لؤي ينتصـر للعربية رمزاً لهويــةالوطن

لؤي أصغر أديب في الوطن العربي.(تصوير: سعيد دحلة)

قال لؤي خالد، ابن التسع سنوات، الطالب بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة النهضة الوطنية في أبوظبي، إنه قرأ أكثر من 150 كتاباً وإن «باستطاعة أي إنسان أن يجعل القراءة شأناً يومياً لابد من ممارسته؛ إذا أراد لمداركه أن تنمو ولخياله أن يتسع»، وللوهلة الأولى تعتقد -خصوصاً وأنه يتحدث بلغة عربية فصحى - أنه لقن ما يقول تلقيناً، إلا أنك ستكتشف بعد ذلك أن الطفل يمتلك فلسفة حقيقية، وآراءً يستطيع بمنطق الكبار أن يقنعك بها. ويعد لؤي أصغر أديب في الإمارات، وربما في الوطن العربي كله، حيث قام وزير التربية والتعليم الدكتور حنيف حسن بتكريمه، أخيراً، وإهدائه مجموعة من الكتب والموسوعات العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، بمناسبة نشره باكورة إبداعاته وهي قصة أطفال ذات لغة رصينة وأسلوب راقٍ. وأضاف لؤي في حوار مع «الإمارات اليوم»، أن تكريمه الحقيقي هو «تقدير الناس لما أكتب واهتمامهم بما أبدع»، ومع ذلك فإنه مستعد «لإحباطات التجربة الأولى التي مر بها كبار الكتاب» وأنه مستعد للمواصلة والاستمرار.

 

وكتب لؤي عشرات القصص والقصائد الشعرية التي نشرت في كثير من الصحف والمجلات والإذاعات العربية، إلى جانب حصوله على الميدالية الذهبية مرتين في بطولة الإمارات لرياضة الكاراتيه، كما حصل على شهادة القراءة من لجنة الاعتراف الدولية، والميدالية الذهبية في مسابقة قطار المعرفة من مدرسة البحث العلمي بدبي، وشهادة المشاركة في البرامج الثقافية الإذاعية من مؤسسة الإمارات للإعلام. ويقول لؤي الذي دخل الدولة وعمره أقل من عامين: «أنا جزائري الجنسية، مصري المولد، إماراتي الهوى والنشأة والتكوين، باختصار أنا عربي». وهو الأخ الوحيد لأربع أخوات كلهن يتميزن بروح الإبداع والابتكار. وعلى عكس إصرار الأطفال في مثل سنه عندما يتقمصون دور الكبار فإنه يعتز بطفولته ويصر على أنه يعيشها بكل تفاصيلها الممتعة، وفي حين يصر والده على أنهما صديقان يعارض لؤي قائلاً:«الأب لا يمكن أن يكون صديقاً لطفله، لأن الصداقة تحمل معاني الصراحة المتبادلة بين الطرفين والتفاهم غير المحدود النابع من الاهتمامات والأفكار المشتركة، ولكل مرحلة عمرية أفكارها وتطلعاتها وخيالاتها، ولا يمكن للأب أن يتفهمها حتى ولو حاول».

 
وأبرز ما يتمناه لؤي أن تستعيد اللغة العربية مكانتها، ويرى أن اللهجات المحلية هي أحد أسباب انحسارها، وهو ما يتنافى مع تطلعات التكامل والاتحاد العربي المنشود. وينتقد لؤي ظاهرة انتشار أخطاء اللغة العربية في وسائل الإعلام خصوصاً على ألسنة المذيعين ومقدمي البرامج ويعتبرها «كارثة حقيقية» ويرجع السبب برأيه إلى أن نشأتهم تجاهلت اللغة العربية إضافة إلى اللغات المحلية التي نالت من الفصحى وسادت على حسابها. ويرفض انتشار ظاهرة المؤلفين والكتاب غير المثقفين الذين لم يقرأوا بشكل كافٍ لأن التأليف هو إفراز لرصيد معرفي. ويؤكّد لؤي أن أول شخص يرى قصته بعد كتابتها هي أمه ثم أبوه وإخوته، لكنه لا يخضع لرأي أي منهم سوى في ما يتعلق بالمعلومات العامة لكن «ليس من ناحية اختلاف الرأي». ومن أبرز قصائده المنشورة «الإمارات فرحة العرب»، «القط المتشرد»، «إلى صديقي العراقي»، «رحلة الأبطال»، إلى جانب مجموعة من القصص والتحقيقات الصحافية وعروض الكتب.

 

ويشير لؤي إلى أن الضرورة أصبحت ملحّة لإعادة الحياة مرة أخرى إلى اللغة العربية في المعاملات اليومية.


 
دور الأصدقاء 
وعن دور أصدقائه والاهتمامات المشتركة بينهم قال لؤي خالد «ليس شرطاً أن يكونوا جميعاً من هواة القراءة أو أن لهم الاهتمامات ذاتها، فلكل شخصيته وهواياته التي يتكامل بعضها مع بعض» ويقول إنه ينتمي للفصل الأكثر شغباً في مدرسته بل يتزعمه ويرى أن ذلك «لا يتنافى مع كونه أديباً أو شاعراً لأن تلك طبيعة الطفولة التي يعيشها».
 

الأكثر مشاركة