أقول لكم

محمد يوسف


 أين هو صاحب المحفظة الوهمية الأخرى؟ يقال إنه غادر البلاد إلى جهة غير معلومة، ويقال إنها معلومة، لا ندري، فالشائعات كثيرة، والصمت مطبق، والمتنافسون على جائزة الانتصار بالقبض على صاحب المحفظة الأولى مازالوا «يفردون» عضلاتهم علينا، رغم أننا نعلم أنهم صمتوا دهراً بلغ أكثر من عام، إما لعدم علم، أو لا مبالاة، ولم يتحركوا إلا متأخرين ونتيجة تساؤلات نبّهتهم، فهل هناك محافظ أخرى شهدت عمليات نصب واحتيال وسرقة وهروب بمبالغ طائلة؟  من يجيب؟ لا أحد؛

 

 لأن كلمة «الشفافية» لاتزال غائبة عن كثير من الجهات، إنهم لا يعرفونها، ولكنهم يعرفون كيف يدعون إلى مؤتمرات صحافية، وكيف يصدرون بيانات لا تذكر الحقائق كلها، ويعرفون كيف يمنعون الأسئلة، وكيف يمتنعون عن الإجابة، وهم أيضاً لم يسمعوا بحق الناس في الحصول على المعلومات، وهو حق وإن كانت قوانينه غائبة عنه إلا أنه يدخل ضمن المبادئ والحقوق المقرة دولياً
 
ولكننا نسمع بعض المعلومات ونتابعها، ولا ننتظر كثيراً من يهوون الظهور ليعطونا بعضها، ولهذا كتبنا عن ذلك الذي «فاحت رائحته» من دون اسـتئذان من أحد، وجاءت الأخبار بصدمة لنحو 2500 شخص سُرقت مدخراتهم أو قروضهم الشخصية، أو قيمة بيع مصوغات زوجاتهم، ولهذا نسـأل إن كان هناك شخص آخر تمكَّن من الهرب، ونسأل عن عدد ضحاياه، وإن كان صحيحاً ما يتردد عن ذهابه إلى البرازيل أو إيطاليا أو جزر كيمان؟

 

 وهل هو مستقر في أى مكان بأموال الذين كانوا يبحثون عن أرباح وعدوا بها وسط موجة التهافت على مضاعفة المدخرات؟  من حقنا أن نعرف التفاصيل، مهما كانت قاسية، ومن حقنا أيضاً أن نطالب بإعلان نتائج التحقيق في هذا الخلل الذي اسـتغله ضعاف النفوس على مرآى من الجميع، وأن يحاسب كل من سمح بأن تُجمع 400 مليون درهم من دون أن تلفت أنظارهم الحسابات التي تتضخم فجأة من دون ترخيص رسمي، وأن يحاسب أيضاً من لم يسمع «جلجلة» 2500 شخص بينما كان مطالباً بأن يسمع «دبيب» النمل myousef_1@yahoo.com

تويتر