ديمي: سأجعل بوش يكرر مشاهدة فيلم كارتر

 

يمكن لأي متابع للأحداث السياسية أن يجد للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر حضوراً لافتاً على الساحة السياسية، وتحديداً في كواليس الصراع العربي الاسرائيلي، ولعل لقاء خالد مشعل في دمشق هو آخر ما قام به كارتر، كما لو أنه وقد وصل الثالثة والثمانين يحاول تحقيق ما عجز عنه أثناء حكمه، وفي اتباع لتقليد رئاسي أميركي أصيل على ما يبدو.

 

يبدو من المقدمة أننا في طريقنا الى خوض غمار تحليل سياسي أو ما شابه، لكن الأمر قريب وبعيد من ذلك، طالما أن الحديث عن فيلم وثائقي يتناول حياة كارتر عنوانه «جيمي كارتر.. رجل البساطة»، أخرجه جوناثان ديمي وبالتالي فإن امتزاج السياسي بالسينمائي أمر طبيعي، فديمي مخرج أفلام مثل «صمت الحملان» و«فيلادلفيا» يصنع فيلماً عن رئيس أميركي ينام ثلاث ساعات في اليوم، وبرنامجه اليومي مشغول تماماً بالمحاضرات واللقاءات وغير ذلك من أنشطة، يقول ديمي إنها تنصب جميعاً في هم واحد يؤرق كارتر ألا وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقناعته الراسخة بأن الحوار وحده كفيل بحل معضلة هذا الصراع، وأن أشخاصاً لا يتحاورون لا يمكن أن يصلوا إلى أية حلول.

 

هذا ما عرف ديمي عن كارتر، بعد أن طلبت منه شركة '«بارتسيبنت» القيام بإخراج فيلم عن هذا الرئيس، وليتصادف قرار الشركة مع صدور كتاب كارتر الشهير «فلسطين.. سلام لا فصل عنصري»، وعليه اكتشف ديمي أن على الفيلم أن يركز على عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني وآراء كارتر في هذا الخصوص، كون تلك القضية تشكل محور كل أنشطة الرئيس الأسبق، الأمر الذي عانى ديمي منه في إقناع الشركة المنتجة، مؤكداً أن الأمر لا يتعدى آراء كارتر نفسه.

 

 أنتج الفيلم، ومضى ديمي مرافقاً لكارتر في رحلته لتوقيع كتابه حول العالم، لتتعدد اللقاءات التي يظهر فيها كارتر وهو يتنقل من فندق إلى آخر ومن بلد إلى بلد حول العالم، ليوضح الفيلم أن كارتر لا يتقاضى أي مبلغ لقاء المحاضرات أو أية فعاليات أخرى، إضافة لاصراره على السفر كأي شخص عادي، مستخدماً الحافلات وسيارات التاكسي، وبالتأكيد الطائرات لكن ليست الخاصة، ولعله كما يظهر في الفيلم يقبل أن يستقل الدرجة الأولى لا لشيء إلا لأن وكالة الاستخبارات الأميركية لا تقبل أن يسافر في الدرجة السياحية لأسباب أمنية.

 

فيلم «جيمي كارتر.. رجل البساطة» يتعقب كارتر، ويرصد كل ما يتعلق بحياته الحالية، إلا أن مطمحاً يراود مخرجه، ألا وهو أن يدع الرئيس الحالي جورج بوش يشاهده مرات عدة، كما يورد في تصريح لجريدة «الغارديان»، ما يدفعني هنا للاقتباس من كتاب جون دربير عن الرئيس الأميركي الحالي، والذي يروي فيه بوش شيئاً من خططه لما سيفعله عند تقاعده قائلاً «سألقي عدداً من الخطابات، لا أعرف ما الذي كان يقبضه والدي مقابل الخطاب، ربما 50 ألف أو 75 ألف دولار، وكلينتون يجني أموالاً كثيرة من ذلك».

 

سواء شاهد بوش الفيلم أم لم يشاهده، فكما يبدو من ما أوردناه فإن بوش سيتقاضى أجوراً على خطاباته، لا بل إنه يفكر أن تكون مصدر الدخل بالنسبة له، ومن المستحيل أن يتنقل بغير طائرة خاصة وحراسة مشددة!
تويتر