وزراء ومتسولون يعودون إلى الأعشاب الطبية

انتعشت مهنة بيع الاعشاب الطبية في اقليم كردستان العراق منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وبالتحديد اثر فرض الحصار الاقتصادي على العراق، حيث ارتفعت اسعار السلع كافة، ومنها اسعار الادوية فضلا عن شحتها.

ويقول أوميد جميل (45 عاما) الذي يمتلك محلا لبيع الاعشاب الطبية في مدينة اربيل ان «الاقبال جيد على شراء الاعشاب لأسباب عديدة، منها انخفاض اثمانها قياسا بالادوية التقليدية وعودة الناس الى الطب الشعبي الذي اثبت نجاحه على مر العصور».

ويشاهد في معشب جميل الذي يضاهي بترتيبه ونظافته صيدليات المدينة، العديد من صور لنباتات وآيات قرانية وأحاديث نبوية وأقوال لحكماء، عن فوائد الاعشاب. ويتنوع زبائن المعشب ففيهم وزراء وكبار موظفين في الاقليم وحملة دكتوراه ومهندسون ومعلمون، نزولا إلى البسطاء من العمال والفلاحين وحتى المتسولين.

وتراوح اسعار الوصفات من دولار واحد إلى 15 دولارا، حيث يعتمد السعر على المادة في ما اذا كانت محلية او مستوردة. ويؤكد جميل انه لا يستخدم المواد الكيمياوية في معشبه، كما انه يستورد بعض الاعشاب من سورية وإيران، حيث يقوم بتركيب الدواء وفق قياسات معينة.

ويوضح أن الناس يتناولون الاعشاب ليس عند الاصابة بمرض فقط، وإنما هناك اعشاب تؤخذ للوقاية من الامراض، فضلا عن وجود اعشاب منشطة ومنعشه وتجميلية وأن الكثير من الاجانب يقبلون على معشبه خصوصا الاتراك والايرانيين، وعاملين في المنظمات الاجنبية في كردستان، فضلا عن الاكراد العائدين من اوروبا.

سليم قادر (معلم) وهو احد زبائن المعشب، جاء ليشتري اعوادا تستخدم لتنظيف الاسنان وتبييضها، يقول إن لهذه الاعواد مفعولا منعشا، حيث إنها تجعل النَفَس زكيا، فضلا عن تبييض الاسنان وإزالة ما بينها من بقايا الطعام، وتساعد في الاقلاع عن التدخين.

ومن أشهر الوصفات التي يزداد الطلب عليها، أعشاب لتبييض الاسنان، ومراهم لعلاج مرض الاكزمة، وداء الصدفية والحساسية والربو والتهابات اللوزتين والأوتار الصوتية، وتفتيت الحصى في الكلى وتساقط الشعر وصبغه وتقويتة وكذلك الاعشاب المساعدة في تنحيف الوزن، فضلا عن اعشاب تؤخذ عند الاصابة بأمراض البرد والامساك والاسهال.

ويشير جميل إلى أن بيع الدواء لا يتم الا بوصفة طبية أو التأكد من المريض نفسه. ويذكر اسماء الاعشاب الطبية التي يزداد الطلب عليها باستمرار وهي سينمكي والبابونج والنعناع والقطران، والبنفسج، وكذلك وصفات لعمل الكمادات لمختلف الامراض والاوجاع كالرضوض والتشنجات. ويقول جميل ان «للاعشاب تأثيرا نفسيا قويا، خصوصا لانها تؤخذ بعد قراءة آيات من القرآن الكريم، فضلا عن أن المريض يعلم انها الادوية التي كان يتناولها الانبياء والصالحون قبل ظهور الادوية الكيمياوية».

تويتر