حلويات الأعراس.. موضة تحلي ليلة العمر
يتفنن صانعو الشوكولاتة وحلويات الأعراس في ابتكار أصناف جديدة مصنوعة بأشكال مبتكرة تغري حاستي النظر والتذوق، ما يجعل الإنسان يضعف أمام تجربة تذوقها، وتجعل منها سلعة اساسية وضرورية في حفلات الاعراس التي لاتكتمل تفاصيل بهجتها إلا بوجودها، ورغم أن الشوكولاتة تصنف بين المأكولات التي تأسر قلوب الملايين حول العالم، إلا أنها ليست بعيدة عن أجواء الموضة من حيث التغير والتبدل، والكثير من الاضافات التي تدخل في صناعتها، وفنون تزيينها وتسويقها، ولعل جولة على عدد من محال الحلويات الشوكولاتة في أسواق الدولة سيلمس الخصوصية التي تتمتع بها هذه السلع الغذائية من حيث الصناعة، وطرق التزيين، بالمكسرات ومربى الفاكهة والقهوة، مبتعدين عن الافكار التقليدية المعروفه، فضلاً عن تقديم أشكال جديدة للزينة، تتماشى مع كل الأذواق والأفكار والألوان الدارجة مثل الزهري والبنفسجي والنبيذي، في حين ترك آخرون حرية الاختيار للزبائن بحسب اذواقهم ومناسباتهم الخاصة.
«سقوط» منظومة الشوكولاتة متجر «ديليس» للشوكولاتة يقدم أنواعاً مختلفة من الأطايب التونسية، المصنوعة من اللوز والفستق والبندق وغيرها من المكسرات والشوكولاتة، التي طورها لتتماشى مع السوق المحلية الإماراتية، بغية إرضاء كل الأذواق والمناسبات مثل الولادة والأعياد والأعراس، بعيداً عن الفكرة التقليدية والمتكررة للشوكولاتة وحلويات المناسبات.
ويقدم المتجر، عدداً كبيراً من الشوكولاتة والحلويات التونسية المخصصة للأعراس والأفراح، ليبدو الامر وكأنه حدائق من الحلويات، المصفوفة بشكل فني لافت للنظر، بألوان وأصناف وأحجام مختلفة، وتقول المسؤولة في القسم «إن فكرة الشوكولاتة لم تعد هي المسيطرة في الأعراس، فقد استبدلت بأنواع أخرى تدخل في تركيبتها المكسرات والمواد الأولية، التي يأتون بها من إيران، وأشارت إلى أن الشوكولاتة والحلويات المستعملة لم يتغيرا كثيرا، غير أن الزينة وطريقة الصف والتقديم تختلف بين مناسبة وأخرى.
لذة التذوق أما متجر «ديليسه» للشوكولاتة الفرنسية، فقد فضل أن يمزج بين أطايب الشرق والغرب، مازجا بين الشوكولاتة والنكهات العربية المعروفة، وتقول المالكة إيزابيل جاووين إنهم طرحوا أنواع الشوكولاتة الفرنسية التقليدية والبسيطة في السوق الإماراتية، لكن مع مرور الوقت، أدخلوا أصنافاً أخرى عليها مثل الحلاوة والتمر والمرصبان والفواكه، فضلاً عن أنهم أطلقوا أنواعاً لا تدخل الشوكولاتة في تركيبتها.
وفي ما يخص العروس، تقول المالكة «تحب العروس اختيار الحلويات المميزة في يوم فرحها، بحيث تبتعد عن الأصناف المعروفة والتقليدية»، لذلك نقدّم لها حلويات «الترافل» الفرنسية المصنوعة من الشوكولاتة الطرية، وزبدة الكاكاو المعروفة بـ«الغاناش»، مشيرة إلى أنهم استبدلوا التقليدي منها بآخر مزج بالـ «مرصبان» أو ما يعرف بعجينة اللوز وماء الورد، بحيث احتفظ بالشكل المعروف به، غير أن تطوير الفكرة لم يقف عند هذا الحد، حيث تم إدخال نكهات مختلفة على المرصبان وصلت إلى 32 نكهة مختلفة مثل، مربى الفاكهة، والشاي، والنعناع، والزنجبيل، والحلوى العمانية، والقهوة العربية، وغيرها من النكهات الجديدة، بالإضافة إلى المرصبان المحشو بالشوكولاتة.
ورغم ابتعادهم عن الأفكار التقليدية، لم يتجاهل المتجر صنع الحلويات الإماراتية التي تعتمد على التمور والفواكه المجففة والمكسرات، لتبين جاووين «صنع طهاتنا الفرنسيون المتواجدون في الإمارات صنفاً جديداً من الحلويات المكون من الشوكولاتة البيضاء وبتلات الورد المجففة»، موضحة أنه من أكثر الأصناف استخداما في الأعراس، نظراً للونه الزهري الجميل وطعمه المميز، فضلاً عن كونه من الافكار الجديدة والغريبة، أما بالنسبة إلى الألوان والأشكال، تشير المالكة إلى أن الزهري والبنفسجي والنبيذي هي الألوان الدارجة لهذا الموسم، غير أن الاختيارات مفتوحة أمام الزبائن لاختيار ما يشاؤون، وفقاً لرغباتهم وحاجاتهم وأفكارهم الخاصة.
وأشارت الى أن «مصمم الزهور في المتجر يقوم بتنسيق الشوكولاتة مع الزهور والورود، في أنساق مختلفة ومتنوعة، تتماشى مع ألوان الحلويات، جاعلاً من الزينة سبباً إضافياً يلفت الأنظار ويبهر العيون».
مع أو ضد وأكدت فاطمة علي، مواطنة تستعد للزواج في شهر يوليو المقبل، أنها تريد اختيار حلويات مميزة بمناسبة عرسها، لرغبتها في التميز، وتقول «أحببت الشوكولاتة والورد المجفف، غير أنها وقعت في حيرة من أمرها لوجود أصناف كثيرة من «المرصبان» والشوكولاتة الممزوجة بنكهات متعددة من الفواكه، و أشارت إلى أنها لن تختار الحلويات المصنوعة من التمر والفواكه المجففة والشوكولاتة العادية بفكرتها المكررة. وفي المحصلة، قررت تقديم حلويات معينة ليلة الفرح، المكونة من «الغاناش»، و«الترافل» المعروضة في نسق جميل، يشبه الحديقة الملونة، في حين اختارت تقديم علبة صغيرة زهرية وبنفسجية اللون، تحتوي على نوع من الشوكولاتة و«المرصبان»، و«الملبس»، للأشخاص الذين يأتون لتهنئتها في منزل الزوجية، وتوضح «سأجمع بين الأفكار التقليدية والحديثة في آن واحد».
في المقابل، أكدت (ناديا ح)، التي تبحث عن زينة جميلة ومميزة لمناسبة زواجها، أنها لا تريد الابتعاد عن العادات والتقاليد العربية في الأعراس، وقالت «سأختار الحلويات التي تعتمد على التمر ومشتقاته»، لأنها ستتزوج وفقاً للعادات الإماراتية البحتة.
حيرة «أشعر بالحيرة بين أصناف الحلوى المتعددة واللذيذة»، هذا ما قالته حنان مسعود وهي فتاة سورية خطبت حديثاً، وأشارت أن هذه الحيرة التي تشعر فيها جعلتها تقرر التريث في اختياراتها، موضحة أنها ستزور عدداً من المتاجر في وقت لاحق، برفقة خطيبها، ليختارا عدداً منها، غير أنها تخشى من ارتفاع سعرها وتقول «أعتقد أن كل الأصناف لذيذة، غير أني خصصت ميزانية معينة لحلويات الضيافة»، لذلك لن تتخطاها من أجل الشوكولاتة. أما سوزان بيرغهانسن وهي نرويجية تزور شقيقتها المقيمة في دبي، قررت أخذ أنواعاً من الحلويات معها إلى بلدها الأم، على الرغم من أنها لا تتحضر للزواج، تقول «أحببت أنواع الحلوى التونسية الغريبة خاصة أنها غير موجودة أو معروفة في النرويج»، مضيفةً إلى أن «العرب يتفننون بابتكار أنواع جديدة من الحلويات، في حين يكتفي الأوروبيون بالشوكولاتة التقليدية، الممزوجة بالمكسرات والفواكه المجففة، كما أعجبت بالزينة المخصصة للأعراس والمناسبات، وشددت على أن أصناف الحلويات الكثيرة تتماشى مع كل الألوان والأفكار، فيما لا يولون في بلادهم أهمية لهذا القدر من التفاصيل التي تركز حتى على زينة الشوكولاتة، لكنها أشارت إلى أن الأسعار مرتفعة نوعاً ما، وعزت الأمر إلى أن المصنعين يستوردون المواد الأولية من الخارج مثل الشوكولاتة الفرنسية.
حلوى «المرصبان» تكون المرصبان، وهي حلوى لبنانية عرفت في مدينة بيروت في عام 1900، من اللوز المقشور والسكر وماء الزهر والورد، والتي تستغرق صناعتها نحو ثلاثة أيام، حيث يتم دق وعجن اللوز وتقشيره بعد سلقه، في هاون لتصبح عجينة متماسكة، وتترك لليوم التالي، حيث يعاد دعكها لتصبح طرية، وعادة ما يستعمل الطهاة القليل من الماء لصناعة الأشكال المختلفة، وفقاً للمناسبة، فالبعض يختار، البط، والعصافير، والسيارات، والأطفال في مناسبات الولادة، أو زهرة الأقحوان والورود و«فم السمكة» في الأعراس، أو أشكال الفاكهة والخضراوات، وغيرها. وعند الانتهاء تترك المواد لليوم الثالث، وتدخل إلى الفرن مدة 20 دقيقة، لتكون جاهزة للأكل بعدما تبرد، كما يمكن تلوينها بألوان ونكهات مختلفة.
تعود تسمية «المرصبان» إلى حكاية طريفة، فقد كانت الأمهات يحاولن ردع أبنائهم عن تناول هذه الحلوى، قائلات «مرَ مرَ يا صبي» ليتحول بعد هذه الجملة إلى اسم معتمد، وقد كانت العائلات الغنية في لبنان تشتري هذا النوع من الحلويات الفاخرة، لأنه يصنع في البيت ويحتاج إلى يد فنية ماهرة.
تخفيض ضغط الدم أكدت دراسة ألمانية حديثة أجرتها جامعة «كولونيا» أن الشوكولاتة تخفف من أمراض الشرايين وضغط الدم، في حال تناولها الإنسان بطريقة منتظمة، وكميات مدروسة، خصوصاً إذا كانت داكنة أو ذات وحدات حرارية منخفضة، مشيرةً إلى أن تأثيرها أكبر وأفضل من تلك البيضاء.
و تناول 44 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 56 و77 عاماً، من مرضى ضغط الدم المرتفع، ستة غرامات من الشوكولاتة مدة خمسة أشهر، ما أحدث تفاعلات في الأوعية والشرايين الدموية، ونظم جريان الدم فيها، وخفف الضغط، لاحتوائها على مادة «الفلافانول» المرة الطعم، التي تسهم في تحفيز ضغط الدم في شرايين الدماغ، والحد من ضعف الذاكرة.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news