تطوير خلايا عضلية لقلب الإنسان
نجح الباحثون في المركز الطبي التابع لجامعة أوترخت الهولندية، ومختبر هوبريخت، في تطوير خلايا عضلية لقلب إنسان بالغ. وتعتبر هذه الخطوة المهمة في أبحاث أمراض القلب تطوراً كبيراً، حيث تأتي أمراض القلب في مقدمة أسباب الوفاة في الغرب. وحتى الآن يمكن للخلايا العضلية للقلب أن تنمو فقط من الخلايا الجذعية للأجنة. لكن الطريقة الجديدة سوف تطور خلايا تعمل بشكل مطابق تماماً لعمل خلايا القلب الطبيعية، ويمكنها في المستقبل أن تسهم في علاج القلوب التي تتعرض للتلف.
ويأمل الباحثون بأن تبدأ التجارب على البشر خلال ثلاث سنوات. ويشرح المتخصص في أمراض القلب، البروفيسور بيتر دوفاندانس من جامعة «أوترخت» أهمية هذا الاكتشاف، «من قبل كان يستحيل تنمية خلايا القلب العضلية، بكميات كبيرة. أما الآن فيمكننا أخذ خلايا جذعية من مرضى يعانون من مشكلات في القلب، وهذا ما سمح لنا بتنمية هذه الخلايا بأعداد كبيرة. لذلك نعم، أعتقد أننا حققنا اختراقاً حقيقياً».
من المزايا المهمة لهذه الطريقة أن الخلايا الجذعية، أو «المنشأ»، ليست مستخرجة من الأجنة. وهكذا يمكن تجنب كل الجدل الأخلاقي الدائر حول استخدام الأجنة البشرية في البحوث العلمية. لكن هناك مزايا طبية أيضاً بالمقارنة مع خلايا الأجنة. فالخلايا الجذعية المستخرجة من الأجنة تحمل معها نظام المناعة الخاص بالجنين، وقد يتضارب ذلك مع نظام المناعة الخاص بالمريض. حيث يمكن لجسم المريض التعرف إلى الخلايا الجذعية الغريبة، ويهاجمها وبالتالي لا يصبح للعلاج فائدة.
إضافة إلى ذلك فإن من الصعوبة القصوى تنمية خلايا عضلية قلبية بنوعية عالية من الخلايا الجذعية للأجنة، ويمكن لخلل بسيط أن ينتج أوراماً خبيثة، وقد يصاب المريض بمرض السرطان نتيجة لفشل علاج القلب.
ولكن الخلايا الجذعية التي استخدمها العلماء في أوترخت في تنمية الخلايا العضلية للقلب، مستخرجة من قلوب المرضى أنفسهم. وبالتالي فلن تكون هناك مشكلات لها علاقة برفض الجسم لهذه الخلايا. ويمكن لهذه الخلايا في ما بعد تقليل احتمال تحولها إلى سرطان. وثمة فائدة أخرى من هذا الإنجاز العلمي يتمثل في انتفاء الحاجة إلى المتبرعين لهذه الأبحاث العلمية. خلال العمليات التي تجرى على القلب كل يوم، أثناء استبدال صمام أو وريد على سبيل المثال، هناك عضو نسيجي صغير يرمى جانباً، وهو عضو نسيجي ليس له أية وظيفة ويمكن مقارنته بـ«المصران الأعور».
تطبيقات عملية ولكن الآن حان الوقت للابتعاد عن المختبر ومحاولة استخدام هذا الاكتشاف في تطبيقات عملية. يشرح البروفيسور دوفاندانس بأن ذلك يحتاج إلى مزيد من العمل، «ما نود تحقيقه هو صنع عضلات جديدة. هذا سيكون حاسماً إذا كان هناك قلب يقوم بوظائفه بشكل سيئ، عليك أن تصنع عضلات للقلب. والتحدي سيكون هو في توجيه هذه الخلايا إلى القلوب البشرية بطريقة تسمح بتحسين وظائفها. لذا ما نحاول القيام به الآن هو صنع عضلة صغيرة جداً من أنسجة القلب، وحقنها أولاً في قلوب الخنازير ولاحقاً في قلوب البشر». هذه الخطوة الأخيرة في تطور عمل الخلية الجذعية لمرضى القلب ستأتي بسرعة. يشعر البروفيسور دوفاندانس بالثقة في أن الاختبارات على البشر ستبدأ خلال ثلاث سنوات. في عالم العلوم الطبية تعتبر هذه الفترة سريعة جداً.
طرق الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية طريقة الدكتور جيمس تومسون: وتكون بأخذ هذه الخلايا مباشرة من كتلة الخلايا الداخلية مرحلة البلاستولة من الأجنة الفائضة في عيادات الخصوبة. طريقة الدكتور غيرهارت: وتكون بأخذ الخلايا من الأجنة المجهضة، وتؤخذ من المنطقة التي تكون الخصى والمبايض في الجنين لاحقاً وتسمى الخلايا الجرثومية الجنينية. طريقة الاستنساخ العلاجي: أو ما يسمى نقل أنوية الخلايا الجسدية، وهذه الطريقة تتبع تقنية الاستنساخ. الحصول عليها من خلايا المشيمة أو دم الحبل السري عند الولادة.
الحصول عليها من أنسجة البالغين كنخاع العظام والخلايا الدهنية. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news