أقول لكم
كيف يكون ذلك؟ خبرة وطاقة وعلم وكفاءة وثقة دون حدود، والنتيجة تنقّل ما بين مقهى وآخر، وممارسة بعض الرياضة، ووقت إضافي للسـينما، وإعادة تعارف بالناس والمجتمع وأصدقاء الطفولة، وغير مطلوب منه أن يوجد في مكان عمله الوحيد الذي بقي له حتى لا ينقطع رزقه، فهو يحمل اسـماً وهمياً، لا أدري هل هو مستشار أم خبير؟ كل ما عرفته أن مكتبه ملاصق للأرشيف ومخازن الملفات والمواد المستهلكة، متى أراد أن يغادره لا يسـأله أحد، وإن لم يدخله شهراً لم يفتـقـده أحد.
كيف يكون ذلك؟ أردت أن أسـأله، ولكنني خشيت من الإحراج، إحراجه وإحراج نفسي، ودار بي الفكر يميناً وشمالاً، وقلّبت الأحداث والوقائع رأساً على عقب، وعدت أسأل نفسي من جديد: كيف يكون الإنسان نجماً سـاطعاً في لحظة، وكيف يخبو نوره في لحظة أيضاً؟ ومرت أمامي مقولات سمعناها كثيراً حول قدرة الشخص الواحد على القيام بأكثر من عمل، وفي أكثر من مجال، حتى يظن الناس أنه فعلاً رجل خارق، لديه ملكات إبداعية قلما تتوافر في اثنين بمدينة واحدة، ولهذا نرى في كل زمان شخصاً تتركز عليه العيون، وتدق له طبول الدعاية والإطراء، يتسـلم مسؤوليات تلو مسؤوليات، ويتضخم، ثم يتضخم، ثم وكأنه «بالون» شـك بدبوس، «يتنفس» فإذا بالهواء الذي كان يشكل ذلك العملاق يتسرب، فينكمش حتى يتجعـد، ويبحث عن ركن، كما هذا الركن البعيد في مقهى مشهور، ليتذكر أنه كان محل ثقة، فأصبح ضحية ثقـة أيضاً.
myousef_1@yahoo.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news