أقول لكم
|
|
جمعة مباركة عليكم جميعاً، تقبّل الله منكم الطاعات والعبادات، وأسعدكم بالراحات، وخفف عنكم ضغط العمل والجري خلف قضاء الحاجات، فتعالوا نقضي اليوم كله من دون تفكير أو تخطيط أو محاولات لتدارك ما فات أو ما هو آت، نجلس هكذا مثل «الخشب المسندة» كأن الواحد منا إضافة جميلة لقطع أثاث بيته، ونرمي جهاز التحكم بالتلفزيون بعيداً عنا، فمن أراد أن يكون صافي الذهن، خالي البال، عليه أن يتوقف عن مشـاهدة هذا الدخيل الذي اقتحم حياتنا برضانا و«غصباً عنا» وأوصيكم خيراً بمقاطعة نشرات الأخبار، فهي التي تجلب الغثيان لكم، وتفقدكم شهية الأكل والنوم والاستمتاع بطفرات العصر الذهبي الذي تعيشونه، وبعدها عليكم التنبه إلى البرامج الحوارية العربية، فهي لا تعرف أصول الحوار وآدابه، فتسرق وقتكم وراحة بالكم وتعيدكم إلى الوراء خطوات أنتم بحاجة إليها، ولا أنصحكم بنصائح «أوبرا» أو طبخ «راشيل راي» أو غرور تلك العارضة المسماة «تايرا» التي صدقت أنها مقدمة لبرنامج يناقش القضايا الاجتماعية، أما البرامج العربية الشبيهة في «راسـبة» في الامتحان منذ الحلقة الأولى، ولكن ماذا تفعلون مع «فرض الواجب» الذي يفرض لإعجاب أحدهم بأحدهم أو بإحداهن، فأنتم مجبرون على مشاهدة الغث والغث دون أن تدروا لماذا أو كيف ومتى أصبح بعض «النكرات» نجوماً على شاشات محطاتنا، فلا تحزنوا، فهذه البرامج إن صادف ورأيتموها مصادفة في أي وقت اعتبروها من «الشر الذي لابد منه» ونوع من الابتلاء، وبأضعف الإيمان اعتبروه امتحاناً لأعصابكم ومدى تحمّلكم، فالصبر جميل، وخير من الصبر الامتناع امتناعاً كلياً ولو ليوم واحد عن نمط الحياة اليومي، والجمعة أفضل أيام الأسبوع، فهي مباركة، وبركتها تزيد إذا عدنا إلى طبيعتنا من دون وسائل حديثة وضغوط عصرية، ومن لا يحتمل الجلوس من دون انشغال فكره عليه بالمشي، ففي المشي فوائد جمة، على أن يكون بعيداً عن الحدائق العامة وشواطئ البحر، وجمعة مباركة.
|