نظام غذائي انتقائي لمرضى السكري


أكد باحثون ألمان أن «توصية مرضى السكري بتوخي الحذر من السكر في أطعمتهم، بات ليس ضرورياً، لأن السكري في رأيهم ليس مرض سكر بحت، وإنما هو خلل في عملية التمثيل الغذائي للبروتين والدهون». وأشار علماء في المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر بألمانيا وهو مؤسسة تعنى بالصحة العامة إلى أن «منع مرضى السكري بشكل صارم من تناول كميات معينة من السكر لم يعد ضرورياً». ونصح المعهد مرضى السكري بالالتزام بالتوصيات الغذائية العامة وتناول الفاكهة والخضراوات بشكل يومي. كما وجد المعهد عدم ضرورة استخدام بدائل للسكر في المواد الغذائية الخاصة بمرضى السكري.

 

في الوقت ذاته أشـار المعـهد إلى أن هذه التوصيات الجديدة ليست دعوة لمرضى السكري لأكل قالب حلوى دسم ولكنها دعوة لمريض السكري لاتباع «نظام غذائي انتقائي شامل» يتناسب معه شخصيا دون الالتزام بقواعد عامة لجميع مرضى السكري.

 

وجبات غذائية متكاملة

وأوصى خبراء المعهد بألا تخلو الوجبات اليومية لمرضى السكري من الفاكهة والخضروات والسلطات والبقوليات إضافة إلى المنتجات الغذائية التي تحتوي على حبوب كاملة. كما نصح الخبراء مرضى السكري بالاستمرار في تجنب الأنواع شديدة الدسم من السجق والجبن، وتجنب تناول الشيكولاتة والفطائر والبطاطا المقلية، والاستغناء عن منتجات الألبان الدسمة بمنتجات منزوعة الدسم، واستخدام الزيت بدلاً من الزبد في الطهي وعدم أكل أطعمة تحتوي على نسبة كبيرة من الملح.

 

وأشارالمعهد في تقارير مماثلة إلى أنه لا توجد ضرورة لتحديد مواد غذائية معينة لمرضى السكري. وقالت الباحثة في المعهد، أريانه جيرنت «إن رأي المعهد سيفاجئ مرضى السكري بالطبع، بعد أن دأب الأطباء على توصيتهم بتوخي الحذر الشديد من السكر في أطعمتهم أو اللجوء للأغذية التي تستخدم فيها مواد بديلة عن السكر مثل سكر الفركتوز «سكر الفاكهة»، مضيفة «غير أن دراسات أحدث بينت أن هذه الأطعمة الخاصة غير ضرورية».

 

الألياف والفيتامينات

وبرر خبراء المعهد الآراء الجديدة بأن «مرض السكري ليس مرض سكر بحت» بل إنه يتزامن مع خلل في عملية التمثيل الغذائي للبروتين والدهون. وأشارت جيرنت إلى أن «الحفاظ على نسبة طبيعية للدهون في الدم والإبقاء على مستوى طبيعي لضغط الدم من أهم أهداف معالجة مرضى السكري إلى جانب المحافظة على النسبة الطبيعية للسكر في الدم ووزن طبيعي للجسم. ويوصي المعهد بتناول الأغذية الغنية بالألياف والفيتامينات لتحقيق هذه الأهداف». ومازال نحو نصف مرضى السكر يلجأون، حسب بيانات المعهد، لأغذية خاصة ضمن نظام غذائي خاص. ولكن المعهد أعلن الآن أن هذه القيود والتعليمات الخاصة أصبحت غير ضرورية، وقال رئيس المعهد أندرياس هينزل، «الأهم من ذلك هو توصيف القيمة الغذائية للأغذية على المعلبات بشكل موحد مما سيفيد مرضى السكري وغيرهم من المستهلكين العاديين». وهناك نقاش في الوقت الراهن حول اعتماد مثل هذا التوصيف على المستوى الأوروبي. ودعا هينزل إلى أن تكون هذه البيانات التعريفية على المعلبات الغذائية واضحة ومفهومة للجميع وألا تقتصر على ذكر السعرات الحرارية والبروتين ونسبة الكربوهيدرات في هذه الأغذية بل تمتد لتشمل السكر والأحماض الدهنية المشبعة والألياف والصوديوم وملح الطعام الذي تحتوي عليه الأغذية المعلبة.

 

التقليل من اللحوم

كشفت دراسة أميركية قبل سنوات عن أن الإقلال من اللحم والسكر هو السبيل إلى التغلب على مرض السكري، ويقول فريق البحث الذي أجرى الدراسة في جامعة «ساوث فلوريدا» إن استبدال البروتين الحيواني بالبروتين النباتي هو الآخر يساعد المصابين بالسكري. وبإمكان المرضى أن يقلصوا جرعات الانسولين التي يتناولونها أو حتى التوقف عن تناولها كليا بعد ستة أشهر من اتباعهم لنظام غذائي محدد.

 

وتنطبق نتائج الدراسة على النوع الثاني من مرض السكري حيث يعاني المصابون به من نقص الإنسلوين في غدة البنكرياس، أو الذين لا تستطيع أجسامهم أن تستخدم البنكرياس بشكل صحيح. وينجم السكري نوع «2» عن السمنة، وإن جزءا من العلاج هو تشجيع المرضى على تناول الأطعمة الصحية. ويصاب المرء بهذا النوع في متوسط العمر، ويتطور مع تدهور قدرة الجسم على السيطرة على كميات السكر في الدم.

 

وقد درس فريق البحث برئاسة الدكتور كريج آرسينيس 51 مصاباً بالسكري لم يستفيدوا من الكميات الكبيرة من الأنسولين التي حصلوا عليها أو الأدوية الأخرى التي تقلل من نسبة السكر في الدم من خلال زيادة إنتاج الإنسلوين في البنكرياس .

تويتر