المُعارضة تُسيطر على غـرب بيروت وتسلّمها للجيش


توقفت الاشتباكات في بيروت  أمس، بعدما سيطر أنصار المعارضة بقيادة «حزب الله» على القسم الغربي من العاصمة، واقتحامهم بعض المقار ومنازل وزراء ونواب من الموالاة وسلموها لاحقا للجيش اللبناني.

 

فيما سلم مسلحو تيار المستقبل أسلحتم للجيش الذي انتشر بدوره إلى جانب  قوى الأمن في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة. في الوقت الذي هنأ فيه النائب المسيحي المعارض ميشال عون اللبنانيين على «الانتصار».  وتفصيلاً قال مصدر امني لبناني، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن الاشتباكات توقفت «لأن أحداً لم يعد يقف بوجه مقاتلي المعارضة».

 

وأوضح أن قوات الجيش وقوى الأمن انتشرت ايضا في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة وتسلمت الكثير من المراكز التي كانت تابعة للأكثرية.

 

وتمكن أنصار المعارضة من فرض واقع ميداني جديد بعدما تمكنوا من الاستيلاء على عدد من مكاتب تيار المستقبل بزعامة النائب سعد الحريري، لاسيما في مناطق رأس النبع المتاخمة لبيروت، والتي تعتبر ثاني أهم وأكبر تجمع لتيار المستقبل بعد محلة طريق الجديدة التي تشكل العمود الفقري لتيار المستقبل. وأكدت مصادر أن المعارضة سيطرت على منطقتي «فردان» و«الحمرا» ، وهما من أهم المناطق التجارية. 

 

وشهدت شوارع العاصمة عمليات كرٍ وفرٍ متنقلة من شارع إلى شارع استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية.

 

وأدت المواجهات الى مقتل ستة أشخاص، ما يرفع عدد القتلى في 24 ساعة الى 13 قتيلا. كما أغلق مرفأ بيروت لأسباب أمنية. من جهته اكد مصدر من تيار المستقبل أن «المحاربين سلموا مراكزهم الاجتماعية في منطقة الطريق الجديدة الى الجيش تجنباً للتصعيد». 

 

وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات عنيفة دارت بين أنصار المعارضة والموالاة عند مداخل قريطم، وهي مقر إقامة زعيم كتلة تيار المستقبل النائب سعدالدين الحريري. وذهبت المصادر إلى حد التأكيد بأن قصر قريطم تعرّض لإطلاق نار وأصيب بقذيفة صاروخية. وفتحت طرق رئيسية خارج بيروت كانت عناصر مؤيدة للأكثرية قد قطعتها فيما بقيت طريق المطار مقفلة منذ أن قطعها الاربعاء أنصار «حزب الله» وحركة«أمل».

 


وأعاد الجيش فتح الطريق الدولية التي تربط شمال لبنان بالحدود مع سورية والتي قطعها مؤيدون لتيار المستقبل صباح أمس احتجاجاً على ما حصل في بيروت. وفتحت كذلك الطريق التي تربط بيروت بجنوب لبنان والتي كان مؤيدون للأكثرية قد قطعوها أول من أمس. وفي البقاع في شرق لبنان أعاد الجيش فتح عدة طرق قطعها انصار الحكومة تباعاً ابتداء من الاربعاء باستثناء الطريق الدولية التي تربط شرق لبنان بالحدود مع سورية.

 


من جهته هنأ الجنرال عون اللبنانيين على «الانتصار». وقال في كلمة متلفزة وجهها الى اللبنانيين «ما حصل اليوم «أمس»هو انتصار للبنان وانتصار للعودة إلى الدستور». وأعرب عون الذي كان مرشح المعارضة لرئاسة الجمهورية قبل التوافق على قائد الجيش ميشال سليمان، عن امله «أن تفتح كل الطرق وان تُزال خيم وسط بيروت (اعتصام المعارضة) وخيم السراي (حيث تقيم الحكومة) وأن تحل الأزمة بشكل كامل».  من جهته اعتبر النائب من الأكثرية مصباح الأحدب أن «وضع اليد على لبنان وأخذه رهينة أمر غير مقبول».

 


وقال الأحدب في تصريح صحافي في ختام اجتماع لقوى 14 اذار عقد في معراب شمال شرق بيروت، مقر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «ان وضع اليد على لبنان وأخذه رهينة امر غير مقبول ولا بد من الاختيار بين العمل السياسي او العمل العسكري».     

 
 أبرز الأحداث في لبنان منذ اغتيال الحريري   
مرّ لبنان بعدد من الأحداث المهمة منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 أبرزها:  14 فبراير: اغتـيال الحريري في عمـلية تفجــير ضخمـة في بيروت، اسفرت عن مقتل 22 شخصاً وسقـوط جرحى بينهم النائب والوزير السابق باسل فليحان، الذي توفي في ما بعد.  26 أبريل: انسحاب آخر الجنود السوريين يضع حداً لـ30  عاماً من الوجود العسكري السوري في لبنان.  30 اغسطس: توقيف اربعة ضباط موالين لسورية هم قادة اجهزة الأمن اللبنانية في ملف الحريري.  12

 

  ديسمبر: اغتيال الصحافي والنائب  جبران تويني.  _  (2006 )  15 يونيو إلى 14 اغسطس: نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله اسفرت عن سقوط حوالى 1400 قتيل اثر قيام حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين.   21 نوفمبر: اغتيال الوزير والنائب  بيار الجميل بالرصاص.  1 ديسمبر: المعارضة تبدأ اعتصاماً في وسط بيروت.  فل(2007 )  10 يونيو: إقرار إنشاء المحكمة الدولية بموجب قرار من الأمم المتحدة.  13 يونيو: اغتيال النائب وليد عيدو في تفجير أودى بتسعة أشخاص آخرين.

 

 19 سبتمبر: اغتيال النائب انطوان غانم في عملية تفجير. مبر(2008)    27 يناير: صدامات بين الجيش ومتظاهرين في بيروت توقع سبعة قتلى بينهم خمسة شيعة.  12 فبراير: اغتيال القيادي العسكري الرفيع في حزب الله عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة في دمشق، واتهام اسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال.  7 مايو: اشتباكات بين مسلحي الأكثرية والمعارضة في عدة احياء في بيروت، انطلقت شرارتها اثر اضراب عام على خلفية مطالب عمالية.
 

توقف وسائل إعلام تيار المُستقبل
أعلن مصدر مسؤول في مجموعة تيار المستقبل الإعلامية التي تملكها عائلة الحريري، ان كل الوسائل الإعلامية التابعة لهذه المجموعة المرئية والمسموعة والمكتوبة، توقفت عن العمل  أمس، بسبب «تلقي تهديدات من عناصر مسلحة تابعة لحزب الله». وقال المصدر نفسه أغلقنا كل وسائلنا الإعلامية لأن عناصر حزب الله هاجمت بعضها وطوّقت البعض الآخر وقد وضعناها في عهدة الجيش».

 

وأضاف «نقل إلينا الجيش تهديدات عناصر حزب الله باقتحام كل وسائلنا الإعلامية في حال لم نوقف البث، وقد فضلنا الحفاظ على سلامة العاملين فأوقفنا البث». وتشمل وسائل إعلام تيار المستقبل احد ابرز مكونات قوى «14 اذار» التي تمثلها الأكثرية النيابية، ثلاث محطات تلفزة ومحطة اذاعية وصحيفة.
على صعيد متصل قال شهود عيان إن مسلحين من المعارضة فتحوا النيران على مبنى يضم استوديوهات محطة تلفزيون المستقبل. وأضافوا أن مسلحين من الحزب السوري القومي الاجتماعي دخلوا استوديوهات تلفزيون المستقبل في حي الروشة الساحلي وفجروا عبوة ناسفة. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان من المبنى القريب من السفارة السعودية.
تويتر