عمر خيرت يستهلّ أمسيات «أنغام من الشرق»


ليلة مع السحر والخيال قضتها ابوظبي مساء أول من أمس، على أنغام الموسيقار عمر خيرت الذي انطلقت معه فعاليات مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، ويستمر  لغاية 6 مايو الجاري.
 
وأعاد حماسة جمهور الليلة الاولى من المهرجان،الموسيقار المصري عمر خيرت وفرقته الى خشبة المسرح، للعزف مرتين، بعد انتهاء الوقت الرسمي للأمسية التي حظيت بإقبال جماهيري كبير، حيث امتلأت قاعة مسرح الظفرة في المجمع الثقافي، وقام المنظمون بإضافة ما يقارب 100 كرسي، بعد ان امتلأت مقاعد القاعة البالغ عددها 850 مقعدا، وهو أمر استعدت له الهيئة بتوفير شاشات عرض عملاقة في الحديقة الامامية للمجمّع الثقافي، وأماكن خاصة لجلوس الجمهور العريض الذي يعد سمة من السمات الدائمة لحفلات خيرت داخل مصر وخارجها، وهو الجمهور الذي يراهن عليه الموسيقار نفسه، مؤكدا انه «دليل على أن ذوق الشباب ما زال بخير، ولكنه يحتاج إلى من يوجهه إلى الطريق الصحيح فقط، وأن لديه وعياً موسيقياً وفكرياً بالفن الحقيقي والفن الأصيل». لافتا إلى «أن الإعلام يظلم الشباب عندما يظهره بصورة سطحية، سواء في سلوكه أو ذوقه.. وهذا غير حقيقي».
 
وكانت كل قطعة موسيقية تستقبل بالتصفيق وتودع مع نهاية العزف بتصفيق حاد. وخص الجمهور الفنانة العازفة على المارمبا نسمة عبدالعزيز بتصفيق طويل وهتاف باسمها، بعد انتهاء مقطوعة تحاورت فيها آلتها مع البيانو الذي عزف عليه الفنان عمر خيرت، ودفع هذا الاقبال اعضاء الفرقة المكونة من اربعة عازفين على الآلات النحاسية وخمسة على آلات الايقاع المختلفة، مع عازف على العود والقانون، الى تقديم افضل ما عندهم.
 
 قدم خيرت خلال الحفل الذي انقسم إلى جزأين بمصاحبة فرقته، مجموعة من معزوفاته التي طالما امتع بها جماهيره، من بينها نقطة انطلاقه«ليلة القبض على فاطمة»، «البخيل وأنا» وغيرهما من المعزوفات التي عكست اسلوبه المميّز، والذي نجح من خلاله في تقديم الموسيقى الشرقية عبر آلات اوركسترالية، في مقدمتها البيانو، رغم صعوبة هذا الأمر، لعدم قدرتها على عزف «ربع التون» الذي تنفرد به الموسيقى الشرقية، عبر الاستعانة بالآلات الشرقية التي تتضمنها فرقته الموسيقية، مثل العود والقانون، في مزاوجة فريدة بين الشرق والغرب، جعلت من موسيقى عمر خيرت جسرا حقيقيا بين الثقافات والحضارات المختلفة. كما منح خيرت خلال المعزوفات فرصة العزف المنفرد للآلات المختلفة في الفرقة، مثل العود والطبول..إلخ. وأقام حوارات ثنائية أو ثلاثية بين هذه الآلات، عكست براعة واحترافية عالية من أعضاء الفرقة كافة الذين بدا عليهم الانسجام الكامل، لدرجة التوحد الصادق مع ما يقدمونه من موسيقى.
 
يذكر ان الموسيقار عمر خيرت من أوائل الموسيقيين العرب الذين ركزوا على المؤلفات الموسيقية مشروعا فنيا لهم، بعد ان وجد ان الموسيقى تأتي في المرتبة الثانية بعد الغناء في العالم العربي، ولذا قام بطرح ألبومات موسيقية وجدت اقبالا غير متوقع من الجمهور وخاصة الشباب. كما قام بوضع الموسيقى التصويرية لكثير من الاعمال الفنية الناجحة في السينما والتليفزيون من أهمها: «ليلة القبض على فاطمة»، «غوايش»، «وجه القمر»، «البخيل وأنا»، «اللقاء الثاني» إلى جانب مقطوعات «بانوراما حرب اكتوبر»،«100 سنة سينما»، «العرافة والعطور الساحرة»، «أوجاع الروح». وأغنية المصري من فيلم «سكوت هانصور» ليوسف شاهين، كما قام بإعادة تقديم بعض أغنيات الراحلين محمد عبدالوهاب، وعبد الحليم حافظ.  
 
وستعرض خلال ايام المهرجان مجموعة من الافلام التسجيلية هي «اصوات مقدسة» لكارمن كيرفي و«أحببنا بعضا كثيرا»، و«ارتجال» لرائد انضوني. كما ستقدم محاضرات بينها «موسيقى الشرق» لجوليا بنزي. كما تخصص  امسية الختام لسيدة المقام العراقية فريدة محمد علي التي تعدّ رائدة المقام العراقي في القرن العشرين، ويرى فيها نقاد امتدادا لتجربة الموسيقيين العراقيين منير بشير وشعّوبي ابراهيم ويوسف عمر. وستؤدي فريدة الكثير من المقطوعات الموسيقية العراقية والمقام الموسيقى العراقي.
 
وكان مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، صرّح بأن مهرجان «انغام من الشرق» يهدف الى «رفع الذوق الموسيقي والجمالي لدى المتلقي العربي»، مؤكدا ضرورة «الا يُنسى مبدعونا الذين يتابعون ما وصل إلينا من تراثنا الموسيقي من احاسيس وإبداع». من جهته، قال مدير ادارة الثقافة والفنون في الهيئة عبد الله العامري ان «جزءا مهما في المهرجان يركز على هويتنا الشرقية والعربية وإعادة بث روح الموسيقى العربية والشرقية والإيقاع والغناء العربي الاصيل». 
 

الأكثر مشاركة