«وادي السدر - غيت»!!
المشهد غريب جداً على دولة الإمارات، وتفاصيله تستدعي فتح باب التحقيق الفوري من الجهات العليا، لأنه لو صحّت ادعاءات المؤذن، فإن في ذلك «كذباً» صريحاً على المواطنين، وعلى الحكومة، وعلى الجهات العليا التي وفّرت الإمكانات المالية وغير المالية للمسؤولين التنفيذيين، وأقرت لهم الاستراتيجية الواضحة التي يجب أن يسيروا عليها، ولا يوجد أي مبرر لوزارة الصحة أو غيرها من الوزارات أن تلجأ إلى «الكذب» أو «التمثيل» أو إلى أساليب غريبة على دولتنا ومجتمعنا، ولم نسمع عنها سوى في «الأفلام»!!
إذا ثبت هذا «الفيلم» الذي تم تصويره في مركز وادي السدر الصحي، وثبت أن الوزارة قامت بإعداد مكان تصوير الفيلم مستعينة بكوادر طبية «صورية لزوم التصوير» من ثلاثة مراكز صحية مجاورة هي «الطويين، مسافي، الحلاة» كما أنها أكملت «المشهد التمثيلي» بسيارة إسعاف استعيرت أيضاً من مركز آخر لإظهار المركز بأنه متكامل ومجهّز، إذا ثبت كل ذلك فاسمحوا لي أن أطالب بالتحقيق الفوري، وإعلان نتائجه، و«تطيير» رؤوس كل من ساهم في كتابة السيناريو، وإخراج الفيلم، وكل من ساهم فيه من مسؤولي وزارة الصحة، مع استثناء «الكومبارس» المساكين الذين نفذوا التعليمات وجاءوا من مراكز مجاورة ليظهروا في صورة لم يختاروها، ولم يعرفوا ما وراءها!!
المؤذن طالب الوزير عبر «الإمارات اليوم» أن يثبت عكس المعلومات التي كشف عنها حول «وادي السدر غيت»، مؤكداً أنه يمتلك «البراهين والأدلة» التي تقوّي موقفه، بينما جاء رد وزير الصحة حميد القطامي مفاجئاً وغريباً ومدهشاً، قال الوزير باقتضاب شديد: «أنا مستغرب»!! ولم يكشف الوزير مصدر استغرابه، هل هو مستغرب من تصريحات المؤذن؟ أم مستغرب من «التمثيلية» التي أعدتها وزارته؟ أم من ماذا بالضبط؟.
عفواً معالي الوزير لا يكفي أبداً استغرابك، فالوزارة مطالبة بإثبات عكس ما كشف عنه المؤذن للرأي العام، فأهالي وادي السدر، ومواطنو الدولة بكل فئاتهم لهم الحق في معرفة ماذا حدث في «وادي السدر»!!
لا يكفي أبداً أن يقيم «والي المنطقة مأدبة كبيرة احتفالاً بافتتاح المركز»، ويعتبر ذلك دليلاً على «صدقية» المشهد. إجابات غير مقنعة رد بها وزير الصحة بـ«سرعة» و«سطحية» على قضية في غاية الخطورة، فهل سنشهد في الأيام المقبلة بدء التحقيق لإظهار الحقيقة، أم سيظل اثر انفجار «قنبلة» وادي السدر مقتصراً على صوتها المدوي فقط؟!
reyami@emaratalyoum.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news