حدائق غنّاء على فساتين الزفاف

   
بين رقي التصاميم وأناقتها، وصخب الألوان القوية والمعدنية وهدوء الورد والأزهار، والمزج بين اللباس الإماراتي التقليدي «العباءة والشيلة» وخطوط الموضة الأوروبية، عاش حضور عروض «العروس دبي»، في يومه الثاني، خليطاً من التصاميم التقليدية المطعّمة بنكهات متنوعة، تجعل العروس عامةً، والإماراتية خصوصاً، ملكة أنيقة وراقية، تحافظ على تقاليدها، وتواكب صرعات الموضة الدارجة، من دون حرج أو خجل. ضم اليوم الثاني عروض «تصاميم أزياء ميمي»، و«الملكة للشيلة والعباءة»، و«أرابيسك»، و«العالم الأنيق» و«بيت أزياء سلمى خان»، بحيث امتزجت الألوان القوية والفاقعة بعضها ببعض، باستثناء العرض الأخير الذي غابت عنه الألوان، حيث اكتفت المصممة باللونين الأبيض والأسود.    


بساطة وفخامة
تمكنت مصممة «أرابيسك للشيلة والعباية»، جوديث دورييز، صاحبة العلامة الفرنسية العصرية وحاملة الألق الفرنسي الراقي، الجمع بين لباس المرأة الإماراتية التقليدي وخط الموضة العالمية، لتجعلها امرأة عصرية؛ مقدمةً أكثر من 30 تصميماً، مطعماً ومزخرفاً بالألوان القوية والمعدنية، فضلاً عن تطوير فكرة الشيلة وتحويلها إلى منديل كبير وطويل «باندانا»، يربط على الرأس، على شكل عقدة.

 

بدأ العرض بعباءات سوداء تقليدية الشكل والقصة مخصصة للنهار، غير أن الألوان الفاقعة على الأكمام وأطراف الشيلة مثل الفوشيا والبرتقالي والفيروزي، أدخلت حركة ورونقاً فرحاً عليها، ثم دخلت الأقمشة الملونة على الشيلة، لتشبه حديقة من الورد الملون بالأصفر والأخضر والأحمر والبرتقالي والزهري، كاسرةً سوداوية العباءة. وازدادت التصاميم حداثة، باستبدال الشيلة العادية، بمنديل معقود على الرأس، تارة من الأمام، وتارة أخرى من الخلف أو على الجانبين،  لرغبة دورييز في إطلاق خط عصري يراعي زخم أوائل القرن الـ 21 . وتدريجياً انتقلت العباءات من نهارية إلى ليلية، أو خاصة بالمناسبات، لتصبح مزخرفة ومطرزة بالألوان المعدنية مثل الذهبي والفضي، على الصدر والظهر والأكمام وقبة العباءة، وأبرز هذه التصاميم تلك الزخرفات المعدنية اللماعة والتطريز المتقن والراقي على شكل أشعة الشمس، جاعلاً وجه العارضة أشبه بالشمس التي تتوهج نوراً وجمالاً، في ما كانت الشيلة عبارة عن قطعة قماش من الشيفون البسيط، وغير المطرز. ومن تصاميم «أرابيسك» المميزة، عباءة الشيفون الشفافة، التي تظهر لون الفستان التحتي، وتليق بالعرائس، كونها تشبه نوعاً ما قمصان النوم، كما لم تغب التطريزات الفضية والذهبية عن هذه العباءات، الجامعة بين البساطة والفخامة، التقليدية والعصرية. وفي نهاية العرض، تقدمت فتاتان صغيرتان، ترتديان عباءتين، لتنثرا الورد على أرض المنصة من حقيبتين شفافتين مليئتين بالورد، معلنتين وصول العارضة العروس، التي ارتدت فستان فرحها، وهو عبارة عن فستان أبيض منقط باللون الفضي، وعباءة سوداء اللون وشفافة، مزينة باللونين الذهبي والفضي، مع وردة كبيرة باللون الزهري الفاتح والبيج السكري، في ما كانت تحمل باقة من الورد الأبيض. استعمل «أرابيسك»الكثير من الحقائب الملونة من القماش والساتان والقش والجلد، وتلك المزينة بأحجار كبيرة من الكريستال الملون أو الخرز، كما تنوعت الأحجام من صغيرة ومتوسطة وكبيرة، لتتمكن المرأة من اختيار ما يليق بمناسباتها المختلفة، سواء أكانت للأيام العادية أو السهرات. إضافة إلى ذلك، تنوعت قصات العباءات، لكنها تميزت بالذيل الطويل والواسع، والأكمام على طبقات، ما يشبه طرحة فستان العروس الأبيض والتقليدي.

 
 

صخب الألوان

المصممة الإماراتية زهراء كارموستاجي، مزجت تصاميم «العالم الأنيق» بين العباءة والشيلة وفساتين السهرة، المطعمة نوعاً ما بالطابع الهندي؛  بدأ العرض باللباس الإماراتي التقليدي الأسود، لكن المطرز بالفضي والذهبي على أطراف الشيلة والأكمام الواسعة، وتنوعت بين العباءة المفتوحة في النصف، والتي تظهر الرداء التحتي، وعباءة الفستان المغلق إنما المكونة من طبقات كثيرة ومطرزة بألوان غامقة على قماش الشيفون الشفاف. وبعد العباءات، انتقل «العالم الأنيق» إلى فساتين السهرة المكشوفة، مفتتحاً إياها باللونين الأبيض والأسود الشفاف، غير أنه تحول إلى باقة من الألوان القوية مثل الفوشيا المطرز عند الصدر برسم هندي ذهبي اللون وبراق جداً، كما اعتمرت العارضة قبعة مكونة من قطع نقدية ذهبية، ومزينة بخيوط خضر، فيما يتدلى منها بعض السلاسل الذهبية أيضاً. وعلى غراره تنوعت الفساتين الأخرى بألوان البنفسجي والذهبي والبرتقالي والبطيخي والأخضر الفستقي والزهري والأحمر والفيروزي، فضلاً عن الذهبي والفضي، الذي زيّن معظم الفساتين. قصات الفساتين وأقمشتها جاءت متنوعة ايضا، فكان الشيفون الشفاف حاضراً بقوة، والريش أيضاً، في حين برزت قصة الحورية، الضيقة عند الجزء الأعلى من الجسم، والتي تصبح أكثر اتساعاً في الأسفل، بارزةً جمال جسد المرأة، لكن بطريقة راقية وأنيقة، كما لم يغب «الكورسيه» والطرحة الطويلة عن تشكيلة «العالم الأنيق». كذلك برزت القبعات الذهبية التي رافقت معظم فساتين السهرة، لتكون الإكسسوار الأكثر استعمالاً، بحيث تفننت دار الأزياء في إبرازه من خلال الألوان الفاقعة والسلاسل المتدلية عند الأطراف، فضلاً عن الورد الكبير المصنوع من الشيفون. وكذلك استعملت المصممة الحزام بغية إبراز جمال منطقة الخصر عند المرأة، بحيث جعلتها مطرزة ومشكوكة بالخرز والكريستال.
 

أسود وأبيض
وفي ختام اليوم الثاني من معرض «العروس دبي» لعام 2008، غصت قاعة عروض الأزياء بالناس، بغية مشاهدة عرض «بيت أزياء سلمى خان»، الذي يجمع بين الأناقة والراحة، والأقمشة عالية الجودة والطبيعية مثل الكتان والقطن والشيفون والحرير الشفاف، المطرزة والمزخرفة باحتراف ورقي.

 

من مميزات عرض خان، التي تصمم أزياء كبار الشخصيات في الامارات، ونخبة من كبار ومشاهير العالم العربي، غياب الألوان التي زينت العروض السابقة، بحيث اكتفت باللونين الأبيض والأسود، مع الكثير من الورد والزهور والعقد، التي تشبه الفراشات، الكبيرة والصغيرة، لتحول الفساتين إلى حدائق راقية وأنيقة، فضلاً عن سلاسل اللؤلؤ وتلك المشابهة للحبال. امتازت الفساتين الأولى بالبساطة المفرطة، فكانت عبارة عن فساتين سود مريحة واسعة من تحت أو مفتوحة عند الجانبين، ومطرزة بالقليل من الزخرفات والكريستال الصغير على الصدر والخصر. في المقابل مزجت بين الأبيض والأســود، تارة يكون اللون الأول هـــو الأساس والطاغي، في حين يشكل الثاني قمـــاش الشيفون، وتارة أخرى العكس.

 

 حاولت خان إرضاء كل الأذواق، فصممت فساتين بقصات مختلفة، منها الذي يظهر الأكتاف واليدين والظهر والرقبة، في حين استعملت القبة العالية والأكمام الطويلة والقصيرة. وبالانتقال إلى الفساتين البيضاء، المخصصة للأعراس كان بعضها بسيطاً وعادياً، مطرزاً بالقليل من الزخرفات الذهبية أو الفضية وحبات الكريستال الملونة، ليشكل الشيفون طبقات فساتين أكثر فخامة أو تعقيداً.


وعلى الرغم من استعمالها للطرحات الطويلة جداً، استعملت خان الطرحة القصيرة جداً، والتي يصل طولها إلى متر أو أقل، غير أنها أكثرت من استعمال الورد الأبيض والأحمر والبيج على الرأس، لتكون أشبه بتاج يكلل رأس العروس.


أما جديد «بيت سلمى خان»، فقد كان القبعات البيضاء الكبيرة والواسعة، والتي تتدلى منها الطرحة، عوضاً عن شكل الطرحة بالشعر على الطريقة التقليدية.
 
تويتر