحمد مرجان)، بطولة عادل إمام وميرفت أمين، في استطلاع لـ«الإمارات اليوم»، على أنه يحمل قيمة عالية، الأمر الذي يندر وجوده في الأفلام الكوميدية. وقال البعض إن من الجميل أن نضحك والأجمل أن نستفيد ونرى الحقيقة، والبعض الآخر أشار الى ان «الزعيم» لم يعد الأهم كوميدياً فقط بل الأهم اجتماعياً.
وأكد آخرون أن الكوميديا التي يستخدمها إمام في غالبية أفلامه تبكي أيضاً من حقيقة الواقع الذي تعيشه غالبية المناطق العربية، مؤكدين أن دور ميرفت أمين لم يكن يليق بها وأن نجاحها كان رهناً بوجود الزعيم الى جانبها. ويتناول الفيلم الذي أدى إمام الشخصية المحورية فيه (مرجان أحمد مرجان) الفساد الذي يعيشه المجتمع المصري من خلال قدرة أي صاحب أموال شراء أي شيء مقابل المال إلا الحب، فالتعليم والادب والسياسة اشياء يسهل شراؤها والوصول من خلالها الى اعلى المراتب الاجتماعية التي يطمح اليها مرجان بهدف نيل إعجاب ولديه اللذين ملاّ من سخرية أصدقائهم بأبيهم.
وفي قالب كوميدي يقدم إمام خليطاً كاملاً من مشكلات المجتمعات العربية وكيفية حلها بلغة اصحاب رؤوس الاموال، فهو يتعاون مع شاعر كي يكتب له قصائد ويشتريها منه ويشتري اصوات الناخبين من الطبقات الفقيرة كي يصل الى سلّم البرلمان حتى انه وصل به الحال الى رشوة أحد أهم النقاد في اللغة العربية والشعر كي يزكّي ديوانه متدني القيمة الى أن يقرر دخول الجامعة، والتعليم الذي يشتريه ايضاً من أمواله عن طريق رشوة رئيس الجامعة، إلا أنه يفشل في شراء الحب الذي ينمو في داخله تجاه دكتورة الجامعة (جيهان) التي تلعب دورها الفنانة ميرفت أمين والتي تضع مطبات وشروطاً أمامه كي يصل الى قلبها، وقد منح المشاهدون الفيلم الذي قام ببطولته ايضاً كل من بسمة وشريف سلامة وأحمد السعدني وإخراج علي إدريس علامة راوحت بين ثماني الى 10 درجات.
الزعيم زاد زعامة
طاهر أبو النجا قال «أنا أعشق هذا الفنان الذي يزيد زعامة كل يوم» وأضاف «فكوميديته وقدرته على إضحاك الآخر مهما كانت نفسيته ووضعه الاجتماعي لم يقدر عليها الكثير من الكوميديين العرب» مؤكداً «يكفي أنه يتذكر الفقراء دائماً في أفلامه» مانحاً الفيلم 10 درجات. وبدوره قال خالد عساف «من الجميل أن إمام مازال قادراً على العطاء بتفرّد نوعي يميزه عن هواة الكوميديا» .
واضاف «استمتعت كثيراً بالفيلم وضحكت كثيراً، فالزعيم هو الوحيد القادر على تخفيف وطأة الفساد الذي تعيشه معظم المجتمعات العربية من خلال إضحاكها» مانحاً الفيلم 10 درجات. ووجدت نادرة زياتي أنه على الرغم «من عدم التجديد في الحركات التعبيرية الكوميدية التي يعتمدها إمام منذ بداية تمثيله إلا أنه مازال يضحكنا» مانحة الفيلم ثماني درجات. وفي المقابل قال مأمون الدمرداش «لم يخطئ من لقّب إمام بالزعيم، فهو الزعيم الذي يقدم الجمال الكوميدي بطريقة قريبة الى قلب كل الناس مهما اختلفت طبقاتهم الاجتماعية» مانحاً إياه تسع درجات.
قيمة اجتماعية
محمد عزام قال «إن من النادر أن تجتمع الكوميديا بالقيمة التي قد يستفيد منها المشاهد» واضاف «إلا مع افلام عادل إمام الذي يعتمد في أفلامه على تنبيه الناس من كل الاخطاء التي قد ترتكب بحق المجتمع ولكن بطريقة كوميدية» مانحاً إياه تسع درجات.
ووافقته الرأي نهال الفاتح التي قالت «إن إمام قدم في فيلمه هذا قيمة اجتماعية تكشف عن مدى الفساد الذي وصل في مصر على وجه التحديد» مشيرة الى ان «الخبز الذي وصفه إمام في احدى الجلسات أنه مليء بالزجاج تارة والرمال تارة أخرى ما هو إلا تأكيد ظلم الحكومات لشعوبها» مانحة الفيلم 10 درجات.
ورأت عفراء الظاهري أن «الفيلم رائع وتناول ما يعانيه الشعب المصري بمصداقية عالية خصوصاً في مسألة شراء كل شيء بالمال» مشيرة الى أن «هذا الواقع الذي أصبحت عليه غالبية المجتمعات العربية التي يتحكم فيها أصحاب رؤوس الأموال بالبشر من خلال شراء التعليم والسياسة والشعر أيضاً، موجودة على أرض الواقع» وأضافت «يجب على المنتجين أن يكثروا من هذه الافلام لتحفيز الشعوب التي لا تقرأ على قراءة واقع مجتمعاتها التي تنحدر كل يوم بطريقة سريعة ومخيفة» مانحة الفيلم 10 درجات.
كوميديا مبكية
أبكى الفيلم مجد مصطفى التي قالت «الكوميديا المبكية لم يستطع احد ان يفعلها إلا عادل إمام» وأضافت «فالضحك على المصائب التي نعيشها ليس سهلاً، ولكنه ذكي من حيث تخفيف وطأته على مشاعرنا التي اصبحت متبلدة من المصائب الكثيرة من حولنا».
مانحة الفيلم تسع درجات. وفي المقابل قال بدر المزروعي «تناول إمام للإسلاميين المتطرفين دائماً في أفلامه قد يجعله محط تهديد من قبل تلك الجماعات، ومع ذلك فهو يستمر فيها غير آبه إلا بإدهاش جمهوره» وأضاف «يضحكنا إمام ويبكي قلوبنا دائماً ولكننا كمشاهدين نخرج بعد الفيلم مرتاحين وكأننا كنا في جلسة خاصة مع معالج نفساني من الدرجة الاولى» مانحاً الفيلم 10 درجات.
حول الفيلم
وقع الملحن عمرو مصطفى في موقف لا يحسد عليه عندما اكتشفت جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية سرقته لحن أغنية فيلم «مرجان أحمد مرجان»، وقررت جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية تحويل جميع المستحقات المادية للملحن عمرو مصطفى عن حق الأداء العلني لصالح ملحنها الأصلي ويكلاف جين صاحب اللحن الأصلي لأغنية(دانس لايك ذيس) التي شاركته غناءها المطربة العالمية شاكيرا بعد تعديل كلماتها وقدماها في حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا 2006 تحت اسم (هيبس دونت لاي).
بطاقة سينمائية
ميرفت أمين ولدت ميرفت مصطفى أمين عام 1944، ممثلة مصرية من أب مصري وأم إسكتلندية، من مواليد محافظة المنيا بالصعيد بجمهورية مصر العربية. خريجة ليسانس آداب من جامعة عين شمس قسم اللغة الإنجليزية. كان أول ظهور لها مع المخرج حسين كمال والمطرب عبدالحليم حافظ في فيلم «أبي فوق الشجرة».
تزوجت أربع مرات الأولى من المطرب السوري موفق بهجت والثانية من عازف الغيتار عمر خورشيد والثالثة من الفنان حسين فهمي ولها منه ابنة اسمها منة الله والرابعة من رجل الأعمال مصطفى البليدي. بدايتها الفنية كانت من خلال الجامعة حيث اشتركت في فريق الجامعة وقدمت مسرحية «يا طالع الشجرة» لتوفيق الحكيم وبعد التخرج احترفت التمثيل حيث قدمت مسرحية «مطار الحب» مع يوسف شعبان وعبدالمنعم مدبولي.
أما الذي اكتشفها وقدمها للسينما فهو الفنان أحمد مظهر العام 1965 من خلال فيلم «حب المراهقات» ومنه انطلقت في عالم الفن وقدمت أعمالاً فنية عدة للسينما والتلفزيون. من أشهر مسلسلاتها «الزوجة أول من يعلم»، «الرجل الآخر» ومن أشهر أفلامها السينمائية في أواخر الستينات«القضية 68» و«أبي فوق الشجرة»، وفي السبعينات نذكر لها «ثرثرة فوق النيل»، «البحث عن فضيحة»، «البنات والمرسيدس»، «أبناء الصمت»، «الحفيد»، «الأنثى والذئاب»، «دائرة الانتقام»، «إبليس في المدينة»، «رجال لا يعرفون الحب».
وفي الثمانينات نذكر لها «جنون الشباب»، «سواق الأتوبيس»، «تزوير في أوراق رسمية»، «زوجة رجل مهم»، «الاراجوز»، «الدنيا على جناح يمامة»، وأخيراً في التسعينات «همس الجواري»، «كارت أحمر»، «القتل اللذيذ» العام 1998، وآخر أعمالها «مرجان أحمد مرجان» .2007 عادت ميرفت أمين للسينما وهي مملوءة بنشوة الرومانسية عقب تكريمها في دورة الرومانسية لـ«مهرجان القاهرة السينمائي» وكانت عودتها من خلال فيلم «أولى ثانوي» آخر أفلامها السينمائية مع نور الشريف
|