المشهد الاعلامي ترسمه التقنية ويحدد ملامحه الفرد

تحت عنوان المشهد الكبير: تأثير التقنيات الجديدة على المشهد الاعلامي، افتتحت الجلسة الثانية لمنتدى الاعلام العربي حيث شارك فيها كل من عبد اللطيف الصايغ، الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية العربية، وآلان نايت، مؤسس قسم الصحافة والدراسات الإعلامية في جامعة سينترال كوينزلاند، أستراليا، والدكتور عزام الدخيل، المدير العام للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في المملكة العربية السعودية وايسون جوردان، الرئيس التنفيذي، براديكت، فيما ادار الجلسة المذيع زافين قيومجيان من تلفزيون المستقبل.

وناقشت الجلسة عددا من المحاور من بينها التقنيات الحديثة وتطبيقات وسائط الإعلام المتعددة، وعلاقة التقنيات بالمحتوى المقدم من خلالها، والاتجاهات الرئيسية في الأسواق العالمية والعربية ومدى تفاعل الاعلام العربي مع التغيرات والمستجدات التكنولوجية والاستفادة منها في مفردات عمله.

الدخيل: الثورة التقنية لا تهدد الاعلام التقليدي

اكد الدكتور عزام الدخيل ان الثورة التقنية و"الانفجار التكنولوجي "، حسب تعبيره، تعيد تشكيل خارطة الاعلام والمعلوماتية ولا تشكل تهديدا للاعلام التقليدي، ولكنه يُعتبر فرصة للارتقاء بمستواه والدخول الى مرحلة عولمة المعلومة والاندماج والتكامل مابين المعلومة والتقنية لبناء نظام اعلامي سليم وشامل، مشيرا الى ضرورة الحفاظ على المحتوى من خلال تأطير وتدريب الكفاءات البشرية لاكتساب المزيد من الخبرات وتجاوز الفجوات الرقمية والتكنولوجية، وهو الرأي الذي وافقه فيه ألان نايت حيث استعرض التغير الذي احدثته المدونات على مفردات ومفاهيم الاعلام العربي والغربي، وكيف استقطبت بعض المدونات الغربية نسبة عالية من القراء من خلال كشفها للحقائق بعيدا عن الضغوطات السياسة او التجارية والاعلانية التي يقع فيها الاعلام المرئي والمكتوب.

الصائغ: الفرد هو من يصنع الإعلام وليس المؤسسات

وعزز عبد اللطيف الصايغ هذا الرأي بقوله "ان الفرد هو الذي اصبح يصنع الاعلام ويسيره وليس المؤسسات كما كان في السابق، موضحا ان الكثير من الاخبار والاحداث والحقائق كشف عنها الفرد بتوظيفه للوسائط التكنولوجية.

وأشار الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية العربية الى ان الجانب التقني أصبح يقود الجانب الاعلامي وليس العكس، قائلا "ان التقنية ووسائل التكنولوجيا هي من سيقود المرحلة القادمة"، مستعرضا تجارب العديد من شركات الاتصالات في الدول المتطورة  كشركة "ويكوم"، و"اورنج"، و"نوكيا"، كما استعرض المستجدات التي ستطرحها في الفترة القادمة، والتي من شأنها ان تحدث ثورة رقمية على كل الاصعدة. وشدد الصائغ على أن الهاتف الجوال سيكون اهم اداة لهذه الثورة.

واشار الصايغ خلال مداخلته الى بعض تقنيات الجيل الرابع التي ستحدثها شركات الاتصال كاستخدام تقنية التصفح لاجهزة الاستقبال والبرمجة والتحكم في ساعة البث، وكذا التقنية التي طرحتها شركة "اورنج" الفرنسية "كشك الجرائد الرقمي"، الذي يحتوي على اكثر من خمس جرائد يتم تلقيها يوميا عبر الهاتف الجوال مع تجدد اخبارها كل ساعة ومع امكانية تخزينها عبر ذاكرة الموبايل التي تتسع لـ 90 صحيفة و100 كتاب.

وكشف عبد اللطيف الصايغ عن النمو الذي يشهده سوق الوسائط الاعلامية والتقنية، حيث حققت فيديوهات وكاميرات الموبايلات 180 مليون دولار عام 2006، متوقعا نمو الرقم الى 10 مليارات دولار عام 2010. وأوضح الصائغ ان سوق الامارات هو الاخر يعرف نمو وتطور الوسائط الرقمية، حيث بلغت نسبة اعلانات الانترنت 88% متوقعا ارتفاعه خلال السنوات القادمة، إذ قلصت صحف عديدة عدد صفحاتها وغيرت من اشكالها ومحتواها لمواجهة هذا الغزو التقني الجديد.

وخلال مناقشات الجلسة اثار احد الحضور مسالة اللغة وعلاقتها الطردية مع التكنولوجيا والتقنية وماهية اللغة التي يتوجب استخدامها لغة مخترع ام متلقي التقنية، حيث دعا المتحدثون الى ضرورة استخدام اللغة التي يفهمها المتلقي وتصل الى الشريحة الاكبر.

الأكثر مشاركة