«رام الله للرقص المعاصر».. أكثر من دولة وثقافة
يواصل مهرجان رام الله للرقص المعاصر، تقديم عروضه الفنية التي تمثل اكثر من دولة، وثقافة، من خلال عديد الفرق المشاركة في المهرجان، والذي تحتضنه مدينة رام الله بالضفة الغربية، حيث قدمت خلال الايام الماضية فرق عربية وأوروبية، وأخرى فلسطينية من الوطن والمنافي، عددا من العروض اللافتة، التي استلهمت التراث والمعاصرة، في مواءمة ذكية بين متطلبات مجتمع محافظ يتوق في الوقت ذاته للانعتاق والحوار مع الثقافات المعاصرة.
فقد قدمت فرقة «بريتيوم» الصربية عرضها الراقص «قصص من القطار» على «مسرح وسينماتك القصبة» ضمن فعاليات المهرجان، وعلى خلفية عرض فيلم بالابيض والاسود لرحلة قطار تراقصت اجساد خمس راقصات وراقص، لتروي رحلة اناس حاولوا الهرب من ضغوط الحياة وهمومها في بلدهم الى عالم مجهول كان القطار يأخذهم فيه من محطة الى اخرى.
وقالت سفيتلانا دوروفيتش مخرجة العمل الراقص، بعد عرض استمر اكثر من ساعة الليلة قبل الماضية ان «العرض قدم قصة حقيقية لأناس عاديين قرروا البحث عن الرحيل تحت الضغوط النفسية والسياسية عليهم، ليبحثوا عن مكان يعيشون فيه بقليل من الكرامة». ولم تتعد أدوات العرض ستة مقاعد بين لوحين ليبدو المكان كأنه عربة قطار، وفي الخلفية كان هناك عرض لفيلم بالابيض والأسود صاحبته موسيقى صاخبة، بينما كان الراقصون يأتون بحركات أشبه بحركات الانسان الآلي على وقع انغام موسيقية منسجمة مع طبيعة الحركة.
وارتدى الراقصون ملابس عادية، وعبرت الرقصات عن لحظات رومانسية، وأخرى فيها تحد بين هؤلاء الذين جمعتهم المصادفة في محطة قطار، من المفترض أنهم سينطلقون فيه ليواجهوا المصير ذاته. وأظهر الفيلم قائمة طويلة لمواعيد رحلات القطار المغادرة والقادمة لا تظهر فيها اسماء الاماكن، وكل ما يظهر منها كلمتا «القادمون» و«المغادرون». وخلال رحلة القطار يقدم الراقصون عروضا تضيف الى الرحلة حيوية وجمالا، قبل ان يظهر رجل مسلح داخل القطار، بدا وكأنه يبحث عن شخص محدد يريد ان يطلق النار عليه، وبدت تعبيرات الخوف والارتباك على وجوه الراقصين وأجسادهم،بينما يظهر القطار فوق جسر ينفجر.
وبعد العرض قال رانكو لاسيكا الراقص الوحيد بين خمس راقصات والمدير الفني للفرقة «كنا نخشى ردة فعل الجمهور الفلسطيني فهذه المرة الاولى التي نقدم فيها عرضا امامه ولكننا شعرنا بدعم كبير، فعندما كان يصفق بين مشهد وآخر، كنا نشعر ان الرسالة وصلت واضحة». وقالت دوروفيتش ان الرسالة التي يحملها هذا العرض هي «مهما كانت الضغوط كبيرة، ومهما كانت الحياة الصعبة حيث ولدت وتعيش، فإنها ستكون افضل من السفر الى المجهول الذي ربما تلاقي فيه حتفك». وقال الشاب ابراهيم الحصري واصفا العرض انه «بسيط وجميل في الوقت نفسه، ففيه تقنيات عالية جدا والراقصون محترفون، واللغة كانت لغة الجسد، وهي مشتركة بين كل الناس، بغض النظر عن جنسياتهم».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news