أبحاث لمعرفة تأثير الشوكولاتة في الصحة

 

يسعى العلماء لمعرفة مدى تأثير المواد المستخدمة في صناعة الشوكولاتة في صحة الإنسان. ومن أجل ذلك ينوي فريق من خبراء بريطانيين إجراء دراسة شاملة، تدوم عاماً كاملاً، ويأملون في تعاون سيدات متطوعات لاستكمال الأبحاث. وسيختبر باحثون من جامعة «إيست أنجليا» ما إذا كان مركب طبيعي يدخل في مكونات الكاكاو، وهو المقوّم الرئيس للشوكولاتة، قادر على خفض مخاطر أمراض القلب لدى السيدات المصابات بداء السكري. وسيتم تجربة قوالب شوكولاتة خاصة، يدخل في مكوناتها مستوى عالٍ من مركب نباتي «فلافونويدس»، أظهر تخفيض عوامل الإصابة بأمراض القلب.

 

وأضيف لهذه القوالب، كذلك، «الصويا» وهي مصدر طبيعي آخر من المركب النباتي.

 وقال الخبراء «إن المشاركات بهذا البحث ممن انقطع لديهن الطمث وتحت سن 70، سيخضعن لفحوص تتعلق بالمخاطر المرتبطة بأمراض القلب خمس مرات خلال هذه الفترة الممتدة على 12شهراً، لمعرفة ما إذا حدثت تغيرات». 

 

وقالت الطبيبة كيتن داتريا المتخصصة في داء السكري في مستشفى جامعة «نورفولك ونورويتش»، «الفرضية من هذه الدراسة القائمة هي أن «الفلافونويدس» قد يحسّن من مستوى الحماية ضد أمراض القلب التي توفرها الأدوية التقليدية»، وأضافت «إذا أثبتت التجارب ذلك، سيكون لذلك صدى قوي على الإرشادات التي نوصي بها للسيدات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث والمصابات بالنوع الثاني من داء السكري».

 

وكشفت دراسة طبية عن أن كثرة تناول الشوكولاتة خلال فترة الحمل قد تساعد في التخفيف من مضاعفات خطيرة يطلق عليها «تسمم الحمل». وقالت الباحثة في جامعة «ييل في نيوهافن» بولاية كونيتيكت الأميركية الدكتورة إليزابيث تريشي، «إن الشوكولاتة خصوصاً الداكنة  غنية بمادة كيماوية تسمى «ثيوبروماين» تنشط القلب وترخي العضلات وتمدد الأوعية الدموية تستخدم لعلاج آلام الصدر وارتفاع ضغط الدم وتقوية الشرايين».

 

وأوضح الباحثون المشاركون في الدراسة، ان «تسمم الحمل» وفيه يرتفع ضغط الدم بشدة ويتسرب البروتين الزائد الى البول، له خصائص مشتركة عدة مع مرض القلب. ولمعرفة ما إذا كان للشوكولاتة المفيدة للقلب والأوعية فوائد اخرى تحول دون وقوع تسمم الحمل، راقب الباحثون 2291 سيدة أنجبن مولوداً واحداً وسئلن عن كمية الشوكولاتة اللاتي تناولنها في أول ثلاثة وآخر ثلاثة أشهر من الحمل. وقاس الباحثون أيضاً مستويات الـ«ثيوبروماين» في الدم بالحبل السري لدى المواليد. وكانت الأمهات اللائي استهلكن أكبر قدر من الشوكولاتة واللائي سجل أطفالهن أعلى تركيز لمادة «ثيوبروماين» في الدم بالحبل السري الأقل عرضة للإصابة بحالة التسمم، وكانت السيدات اللائي سجلن أعلى نسبة امتصاص لمادة «ثيوبروماين» في الدم بالحبل السري أقل عرضة بنسبة 69% للإصابة بمضاعفات مقارنة بغيرهن من السيدات اللاتي سجلن مستويات أقل.

 

وحذر باحثون في الولايات المتحدة من أن تناول الشوكولاتة أثناء الليل يزيد بعض الاضطرابات المرضية المرتبطة بالنوم ويسبب الكوابيس. وأوضح الباحثون في مركز اضطرابات النوم بجامعة «ستانفورد» الأميركية أن اضطراب سلوك النوم المعروفة باسم «حركة العين السريعة»، أحد الاضطرابات التي يعاني مصابوها من أحلام مزعجة وكوابيس عنيفة يتفاعلون معها بالصراخ العالي وتقلبات كثيرة أثناء النوم، ويؤثر في شخص واحد من كل 200، ويظهر بين الرجال خصوصاً.

 

وفسّر العلماء ذلك بأن الكافيين الموجود في الشوكولاتة يعيق العملية الطبيعية التي تعرف باسم «الاسترخاء» التي تمنع الإنسان من الحركة أثناء نومه وخلال أحلامه، وبالتالي يصبح النائم أكثر حرية ليتحرك كيفما يشاء. وسجل الباحثون حالة مرضية لشخص يصرخ أثناء نومه بسبب كوابيس متكررة تصيبه كلما تناول بسكويت الشوكولاتة أو البوضة أو الصلصات، وأشاروا إلى أن هذه الحالة بدأت معه بعد تعرضه لإصابة في رأسه بحادث سيارة، وقد زادت الشوكولاتة من سوء وضعه الصحي حيث تعود الأعراض إلى الظهور كلما تناولها. ونبه الباحثون إلى أن تناول الشوكولاتة والكاكاو لا يرتبط بأنماط النوم العنيفة والكوابيس عند عامة الناس وعندالأشخاص العاديين، ولكنه يؤثر فقط في المصابين باضطرابات النوم. 

 

 حمض «السيتري» 

تحتوي الشوكولاتة على الحمض السيتري، وهو نوع من الدسم الذي لا يرفع مستوى الكولسترول في الدم والفلافونويدس، التي تنقص من مستوى التصاق الصفيحات الدموية ما يمنع تجلط الدم، وبالتالي يخفض خطورة انسداد الأوعية الشريانية.