مصر تستقبل الربيع بمعركة شعبية ضد التلوث
|
|
حاصر عشرات الآلاف من أهالي محافظة دمياط المصرية، أول من أمس، مبنى المحافظة احتجاجا على إنشاء مصنع أسمدة تابع لشركة «أجريوم» الكندية في جزيرة رأس البر المعروفة بأنها واحدة من أهم المصايف المصرية. ارتـدى الأهـالي خـلال التظـاهـرة قمصان «تـي شـيرتات» سـوداء تحمـل شعـار «لا.. لأجريوم»، ورفعوا رايات سوداء ولافتات، وحملوا نعوشا تعبيرا عن رفضهم للمشروع، والمطالبة بانتقاله من موقعه المقرر حاليا إلى منطقة غير آهلة بالسكان.
وأحرق المتظاهرون «دُمى» لكل الوزراء الذين وافقوا على المشروع المدمر للبيئة وهم: وزراء البـيئة، والكهرباء، والري، وصنعوا سلسلة بشرية على طول خمسة كيلومترات في جزيرة رأس البر السياحية.
وشارك في التظاهرة حشد هائل من الأحزاب، والنقابات، والجمعيات الأهلية، وممثلي المجتمع المدني، والغرفة التجارية، وكان لافتاً انحياز محافظ دمياط الدكتور فتحي البرادعي إلى الزخم الشعبي ومطالبته للأهالي بـ«الاستمرار في الاحتجاج الحضاري ». وأصدرت «اللجنة الشعبية لمناهضة مشروع الأسمدة في دمياط» بيانها الرابع أمس، ووزعته على المتظاهرين، وانتقدت فيه «إصرار الحكومة على تجاهل صرخات المواطنين الرافضة للمشروع».
وكانت الحكومة المصرية قد تنصلت من مسؤوليتها عن السماح بالمشروع بحجة أنه استثمار أجنبي، فيما أصرت شركة «اجريوم» الكنديـة على اـلحصول على مبلغ 400 مليون دولار في حال إلغــاء التصريح بإقامته في دمياط كتعويضات على نفقات تكبدتها.
وقال الناطق باسم اللجنة، أيمن العاصمي: «ان اللجنة لن تتراجع عن نشاطها المناهض لإقامة المشروع، على الرغم من تهديد السفير الكندي بالقاهرة باللجوء الى اللجنة الدولية لفض المنازعات».
من جهتها، قالت المسؤولة بوزارة البيئة الدكتورة مواهب أبوالعزم: «إن الوزارة أعطت موافقتها على المشروع بعد توافر ثلاثة شروط وهي: ان المنطقة ليست محمية طبيعية، وأن المصنع لن ينتج عنه اي تلوث، طبقا لدراسات قدمتها الشركة، وأن المنطقة المقترحة تحتمل اقامة عدد من المصانع الاخرى».
من جهته، قال خبير القانون الدولي وأحد محكمي «نزاع طابا» بين مصر واسرائيل، صلاح عامر: «ان الطرف المصري سيكسب النزاع اذا ما عُرضت المشكلة على اللجنة الدولية لفض المـنازعات؛ لأن الشركة تستند الى قاعدة باطلة في طلب التعويضات وهي دفع الرشاوى والعمولات، كما ان هذا النوع من المصانع مدرج عالميا ضمن الفئة (ج) التى تضر بالبيئة وصحة الانسان».
وقد أنهى المتظاهرون حصارهم لمبنى محافظة دمياط بإعلان فتحي البرادعي عن صدور قرار حكومي ـ شككت قيادات معارضة في صحته ـ بنقل المصنع إلى صحراء السويس. وقالت صحيفة «الجمهورية» الرسمية المصرية أمس ان البرادعي قال: «على مسؤوليتي الشخصية أعلن ان الرئيس حسني مبارك أمر بنقل المشروع».
«أجريوم» تهدد بتدويل الأزمة |