مدارس تتأخر في إنهاء المناهج الدراسية

 

لم يتمكن معلمون في مدارس خاصة وحكومية من الانتهاء من المناهج المقررة في الثانوية العامة، على الرغم من أنه لم يتبق على الامتحانات النهائية سوى أسبوع، مما يجبر الطلاب على الاستمرار في الدوام من دون الحصول على فترة كافية للمراجعة، مما زاد المخاوف من احتمال عدم استيعاب المناهج.

 

وأكد طلبة ثانوية عامة أنهم يضيعون كثيرا من الوقت في الدوام حاليا من دون داع، وفق تعبيرهم، مشيرين إلى أنهم يحتاجون إلى كل دقيقة خلال هذه الفترة الحرجة للمراجعة.

 في حين عزا مديرو مدارس وزارة التربية والتعليم، مسؤولية الخلل الذي حدث إلى تغيير التقويم الدراسي في نهاية الفصل الأول، وتقديم موعد امتحانات نهاية العام.

وفي المقابل أوضحت الوزارة أنه لا يوجد في اللائحة أو في التقويم الدراسي، ما يفيد منح الطلبة إجازة قبل الامتحانات، مشيرة إلى أن الدوام واجب حتى اليوم الأخير وتحتسب عليه درجات في التقويم المستمر.

 

ضغط شديد

وتفصيلا، قالت ولية الأمر فاطمة احمد  «ابني يدرس في إحدى المدارس الخاصة في دبي، وحتى الآن لم ينته مدرسوه من غالبية المناهج، مما يضعه تحت ضغط شديد، فهو من ناحية لا يجد وقتا لمراجعة الدروس السابقة، ولا يستطيع استيعاب ما تبقى من دروس بشكل كاف، لأن ذهنه مشتت»، معربة عن تخوفها من عجز المدرسين عن استكمال المناهج لضيق الوقت. وأضافت أن المدارس لا تضع امتحانات نهاية الفصل، لذا لا تضمن أن تأتي الأسئلة من الأجزاء التي تم تدريسها فعلا، وعليه فمن المفترض أن تنهي المدارس المناهج كافة، وتترك وقتا للمراجعة، حتى يحصل الطلبة على فرصة لاستيعابها، خصوصا أنه لم يتبق على الامتحانات سوى أسبوع واحد، لافتة إلى أن هناك مدارس انتهت من مناهجها ويجلس طلبتها في منازلهم حاليا وهذا يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص، خصوصا أن هذه سنة مصيرية تحدد المستوى الجامعي الذي سيصل إليه الطالب.

 

وشكا الطالب إبراهيم غانم في الصف الثاني عشر بالقسم العلمي، من أن مدرسين انتهوا من مناهج معينة مثل اللغة العربية والتربية الدينية، في حين لا تزال هناك فصول متبقية في مواد أخرى مثل الرياضيات، لافتا إلى أنه وزملاءه مضطرون إلى الاستمرار في الدوام، لحين استكمال جميع المناهج، على الرغم من اهدار كثير من الوقت في الدوام في هذا التوقيت الحرج.

في حين قال الطالب محمد علي في إحدى المدارس الخاصة إنه يستفيد من المراجعات التي يقوم بها بعض المدرسين حاليا في المدرسة، لكن هناك حصص لا يدرسون فيها شيئا، مشيرا إلى أن جميع زملائه سينقطعون عن الحضور بعد امتحان السيبا في اللغة الانجليزية بعد غد.

 

سباق مع الزمن

من جانبه قال المعلم في المرحلة الثانوية عادل وهيب، إن الوقت سرق بعض المدرسين الذين اعتمدوا على أن الفصل الدراسي الثاني سيكون طويلا ولم يحسبوا الأمور جيدا، فعجزوا عن إنهاء المناهج حتى الآن، واضطروا إلى مضاعفة الجرعة الدراسية على الطلبة الذين اعتادوا ـ حسب قوله ـ على قضاء فترة تراوح  من أسبوعين إلى 10 أيام في المراجعة المنزلية قبل الامتحانات، الأمر الذي يزعج بعض أولياء الأمور من استمرار دوام أبنائهم حتى الآن.

 

وقال مدير «مدرسة محمد بن راشد» الثانوية محمد حسن لـ«الإمارات اليوم» إن نسبة الحضور في المدرسة حتى نهاية الأسبوع الجاري وصلت 98%، لافتا إلى أنه حدد اليوم موعد انتهاء المقررات، وفق خطة وضعها من بداية الفصل اعتمادا على التقويم الدراسي الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم منذ بداية العام.

 

وأشار حسن إلى أن الوزارة أخطأت بعد ذلك، حينما غيّرت التقويم أخيرا، وقدمت موعد الامتحانات ثلاثة أيام، موضحا أن هذا تسبب في إرباك المدارس التي تضع خططها لكل فصل، استنادا إلى تقويم الوزارة، موضحا أن الأيام الثلاثة التي تم اختزالها تعني له بوصفه مدير مدرسة 21 ساعة دراسة، وتعني للطالب نفس التوقيت من المذاكرة في هذه الفترة الحرجة من العام الدراسي.

 

وأضاف أن المدارس لا تعمل بطرق عشوائية، بل تعتمد على خطط مدروسة وموزعة على جميع أيام العام الدراسي، بما فيها الإجازات والمناسبات. وأي تغيير في مسار الدراسة يربك هذه الخطة ويشكل ضغطا على المدرسين في عملية شرح المناهج. وضغطا على الطلبة في الدوام والمذاكرة والامتحانات.

 

«مدارس الغد»

من جانبه قال الإخصائي الاجتماعي في «مدرسة الصفا» الثانوية (إحدى مدارس الغد) معتز غباشي إن الوضع مختلف إلى درجة ما في مدارس الغد، فهناك امتحانات تجريبية يؤديها الطلبة بشكل مستمر، تجبرهم على الحضور والمذاكرة، حتى لو لم ينته جميع المدرسين من المناهج، لافتا إلى أن هناك خطة زمنية على وشك الانتهاء متعلقة بالمقررات. مؤكدا أن دوام الطلبة في المدرسة لن يعطلهم أو يهدر وقتهم.

 

ولفت مدير «مدرسة المعارف» الخاصة محمد الماسي إلى أن 50% من الطلبة انقطعوا عن الدراسة، مشيرا إلى أن المدرسين يقومون حاليا بالمراجعة، وإدارة المدرسة من جانبها تتعامل بمرونة مع الطلبة، لظروف تلك الفترة التي تسبق الامتحانات، وتترك لهم حرية الدوام أو عدمه.

وأضاف الماسي أن بعض الطلبة يقولون لأولياء أمورهم إنهم لا يدرسون شيئا ويضيّعون الوقت في المدرسة، ولا يحاول أولياء الأمور التأكد من إدارة المدرسة، مضيفا أن الوضع مستقر إلى حد كبير في المدرسة، وانتهى المدرسون المناهج وبدأوا المراجعة، مشيرا إلى أن بعض الطلبة يفضلون الاستفادة من شروح المعلمين في الأيام الأخيرة وحل نماذج الامتحانات معهم.

 

استمرار التقويم

من جانبه قال رئيس قسم نظم الامتحانات في وزارة التربية والتعليم أحمد الدرعي إن الجميع يجب أن يعرف أن التقويم مستمر حتى الامتحانات، بل إن أيام الامتحانات نفسها تدخل في التقويم، ولا يوجد في اللوائح ما يفيد بأن هذه الفترة إجازة، لكن اعتاد الطلبة على منح أنفسهم إجازة دون الرجوع إلى أحد، مشيرا إلى أن من حق المدرس أن يأخذ وقته في شرح المقرر والمراجعة.

 

وأشار الدرعي إلى أن هناك ضوابط وتعليمات لمديري المناطق التعليمية والمدارس، بتنبيه الطلبة إلى مسألة الحضور ومراعاة ذلك في عملية التقويم، موضحا أن لكل معلم ظروفه وخطته في تدريس المنهج.

 

وقال «لم نسمع إطلاقا أن هناك طالبا تضرر في الامتحانات بسبب دوامه في المدرسة». مستدركا انه على النقيض من ذلك يستفيد الطلبة كثيرا من المراجعة والتقارب مع المعلمين في الفترة التي تسبق الامتحانات.

امتحان «السيبا»

تستعد جميع المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، لاستقبال طلبة الثانوية العامة بعد غد، لأداء امتحان «السيبا» في اللغة الانجليزية. وقال مدير ««مدرسة محمد بن راشد» الثانوية محمد حسن إن المدرسة استعدت جيدا للامتحانات. لافتا إلى أن «السيبا» ستكون تجربة واقعية للامتحانات النهائية التي تبدأ يوم الخميس المقبل.

وأشار حسن إلى أن الطلبة المواطنين يسعون إلى الحصول على 150 درجة في الامتحان حدا أدنى، ليتمكنوا من الالتحاق بإحدى الكليات الحكومية، موضحا أن النظام الحالي للثانوية العامة قضى على الرهبة التي كانت تسيطر على الطلبة سابقا قبل الامتحانات لأن الطالب ـ على حد قوله ـ يؤدى كثيرا من الامتحانات طوال العام حسب نظام التقويم المستمر.

 

يشار إلى أن نحو 31 ألفا و740 طالبا، سيؤدون امتحانات «السيبا» هذا العام، ومن المقرر أن تختلف امتحانات  هذا العام إلى درجة ما في طريقة طرح الأسئلة عن العام الماضي، حيث تركز على قياس مهارات الطلبة في اللغة، وتبتعد عن الأسلوب التقليدي المباشر الذي يستند إلى أسلوب التلقين والحفظ.  كما يتقلص عدد  ساعات الامتحان إلى ساعتين ونصف بدلا من ثلاث ساعات ، كما يتضمن سؤالا واحدا في الكتابة.

تويتر