إيطاليا تعود إلى «كان السينمائي»
|
|
لم يفاجأ المخرج العالمي كوينتين تارانتينو عندما لم تنافس السينما الإيطالية بأي فيلم في دورة مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي، حيث لم يتم اختيار أي فيلم إيطالي للمشاركة في فعاليات المهرجان.
وقال تارانتينو: «إن الافلام الإيطالية التي شاهدتها في الفترة الأخيرة تدور جميعها حول الأفكار نفسها.. حيث تتناول «الأفلام» الصغار من الأولاد والبنات وهم يكبرون، أو معاناة المحبين من أزمة أو عطلات يقضيها المعاقين ذهنياً».
وأضاف: «أحببت بالفعل الأفلام الإيطالية خلال ستينات وسبعينات القرن الـ20، وكذلك بعض أفلام الثمانينات، لكني أشعر الآن أن الامر انتهى، إنها مأساة حقيقية»، وردت النجمة الإيطالية الشهيرة صوفيا لورين، بالهجوم على تارانتينو، وقالت «كيف يجرؤ على الحديث عن السينما الإيطالية، وهو أصلاً لا يعلم شيئاً عن السينما الأميركية»، ولكن إيطاليا ستعود هذا العام لخوض منافسات «كان» المهرجان السينمائي الدولي الأشهر بفيلمين هما: «جومورا» للمخرج ماتيو جاروني، و«إل ديفو» للمخرج باولو سورنتينو.
ويقول رئيس المهرجان تيري فريمو إن اختيار هذين الفيلمين يشير إلى «الحيوية التي تتمتع بها السينما الإيطالية الشابة» وتظهر المواهب الإيطالية السينمائية في هذين الفيلمين لكن موضوعيهما يظهران بالطبع بعض الجوانب غير المحببة في المجتمع الإيطالي.
فيشير اسم فيلم «جومورا» إلى مدينة ورد ذكرها في الإنجيل بوصفها مركز الشر في العالم، بجانب مدينة سودوم. ويتشابه اسم هذه المدينة مع كامورا الاسم الذي يطلق على المافيا الإيطالية في مدينة نابولي. ويستند الفيلم إلى رواية روبرتو سافيانو الأكثر مبيعا والتي تحمل الاسم نفسه.
أما فيلم «إل ديفو» فيتناول حياة رئيس الوزراء الإيطالي السابق جيوليو أندريوتي الذي تلطخت سمعته كمسؤول إيطالي بارز بعد مزاعم بتواطئه مع المافيا الصقلية التي تعرف باسم كوسا نوسترا، وقال جاروني مخرج «جومورا» والبالغ من العمر 39 عاما «لا أنتمي إلى أي حركة..
ولكن انجذابي لموضوعات معينة يربطني بمخرجين مثل باولو سورنتينو (37 عاما)». وبينما يتطرق «إل ديفو» إلى الروابط التاريخية بين الجريمة المنظمة والسياسة فإن «جومورا»، يكشف سطوة مافيا الكومورا وامتداد مصالحها من تهريب البضائع الصينية إلى التخلص من النفايات السامة في نابولي.
وتضفي الصور التي نشرت في العالم كله لأكوام القمامة المتكدسة في شوارع مدينة نابولي الإيطالية على كتاب «سافيانو» الذي نشر عام 2006 - بعد نظر وبصيرة، كما تضفي الموضوعية على فيلم جاروني، وقال جاروني: «أعيش على مسافة ساعتين فقط بالسيارة من روما..
لكني اكتشفت عالما جديدا دخلته مشاهدا عندما كنا نصور في بعض الأماكن التي وصفها الكتاب»، وأثرت أفلام العصابات الأميركية على وجه الخصوص في نظام حياة أفراد مافيا الكامورا مثل فيلم تارانتينو الشهير «بالب فيكشين» الذي استعار بدوره الكثير من أفلام الجريمة الإيطالية خلال سبعينات القرن الـ.20 |