عمدة إسباني يتطاول على الملك
من المحتمل ان يواجه عمدة مدينة إسبانية عقوبة الحبس لاساءته للتاج الملكي. فقد اقدم، عمدة مدينة بورتو ريال باقليم قادس، جوسي انطونيو باروسو، على نعت الملك خوان كارلوس بـ «الفاسد» و«ابن الخائن»، في حديث مليء بالمرارة ضد الملك في اليوبيل الـ 77 لتأسيس الديمقراطية الاسبانية الثانية، منتهكاً بذلك اخر المحرمات في اسبانيا، وهي الاساءة للذات الملكية.
فقد صرح باروسو امام جمع من الناس حضر للاحتفال بهذه المناسبة، «إن الملك ليس اقل في العهر عن ابيه»، وادعى ان «الملكية مفسدة، تنتمي للعهد البائد، ولا لزوم لها».
واغضبت هذه التصريحات مؤيدي الملك الذين قدموا شكوى رسمية ضد العمدة. وجرى تحقيق هذا الاسبوع في الحادثة، واذا ما تمت ادانة العمدة بـ «الاساءة للملك» فسيقضي في السجن عامين، وهي العقوبة المحددة لهذه «الجريمة».
وتعتبر هذه الحادثة هي الاخيرة من نوعها في سلسلة الاساءات الموجهة للتاج الاسباني، بعد ان نال شعبية طاغية لاكثر من ثلاثة عقود، ونوع من التوقير تفتقده التيجان الاوروبية الاخرى.
فمنذ عودة الملكية لهذا البلد بعد وفاة الجنرال الفاشي، فرانسيسكو فرانكو عام 1975، حرم الاسبانيون اي انتقاد للذات الملكية.
الا انه في يوليو الماضي اتخذ اثنان من رسامي الكاريكاتير خطوة غير مسبوقة للسخرية من افراد العائلة المالكة وذلك بتصوير ولي العهد الملكي الامير فليبي وهو يضاجع زوجته ليتيزيا. وتم تغريمهما ما بلغت قيمته 2000 استرليني لـ«اساءتهما للذات الملكية»، الا انهما نجوا من عقوبة الحبس. وفي سبتمبر من العام الماضي تم اعتقال اثنين من الانفصاليين الكاتالونيين بعد ان احرقا صور الملك وزوجته صوفيا.
وجهت محطة كوبي الاذاعية المحافظة، والمملوكة للكنيسة الكاثوليكية، انتقادا للملك البالغ من العمر 70 عاما، حيث اقترحت ان الوقت قد حان لكي يتنازل عن العرش. وتظهر مراكز الاستفتاء ان الاغلبية الساحقة لا تزال توقر الملك.
وتم انتخابه العام الماضي كاعظم اسباني على مر التاريخ في استفتاء تلفزيوني، متفوقا على الكشاف كرستوفر كولمبوس، والرسام بابلو بيكاسو، والكاتب مغويل سيرفانتيس. العمدة باروسو، عضو حزب اقصى اليسار ازكويردا يونيدا، رفض ان يسحب تعليقاته. وتحدث لصحيفة الموندو «اذا ارادوا القائي في السجن بسبب اعتقاداتي فليفعلوا». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news