ليلة «رضا» المصرية.. تعيد الاعتبار للطرب
|
|
شهدت أبوظبي، مساء أول من أمس، ليلة مصرية فولكلورية، من خلال الحفل الذي استضافته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وأحيته فرقة رضا للفنون الشعبية، والفنانة نادية مصطفى بمصاحبة فرقة المايسترو د.محمد كرم، بحضور مدير إدارة الثقافة والفنون بالهيئة عبدالله العامري والسفير المصري محمد سعد عبيد وحشد كبير من الحضور. وتأتي زيارة فرقة رضا والمطربة نادية مصطفى لأبوظبي ضمن جولة القافلة السياحية المصرية بهدف التعريف بالمقاصد السياحية الجديدة في مصر.
وكان الجزء الأول من الأمسية الفنية، لفرقة رضا للفنون الشعبية، التي قدمت خلاله مجموعة كبيرة من استعراضاتها التي طالما شكلت وجدان الجمهور المصري والعربي، وعبرت عن افراحه واحزانه، وقدمت ملامحه وعاداته وتقاليده للعالم عبر جولاتها الكثيرة التي حازت فيها الكثير من الجوائز العالمية، وانعكست هذه المكانة التي تحتلها الفرقة لدى محبي الفنون الشعبية من الحشد الكبير من الجمهور الذي ملأ مسرح الظفرة بالمجمع الثقافي بأبوظبي، بالاضافة إلى عدد كبير من المتفرجين الذين تابعوا العرض عبر شاشات ضخمة في الساحات الخارجية للمجمع، والتي قابلت استعراضات الفرقة بعاصفة من التصفيق عبرت بها عن حنينها للفن الجميل، ولأيام ازدهار فنون الاستعراض الراقي.
وقدمت الفرقة مجموعة من استعراضاتها الشهيرة، والتي قام بتصميمها وإخراجها الفنان الكبير علي رضا، وقام بإخراج العرض لأمسية أبوظبي إيهاب حسن، وهي من ألحان الموسيقار الراحل علي إسماعيل الذي كان من رواد التلحين والتوزيع في الوطن العربي وقدم خلال حياته مجموعة كبيرة من الألحان التي لامست الوجدان، خصوصاً في فترة الستينات حيث عكس من خلال ألحانه التطورات والأحداث التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة، كما قامت بتصميم الملابس الفنانة فريدة فهمي التي كانت الراقصة الأولى للفرقة وقت إنشائها وازدهارها.
وتنوعت استعراضات الفرقة، لتقدم عبر كل رقصة، ملامح إحدى المناطق في مصر لتعريف العالم بها، مثل رقصة الحجالة من منطقة مرسى مطروح، والاسكندرانية من محافظة الاسكندرية، ورقصة العصا من صعيد مصر ومنه أيضاً قدمت أغنية «الأقصر بلدنا»، كما قدمت استعراض النوبة، بالاضافة إلى موشح «لحظ رنا» و«آه من قلبي» بصوت الفنان فؤاد عبدالمجيد، أما رقصة التنورة الفولكلورية والتي تنتشر في الاحتفالات الدينية والموالد في محافظات مصر المختلفة فقد لاقت تصفيقاً طويلاً من الجمهور.
أما الجزء الثاني من الأمسية، والتي امتدت إلى ما بعد منتصف الليل، فبدأ بعزف لفرقة المايسترو د.محمد كرم لأغنيتي «على الحلوة والمرة» و«للصبر حدود»، أعقبته فقرة الفنانة نادية مصطفى التي بدت في إطلالة جديدة، وقدمت مجموعة كبيرة من الاغنيات التي تنوعت بين الأغنيات التي اشتهرت بها لدى الجمهور مثل سلامات، مسافات، بكل لغات العالم، يامايه، جاي في إيه، والصلح خير، إضافة إلى أغنيات لمطربين كبار مثل أهواك، قلبي دليلي، يا صلاة الزين، دارت الأيام، بينما استهلت فقرتها بأغنية «أحلف بسماها وبترابها».
«فرقة رضا».. سيرة رقص
مثلت فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية نقلة في تاريخ الفن المصري والعربي، حين جاءت نشأتها في منتصف الخمسينات، حيث كان فن الاستعراض غائباً تماماً في مقابل الرقص الشرقي الذي كان يقابله المجتمع المصري والعربي في تلك الفترة بالكثير من التحفظ الذي يصل إلى الرفض، ومن هنا فكر الأخوان محمود وعلي رضا بتكوين فرقة خاصة للفنون للشعبية تعيد المكانة التي احتلتها الرقصات الاستعراضية الرشيقة لدى المصريين القدماء الذين حرصوا على تجسيدها على جدران معابدهم جزءاً من تاريخهم، وبالفعل قدّم الأخوان رضا في عام 1957 عرض «يا ليل يا عين» الذي يعد أول عرض مصري راقص بتشجيع من يحيى حقي وزكي طليمات.
ثم تم تكوين الفرقة بمشاركة الفنانة فريدة فهمي التي درست القانون وتنتمي إلى عائلة عريقة، لتقدم الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959، وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصاً و13 عازفاً، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات، وصمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد وغيرها من مناطق مصر، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي استطاعت الفرقة ان تغير نظرة المجتمع للرقص وتعيد إليه جزءاً من اعتباره كفن راقٍ. وفي عام 1961 أصبحت الفرقة تابعة للدولة، وفي عام 1962 انتقلت عروضها إلى مسرح متروبول حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي.
|