«أبوالهول» يثير أزمة بين حواس وجامعة القاهرة


نشبت أزمة حادة بين أساتذة كلية الآثار في جامعة القاهرة، وبين الدكتور زاهي حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، بسبب تباطؤ الأخير في علاج مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية أمام تمثال أبوالهول، ورفضه حضور مؤتمر «الجيزة عبر العصور»، الذي عقدته لمناقشة التأثيرات البيئية والمجتمعية الضارة على آثار محافظة الجيزة وأهمها منطقة آثار أبوالهول والأهرامات وسقارة.

وانتقد أساتذة الآثار خلال المؤتمر، الذي عقد أخيراً، الدكتور حواس لتأخره في تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية أسفل تمثال أبوالهول، والذي وعد بتنفيذه منذ ستة أشهر، حيث قال أستاذ ترميم الآثار ونائب مدير مركز ترميم الآثار بجامعة القاهرة، الدكتور عبدالفتاح البنا.
 
في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» إن منسوب المياه «يزداد كل يوم وينذر بوقوع كارثة تهدد أساسات تمثال أبوالهول ومعبد الوادي»، وقد قدمت كلية الآثار كل الحلول اللازمة لعلاج هذه المشكلة إلا أن حواس، حسب البنا، «تجاهل تلك الدراسات العلمية وأصر على الاستعانة بخبراء من السويد ما تسبب في تأخير علاج وترميم» تمثال أبوالهول وتفاقم الخطر المحيط به، وأشار البنا إلى أن تكلفة المشروع التي تقدر بمبلغ 18 مليون دولار «مبالغ فيها»، حيث يمكن إنقاذ التمثال بمشروع «لا يتكلف سوى مبلغ 100 ألف جنيه»، وذلك بعزل الصخرة الجاثم عليها التمثال لمنع وصول المياه لجسده. 

في حين قال عميد كلية الآثار، د. علاء الدين عبدالمحسن شاهين إن المياه تحت السطحية تهدد منطقة أبوالهول ومدينة منف القديمة، ويزداد خطرها مع تباطؤ علاجها وإنه «من الضروري أن تتكاتف محافظة الجيزة والمجلس الأعلى للآثار لحل هذه المشكلة، بدلاً من تبادل الاتهامات بينهما» في وسائل الإعلام. 

من جانبه، قال الدكتور حواس إنه سيتم طرح مشروع معالجة ظهور المياه أمام معبد الوادي بأبوالهول «بعد أن يتسلم المجلس الشهر المقبل تقرير أحد بيوت الخبرة السويدية المتخصصة» في المياه الجوفية، بعد مراجعة نتائج الدراسة الأولية التي أعدها مركز هندسة الآثار التابع لجامعة القاهرة «والذي يضم أهم الخبراء المصريين في مجالات علوم وميكانيكا التربة»، حسب حواس.

وانتقد حواس المهاجمين لتجاهلهم أن سبب ارتفاع المياه تحت السطحية «ليس تقصير المجلس الأعلى للآثار ولكن بسبب تسرب مياه الصرف الصحي من منطقة نزلة السمان والمشروعات السياحية المحيطة بمنطقة أبوالهول والأهرامات، بالإضافة إلى ردم ترعتي المنصورية والمريوطية».  وقال حواس: «لا يعيبنا الاستعانة بخبراء من السويد إلى جانب الخبرة المصرية، فقد تم بحث مشكلة المياه الجوفية بين فريق الخبراء المصريين المتخصصين في المياه الجوفية مع الجانب السويدي في الموقع الأثري للخروج بنتائج الدراسة المبدئية التي طلبها المجلس لمعرفة أسباب ظهور المياه».
تويتر