أقول لكم


قالوا اللحم المشوي يسبب السرطان، وقالوا اللحم النيئ يسبب أنواعاً من البكتريا تفتك بجسم الإنسان، وذهبنا إلى الطبخ فجاءتنا بشرى الكولستيرول وضغط الدم، وغيّروا أنواع الخبز حتى لا نصاب بالسكري، وحذرونا من الخضراوات؛

 

 لأنها تحتوي على كيماويات ومبيدات حشرية قاتلة للبشر، وحتى مواد التجميل ظهرت على قوائم المواد المسرطنة، والعطور أيضاً إذا كانت مزيفة فإن سرطان الجلد حسنتها بعد الرائحة الذكية، والدجاج يتغذى على الهرمونات، وبقية أصناف الطيور عندها «إنفلونزا» تنتقل إلى الآدميين وتزهق أرواحهم.  إلى أين نذهب؟

 

ماذا نأكل وماذا نشرب؟ دارت رؤوسـنا مع دوران الدراسات والتقارير التي نسمع، من قبل ما كانوا يحذرون سوى من بضعة أشياء، من السجائر مثلاً، فكتبوا عليها أنها تسبب تصلب الشرايين وأمراض القلب والسرطان، ومن لم يدخن في حياته سيجارة واحدة تصلبت شرايينه أو انفجر قلبه أو عشش ذلك الخبيث في خلايا جسمه، ومن خاف من اللحوم وأصبح نباتياً لا يأكل إلا ما تنتج الأرض لم يسلم،

 

ولا يستطيع أن يتماشى مع ما يحدث في إنتاج الخضراوات عبر المواد الكيماوية النافخة للمحاصيل ليزداد وزنها والسرطنة للأحشاء، وتلك التي تريد أن تتزين هل تعود إلى أوراق الشجر وثمارها، فهو كان حلاً في القديم، قشر الرمان أو لحاء بعض الأنواع الأخرى من الأشجار يعطي لوناً ومظهراً، ولكن الأحمر والأزرق والأخضر والبنفسجي لا غنى للنساء عنها، وماركات التفاخر والشهرة إذا لم تطمس بها الوجوه ما ظهرت هذه الأشـكال الناعمة، فهل يكون وراءها ذبول ورحيل سريع؟! 

 

إنها حكاية، يقال إن التنافس التجاري هو الذي يقف خلف كل ما يقال عن الأمراض التي تسببها بعض المأكولات أو المواد المستخدمة، ويقال إن كل ما يدخل البلاد لابد أن يحصل على ترخيص بالتداول بعد إجراء فحوص مخبرية عليه للتأكد من عدم احتوائه على مواد ضارة بالإنسان، ويقال إننا لا نفعل ذلك، أي أننا نصدق كل ما هو مكتوب على العلب من كلام «تجاري»، ولهذا الناس لا يعرفون ماذا يفعلون، أقصد ماذا يأكلون أو يشربون.

الأكثر مشاركة