جاهدة وهبة تغني الحلاج وغونتر غراس


حملت الأمسية الرابعة من أمسيات مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، والتي أحيتها، أول من أمس، بالمجمع الثقافي، المطربة جاهدة وهبة وفرقتها بقيادة المايسترو كلود شلهوب، لونا خاصا من ألوان الغناء والطرب، في إضافة جديدة تعكس حرص المهرجان على تحقيق التنوع والشمولية في أمسياته، وهو ما نجح فيه.


استطاعت وهبة خلال الحفل الذي انقسم إلى جزأين، ان تحمل الجمهور إلى مناطق مختلفة من الطرب والغناء، عبر كلمات وألحان تمثل حالة خاصة انفردت بها وهبة منذ انطلاقتها الفنية واعتمدت فيها على تلحين كلمات وقصائد تبدو صعبة للغناء، مثل قصائد الحلاج، وأخرى مترجمة ومعرّبة مثل قصائد الشاعر الألماني غونتر غراس، بل تلحين وغناء كتابات نثرية مثل نصوص أحلام مستغانمي، وهو ما منح جاهدة وهبة لقب «شاعرة الصوت»، إلى جانب تقديم اغنيات التراث وكبار المطربين العرب.


 بدأ الحفل بأغنية «أهو ده اللي صار» من كلمات وألحان الموسيقار سيد درويش، تلتها قصيدة الحلاج «إذا هجرت فمن لي»، من ألحان جاهدة وهبة التي قدمتها بمصاحبة عزف المايسترو كلود شلهوب على الكمان، ثم قصيدة «ياريت» لطلال حيدر وألحان وهبة.


أما قصيدة «لا تعذليه» لابن زريق البغدادي، فقد قدمتها جاهدة بمصاحبة تسجيل صوتي لها وهي تغني  الأغنية نفسها، وهو ما يمثل لمحة تجديد غير معتادة في الأداء الغنائي، كما عكست قدرة فائقة على تحكم الفنانة بصوتها وضبطه ليتطابق لبرهة مع الصوت المسجل، ويتأخر في برهة اخرى ليصبح مثل الصدى أو الكورال الذي يردّد خلف المطربة ما تغنيه فيما يشبة التراتيل.


ومن الأغنيات القديمة قدمت وهبة خلال الحفل أغنية «آمنت بالله نور جمالك آية» والتي سبق أن غنتها المطربة لور دكاش من كلمات وألحان فريد غصن، وسبقتها بتقديم موال «يا نسيم الريح قولي للرشا لم يزدني الورد إلا عطشا» للحلاج، ولاقت الأغنية تصفيقا وتجاوبا كبير من الجمهور.

 

ثم قدمت تحية للإمارات من خلال اغنية «قف بهذه الأرض» التي قامت بتلحينها وكتابة كلماتها وتولى تدقيق الكلمات الشاعر هنري زغيب،  لتقدم بعد ذلك أغنية «أنجبتني» للكاتبة أحلام مستغانمي، بمصاحبة عزف مايك ماسي على البيانو ورامي معلوف على الفلوت، قبل  ان تعود من جديد إلى الاغاني القديمة وتقدم «كلثوميات» التي تضمنت أجزاء من أغنيات «أمل حياتي»، «عودت عيني»، و«أنا في انتظارك» التي رددها معها الجمهور وقام بتحيتها بالتصفيق طويلا بعدها.

 

في الجزء الثاني من الحفل قدمت جاهدة وهبة باقة من الاغنيات القديمة مثل «عندك بحرية» لوديع الصافي من الحان محمد عبدالوهاب، و«يا جارة الوادي» لأمير الشعراء أحمد شوقي وألحان عبدالوهاب ايضا، إلى جانب أغنياتها الخاصة والتي قامت بتلحينها مثل «بيروت» من كلمات لميعة عباس عمارة، «لندع تلاقينا» من كلمات أنسي الحاج، «كتبتني» لأحلام مستغانمي، «أحذيتي الفارغة ولا تلتفت للوراء» للشاعر الالماني غونت غراس، وساعدت صعوبة كلمات هذه النصوص على إبراز الامكانات التي يتمتع بها صوت جاهدة وهبة، وقدرتها الكبيرة على التحكم في نبراتها وأن تنتقل به من القوة إلى الليونة والدلال بسلاسة.

تويتر