مصر.. «تعثـر» إضراب 4 مايو

مصري يطالب برحيل مبارك

لاقت دعوة قوى سياسية مصرية للإضراب العام في البلاد قدراً كبيراً من الفشل، أمس، وبدت الحياة تسير طبيعية في القاهرة في يوم عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك الـ80، وبدا الخاسر السياسي الأكبر في الدعوة جماعة الإخوان المسلمين التي انضمت  إلى الدعوة الجارية، بينما استنكفت عن المشاركة في الإضراب السابق في 6 أبريل الذي  كلل بالنجاح.
 
ورصدت «الإمارات اليوم» منطقة  وسط البلد التي  كانت  فيها حركة السير  والبيع  شبه عادية، كما رصدت انتظام الناس في  المصالح الحكومية في ازدحامهم المعتاد، وتراصت مجموعات قوات الأمن  المركزي في  شوارع  العاصمة  المصرية ووجدت بكثافة شديدة أمام نقابة الصحافيين المصـرية  ودار القضاء العالي وميدان التحرير، أكـبر ميادين القاهرة.
 

وقال القيادي في حركة «كفاية» التي كانت ضمن القوى الوطنية الداعية للإضراب، يحيى القزاز: «ليس المهم حصد نتائج سريعة ولكن ما يهم الحركة هو إرساء ثقافة الاحتجاج والمقاومة».

 وأضاف القزاز: «أنا أعتبر الإضراب قد نجح. فقد  أجبر النظام على حشد الناس في الشوارع،  كما أجبر  رجال الحزب  الوطني على اختيار هذا اليوم لإقامة الحفلات والتجمعات الشبابية». 
 
وتابع المعارض المصري «ثقافة المقاومة بدأت خطواتها سريعاً بين المصريين ولن  تفلح  الحكومة  في إفشالها»، وأوضح أن «حديث  الناس  في  المواصلات  العامة وفي أماكن عملهم وعلى مواقع «النت» وفي وسائل الإعلام المختلفة يثبت إلى حد كبير نجاح  ثقافة  الإضراب».
 
ومن جهته، قال المتخصص في شأن الإخوان المسلمين، حسام تمام: «إن الإخوان  اشتركوا في الإضراب وهو ليس من ضمن أولوياتهم، وجاءت دعوة المرشد العام مهدي عاكف للمشاركة حتى  لا يتخلف  الإخوان عن المشاركة كما حدث في إضراب 6 ابريل».  

وأوضح تمام ان «الاخوان لم يفعّلوا مشاركتهم عبر ارسال دعوة الإضراب الى وحداتهم الإدارية والتنظيمية ومتابعة  ذلك  بالحصر  والاحصاء». وتابع «إن الإضراب هذه المرة لم  يفاجئ الحكومة أو يربكها، كما حدث في المرة السابقة، ونفذت في مواجهته خطة محكمة بدأت بزيادة المرتبات  30%  وحشد الإعلام المرئي والمسموع وتوجيه تعليمات  مشددة مقترنة بعقوبات لموظفي الحكومة والقطاع العام  إضافة إلى حشد شباب الحزب الوطني في الشوارع».

وقال محامي الجماعات الإسلامية  منتصر الزيات «إن إضراب 4 مايو كان  مباراة رائعة بين الشعب والحكومة. المباراة مستمرة  ونحن الان مع  صافرة  البداية  لأن  الإضراب ثقافة جديدة عند الطرفين». وأقر الزيات بأن «غياب  عمال  غزل المحلة  عن الاضراب  واختيار امس،  بعد اسبوع من الاجازات، كان له دور في تقليل نسبة المشاركة». 

من جهتها، احتفت الصحف المصرية الرسمية أمس بعيد ميلاد مبارك، وأجمعت على مديحه، فعنونت صحيفة «أخبار اليوم»  «ليه نحن نحبك يا ريس»، فيما اعتبرت صحيفة الجمهورية أن مبارك «بطل العدالة الاجتماعية»، مذكرة بإعلانه الاربعاء انه طلب من الحكومة العمل على رفع الرواتب بنسبة 30% لمواجهة ارتفاع الاسعار. 

اللافت في الأمر أن صحيفة «المصري اليوم» المستقلة والمعروفة بحيادها وانتقادها المتواصل للحكومة أفردت ملحقاً خاصاً لعيد ميلاد مبارك.  
 
تويتر