من المجالس

 
الاستراتيجيات هي خريطة طريق النجاح. وفي الفكر الإداري الناجح لاتسير الأمور عشوائياً بل وفق تصوّر كامل أخذ به الناجحون منذ قديم الزمان، وليس في حديث الأوان فحسب.

 

ولكنّ الإدارة الحديثة فصلت وحددت الخطط الاستراتيجية لتكون في متناول كل من يبحث عن النجاح والتميز، في شخصه أو مؤسسته. فجاءت الرؤية، واهتمت بالرسالة، ثم حددت الأهداف لتجعلها إطاراً وجسماً للخطة الاستراتيجية. كل ذلك مفهوم لدى الجميع، ومقدّر في ظل التوجّه العام الذي يدفع باتجاه اعمل وفق خطط استراتيجية تضع العمل في مساره الصحيح، بعيداً عن العشوائية، والقرارات الفردية، والتغيرات المزاجية، لتكون المؤسسة في الإطار، والعمل المؤسسي هو الفعل وليس الإدارات المتعاقبة، توفيراً للجهد والمال، وضماناً لحسن النتائج. صار هذا متوافراً بالفعل في بعض مؤسسات الشأن العام عندنا، ولكن في جانب آخر صارت الاستراتيجيات وكأنها أغنية جديدة من أغاني الفيديو كليب..

 

 كلام بلا معنى. وصار الحديث عن الخطط الاستراتيجية أسهل لدى البعض من شرب الماء، وصار الإعداد للخطط وكأنه أصل العمل والمهنة ينتهي بانتهاء العمل من إعدادها، «لتعود حليمة إلى عادتها القديمة»، فلا تكون هناك رؤية إلاّ في كتيّب الخطة، ولا رسالة.. بل رسائل مختلفة استقرت في الرؤوس سنين طوالاً ولاتزال تستعصي على التغير، ولا أهداف غير الذي يظهر في العمل اليومي.

 

تعود الخطة الاستراتيجية لتصبح شعاراً يعلن أمام الكاميرات ثم لايلبث أن ينطفئ أمام الفكر الإداري. أصبح من السهل أن تسمع أحدهم يسألك عن استراتيجياتك، من دون أن يكون لديه الجواب عن فهمه الاستراتيجية. وأصبح من المألوف تردد هذه الكلمة عشرات، وربما مئات المرات في الصحف والإذاعات والقنوات بينما الأوضاع في بعض الجهات «إلى الخلف در».    adel.m.alrashed@gmail.com

الأكثر مشاركة