عسكريون أفغان يلوذون بالفرار إثر الهجوم.(أ.ب )
نجا الرئيس الافغاني حامد كرزاي، أمس، من هجوم بالصواريخ نفذته حركة طالبان خلال عرض عسكري في كابول كان يحضره وزراء في الحكومة وبرلمانيون ومسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أجانب، بينهم السفيران الأميركي والبريطاني، وأسفر الهجوم عن خمسة قتلى بينهم نائب، إضافة إلى إصابة 11 شخصاً آخرين.
وفي التفاصيل، انحنى كرزاي ووزراؤه وقادة الحرب السابقون والدبلوماسيون وكبار القادة العسكريين واتخذوا ساترا لتفادي الهجوم الذي يأتي في الذكرى السادسة عشرة لسقوط حكومة أفغانستان الشيوعية بيد المجاهدين. وبعدها غادر كرزاي منصة الحفل من الجهة الخلفية في عربة أميركية تحت حراسة أمنية مشددة. وأكد مسؤول في القصر الرئاسي انه تم اجلاء الرئيس و«لم يصب بأذى».
وظهر الرئيس الأفغاني لاحقاً في التلفزيون المحلي، وأعلن عن توقيف بعض من مرتكبي الهجوم، وقال: «لحسن الحظ ان قوات الامن الافغانية حاصرتهم بسرعة». وأضاف «تم القبض على بعض منهم». وأضاف الرئيس الافغاني في بيان أنه أمر السلطات بالتحقيق «بشكل جدي وعاجل» لتحديد ملابسات الحادث. وأكد «ان قوى الجيش والشرطة تحفظ الامن في المدينة والوضع تحت السيطرة». وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار من اسلحة رشاشة بُعيد وصول كرزاي الى المنصة اثر تفقده آلاف الجنود الذي كانوا يشاركون في اكبر عرض عسكري سنوي للجيش الافغاني. وقد أحاط حراس الرئيس الشخصيون به على الفور، حيث استمر اطلاق النار نحو ربع ساعة. وعلى إثر الهجوم لاذ المئات بالفرار من المكان ومن بينهم عسكريون ومسؤولون، وشوهد وزراء يغادرون ساحة الحفل الذي أقيم قرب قصر الرئاسة، كما قطع التلفزيون الأفغاني البث المباشر لفعاليات العرض العسكري. وذكرت مصادر رسمية ان اعضاء في الحكومة الافغانية وسفراء اجانب، بينهم البريطاني شيرارد كوير كول ونظيره الأميركي وليام وود، ومسؤول أممي رفيع وعشرات البرلمانيين والمسؤولين العسكريين ارتموا أرضاً او لاذوا بالفرار لدى وقوع الهجوم، ولم يصابوا بأذى. وقال السفير كول إنه «مع نهاية الـ21 طلقة التحية من المدفعية شاهدت انفجاراً وسحابة من الغبار على يسار العرض العسكري ثم سمعت فرقعة نيران اسلحة صغيرة من جميع الاتجاهات». وأضاف «بعد فترة تردد جذبني حارسي الشخصي من الخلف بقوة ودفعني إلى الامام بعيداً». وعلى الفور، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة الى ان ثلاثة من مسلحيها سقطوا فيه. وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد: «نحن مسؤولون عن الهجوم. أطلقنا صواريخ على الموقع الذي اقيم فيه العرض. كان ستة من عناصرنا في الموقع قتل منهم ثلاثة». ولم يوضح المتحدث باسم «طالبان» ظروف مقتل عناصر الحركة، لكن مراسل وكالة «فرانس برس» أشار الى تبادل لاطلاق النار بين المهاجمين والعسكريين. وقال مجاهد: «لم نستهدف أحداً بشكل خاص. أردنا ان نظهر للعالم أننا نستطيع الضرب حيثما نريد». كما قتل في الهجوم زعيم قبلي كان بين الحشد، فيما توفي نائب في البرلمان متأثراً بجروح اصيب بها، وقال الوزير محمد امين فاطمي ان النائب فضل الرحمن سمكاناي اصيب بجروح بالغة إثر إصابته بعيارات نارية في بطنه وكبده، ما ادى الى وفاته اثناء اجراء عملية جراحية له. وفي أول ردود الأفعال، دان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «بحزم» الهجوم، وأكد في بيان دعمه افغانستان في معركتها ضد «العدو المشترك» وضد «الارهاب والتطرف». وقال: «أدين بحزم الهجوم على الاحتفال بالذكرى الـ16 لانتصار المجاهدين في افغانستان»، وأضاف «لقد تنفسنا الصعداء وشكرنا الله لأن فخامته، كرزاي، لم يصب». وأفاد البيان «في هذه اللحظة نحن الى جانب اشقائنا وشقيقاتنا الافغان ونشاطرهم عزمهم على قتال العدو المشترك والانتصار على الارهاب والتطرف». كما دانت فرنسا بشدة هجوم طالبان، معتبرة انه يؤكد ضرورة الالتزام الدولي للمساعدة على استقرار افغانستان. وأعربت باريس عن «ارتياحها لنجاة الرئيس كرزاي، وأكدت عزمها على الوقوف الى جانبه وجانب الشعب الافغاني للمساعدة على انتصار الامن والتقدم والديمقراطية في افغانستان» من جهته، دان وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير بشدة الهجوم الذي تعرض له الرئيس الافغاني. ونقلت وزارة الخارجية عنه قوله: «هالني الخبر عن الهجوم الجبان على كرزاي». وأضاف «أنا مرتاح لانه لم يصب بأذى وأنه في امان».
الهجوم وقع إثر تفقد كرزاي المشاركين في عرض للجيش.(أ.ف.ب)
محاولات اغتيال كرزاي 5 سبتمبر 2002: تعرَّض حامد كرزاي لمحاولة اغتيال في مدينة قندهار، حيث فتح عليه النار رجل يرتدي زي الجيش الافغاني الجديد، الا ان النيران أخطأته لتصيب حاكم قندهار السابق غل اغا شيراز وضابطاً اميركياً من القوات الخاصة. وكان هذا الرجل احد افراد الحراسة المخصصة لكرزاي، وردت القوات الاميركية التي تحرس الرئيس الأفغاني النيران لتقتل المسلح ورجلاً آخر حاول السيطرة عليه. وتعرض احد افراد طاقم البحرية الاميركية لبعض الاصابات. 16 سبتمبر 2004: نجا كرزاي من محاولة اغتيال مرة اخرى عندما أخطأ صاروخ طائرته العمودية خلال رحلتها لمنطقة غارديز. 10 يونيو 2007: حاولت حركة طالبان اغتيال كرزاي في غازني خلال إدلائه بحديث لزعماء الولاية، وأطلق عناصر طالبان خلال تلك المحاولة 12 صاروخاً انفجر بعضها على بعد 220 ياردة من هذا التجمع، ولم يصب كرزاي في تلك المحاولة، وتم ترحيله بعيداً عن موقع الاجتماع. |