يسري نصرالله: مهرجانات العالم تتزاحم على «جنينة الأسماك»


كشف المخرج المصري يسري نصرالله، أنه تلقى عروضاً مغرية، وثمينة، لعرض فيلمه الاخير «جنينة الأسماك»، مضيفاً ان عرض فيلمه في برلين «لفت انتباه نقاد مهمين في العالم»، وقال نصرالله «في اليوم التالي لعرض الفيلم، كنت حتى الساعة التاسعة صباحاً، قد تلقيت 16 مكالمة هاتفية من أهم مهرجانات العالم» لعرض الفيلم ضمن فعالياتها، كما تلقى المخرج المصري عرضاً آخر من مهرجان بلفور بفرنسا قال إنهم ساوموه فيه على حجز فيلم «جنينة الأسماك» مقابل تخصيص أسبوع كامل لعرض كل أفلامه في إطار الدورة المقبلة للمهرجان.
 
 ويجمع فيلم «جنينة الأسماك» بين السيناريست ناصر عبدالرحمن والمخرج يسري نصرالله، وهو اللقاء الثاني بينهما بعد أن قدما فيلم «المدينة» قبل 13 عاماً، ويعد الفيلم الجديد نقلة كبيرة في حياة نصرالله، كما قال في حواره مع «الإمارات اليوم»، مشيراً إلى إحساسه بالخطأ في حق السينما، التي غاب عنها أكثر من خمس سنوات، وتحديداً  منذ أن قدم فيلم «باب الشمس»، وقال إن قصة «جنينة الأسماك» جعلته يفكر كثيراً في خطاب سينمائي جديد يرصد خلاله الأشياء المخيفة والتي تكون غالباً وهمية. مؤكداً أن جرعة الخوف تتزايد لدرجة يعجز فيها البعض عن مواجهة مخاوفه والوقوف أمامها في مناظرة واضحة تدله على مناطق الضعف والقوة في ذاته.
وفي تراكم سريع لأحداث حياتية بسيطة يبرز «جنينة الأسماك» صوراً صريحة من ذلك الخوف الإنساني، على حد قول يسري نصرالله.
 
وحول اختيار الاسم «جنينة الأسماك» قال نصرالله إن هناك موضوعاً أساسياً في الفيلم يحكي عن مذيعة لبرنامج إذاعي يتصل بها الناس كي يحكوا أسرارهم ومخاوفهم من دون الإفصاح عن أسمائهم وهم بذلك يحاولون الهرب من مواجهة الخطر الذي حوّل الأمر إلى سر وأرعب صاحبه لدرجة دفعته إلى إخفاء شخصيته ومحو اسمه و«اعتقد أن جنينة الأسماك محاولة لاكتشاف سلطة الأسرار على من يكتمونها أو يحاولون التنفيس عنها»، مضيفاً أن «معظم الأسرار تدور حول الحب بأشكاله المتعددة، ولأنه لا يوجد شاب قاهري أو فتاة قاهرية لم يبدأ قصته من جنينة الأسماك بالزمالك»، قرر تسمية الفيلم على الجنينة التي يتشابه تصميمها مع شكل العقل البشري وتعاريجه إضافة إلى أن «الإنسان بدأ يتشابه إلى حد كبير مع الأسماك بصفتها أضعف المخلوقات ذاكرة».

وأضاف مخرج «باب الشمس» أنه لا يهمه نجم الشباك بقدر ما تهمه الموهبة، وأنه لا يجد أحداً الآن بموهبة هند صبري وباسم السمرة وعمرو واكد، «لذلك اخترتهم جميعاً بعناية لأن الفيلم مهم وحساس بالنسبة لي».

وحول النجاح اللافت الذي لقيه الفيلم في مهرجان برلين، اخيراً، قال نصرالله إنه توقع هذا النجاح والقبول في مهرجان برلين بغض النظر عن الإشادة بالعمل أو الجهد المبذول فيه، «لأننا جميعاً راهنا على فكرة إنسانية بسيطة تتلامس مع مخاوفنا الوهمية»، وقد «خرج الفيلم بصورة مرضية للغربيين والشرقيين كما قال «لأنه يتعامل مع الذات الإنسانية التي هي واحد في كل أنحاء الأرض» 

واضاف المخرج المصري أنه خرج من هذا الفيلم «بحماسة وحب للسينما لم يتوافرا من قبل»، واعداً جمهوره بأنه لن يغيب طويلاً «كما يتصور البعض»، لأن هذا كان يحدث «بسبب عدم وجود أفلام قوية تناسب عودتي»، مؤكداً انه سيعود قريباً مع الكاتب وحيد حامد بفيلم عنوانه «احكي يا شهرزاد». 

وقال نصرالله إنه ينشغل بالجمهور «لكن على طريقتي الخاصة، ودائماً ما أحرص أثناء خطابي مع الجمهور على صناعة فيلم يثير الخيال ويخاطب المشاعر بشكل مباشر» وهو أمر وصفه مخرج «جنينة الاسماك» بانه «يدفع المتلقي إلى التفكير في حاله وأوضاعه الاجتماعية، بما يعني أني أفكر في المتلقي كفرد وليس باعتباره جزءاً من القطيع».
 
وكشف نصرالله ان «جنينة الاسماك» حظي بخمسة  عروض في مهرجان برلين، وأن «عدد الجمهور كان يزداد في كل عـــرض عن سابقه»، مضيفاً أن ما أسعده «هو أن معظم الجمهور بقي في صالة العرض لكي يحضر مناقشات الندوة، وللمرة الأولى تحدثت مع جمهور لا يتحدث عن ظـــروف مصر فقط وإنما ناقشني في أدق تفاصيل المجتمع المصري»، وأعرب نصرالله عن دهشته من ان جمهور بــرلين فاجأه «بأسئلة عديدة حول حركة كفاية والإخوان المسلمين، وثار جدل طويل حول الموضوعات الشائكة والمهمة في مصر، تبادل فيها المشاركون في المهرجان، والذين كانوا من جنسيـــات مختلفة، وجهات النظر حـــول علاقة مصــر بالخريطة المستــقبلية للعالم».  
 

الأكثر مشاركة