الشارقة تواجه «الأنا بالآخر» في ملتقى الرواية
|
|
عبّر منسق عام «ملتقى الشارقة للرواية»، الدكتور يوسف عيدابي، عن تفاؤله بأن يكشف الملتقى في دورته الثالثة، عن اطروحات وانشغالات معمّقة على الرواية والمجال النقدي الثقافي، والأطر المرجعية الفكرية بعامة. وأضاف عيدابي خلال افتتاح اعمال الملتقى، صباح يوم امس، في دارة الندوة «نريد ان نخرج من متون الاستشراق والاستغراب والهوامش، الى طريق الوجود المغاير انسنة للثقافة».
وأوضح عيدابي ان الملتقى الذي ينظم تحت شعار «صورة الآنا والآخر في الرواية»، ويحظى بمشاركة مجموعة من ابرز الكتاب العالميين والعرب والمحلييين، في مجال الرواية والترجمة والنقد، خصص هذه الدورة لمناقشة «الآنا والآخر»، وتحديدا في صلب الرواية، بما يسمح للباحثين بالولوج الى تفصيلات قضايا صغيرة وكبيرة في متون العمل الروائي، من منظور النقد الثقافي والدراسات الثقافية، وما اليها من مناهج.
من جانبها اعتبرت الناقدة والمترجمة ايزابيلا كامرا، أن جيلها من المستعربين «مختلف تماما عن المستشرقين الاوائل». ورأت ان ما تقوم به «ليس مجرد عمل أو وظيفة، فالجزء الاكبر منا يرونه مهمة ورسالة حقيقية»، وهي تعريف الغرب بالثقافة العربية.
وأكدت الايطالية كامرا ان «ما نحتاج اليه، اليوم، هو رؤية صحيحة وموضوعية دون قلب للحقائق»، وأن مشكلة عالمنا الحالية تؤكد «الحاجة المتزايدة الى الحوار»، مؤكدة ان «دور المترجم هنا يعدّحاسما، فمن دون الترجمة يصبح الحوار عقيما، او حوارا من طرف واحد». واعترفت كامرا ان الادب العربي لم يكن بالنسبة إليها دراسة وعملا، وإنما كان «عشقا حقيقيا»، مضيفة انه و«مثل أي عشق حقيقي لم اشعر بالوقت ولا بالتعب والجهد الذي بذلته».
مؤكدة انها تجد نفسها بعد 25 عاما من اول كتاب نشرته بالايطالية مترجما عن العربية، وكان احدى روايات الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، تراجع ما قامت به وما انجزته، متعجبة كما تقول «من عدد الترجمات التي قمت بها شخصيا، او التي شجعت الجيل الجديد من المترجمين والباحثين على القيام بها، والذين يعملون الآن بجد ونشاط، حتى تفوقوا على اساتذتهم».
وناقشت الجلسة الاولى، عقب افتتاح الملتقى، التي ترأسها الدكتور إبراهيم السعافين وشارك فيها الدكتور روجر آلن من اميركا، والدكتور فيصل دراج من فلسطين، مفهوم «الأنا والآخر في الرواية»، وقد لخص المترجم المعروف روجر آلن ورقته البحثية بالقول «سأثير إشكاليتين واجهتهما في دراستي للرواية العربية في السنوات الاخيرة ـ وغني عن القول اني اتكلم هنا من داخل سياق اكاديمي غربي ـ وهما فكرة «الادب العربي او الرواية العربية» مفهوما، من المفيد دراسة امثلة له تحت هذا العنوان.
وثانيا «فكرة النهضة، ودورها في كتابة التاريخ ليس للرواية العربية فحسب، بل لحركة الحداثة العربية على اوسع نطاق». وأشار آلن الذي اسهم في ترجمة عدد كبير من الروايات العربية قائلا «في جامعتي صفتي الرسمية هي استاذ الادب العربي والمقارن، ولكني كلما زرت الشرق الاوسط وتبادلت الآراء مع الزملاء في الجامعات والمتخصصين الكثيرين في اقسام الادب العربي وميادينه الكثيرة، تساءلت: كيف اتمكن من ان اغطي كل هذه العصور وكل هذه الانواع والمبادئ النظرية والنقدية وأنا المتخصص الوحيد في الادب العربي في جامعتي في بنسلفانيا».
واستعرض المترجم والناقد الروائي الاميركي تجربته مع الادب العربي واطلاعه على اوائل الروايات التي كتبت ودراستها وتسليط الضوء عليها، ولامس فيها تطور المجتمعات العربية على مختلف الصُعُد.
وأشار الى انه ليس مستشرقا بل هو مستعرب. من جانبه قدم الدكتور فيصل درّاج عددا من الافكار التي تتمحور حول عنوان الملتقى، واستعرض عددا من المفارقات التي تعتمد عليها فكرة الأنا والآخر في حياتنا اليومية العربية ومع الغرب،
مشيرا الى ان فكرة «الأنا والآخر» موجودة ايضا في النظريات التربوية «بين المعلم والتلميذ»، وأن مفهوم الأنا مرتبط بالفيلسوف جاك دريدا، كما أنه موجود كذلك في سياق الثقافة والسياسة وعولمة الارهاب والاسلام. واعترف درّاج ان المجتمع العربي «اخفق في انتاج مجتمع مدني». وأشار الناقد الفلسطيني إلى ان الصعوبة الاساسية التي نعانيها ـ عربا ومسلمين ـ اننا لا نعرف من نحن ولم نصل الى رؤية واضحة لغاية الآن». |